شكرا...لترحل يا "باتريس"..!! / حبيب الله ولد أحمد |
الثلاثاء, 21 يناير 2014 20:54 |
سأخاطبك باحترام سيد "نفه"..نحن لا نعرف اللؤم، ولا ننكر الجميل..أنت قدمت شيئا طيبا لكرة القدم الوطنية..وضعت حصان رياضتنا أمام العربة، وقبلك ربما كانت العربة أمامه..!! الآن نرفع لك القبعة عرفانا بالجميل، لكننا نستأذنك في أن نطلب منك أن ترحل إلى بلادك، معززا مكرما..لنا معك، و لك معنا ذكريات لا تنسى، وأوقات فرح جميلة، فأنت أجريت "العين اليمنى" بدموع الفرح، عندما قهرت السنغاليين، وقفزت على ظهورهم إلى جنوب إفريقيا، وأجريت "اليسرى" بدموع الحزن، عندما انهزمت في مباريات الافتتاح في "الشان"، وفيما بعد "أسبلتا معا" بدموع اليأس والإحباط، بعد هزيمتين منكرتين وغير مبررتين، على الأقل من ناحية ما يفترض أنه قدرتك على تصحيح الأخطاء، وتفادى السقوط في وحل الهزيمة. اليوم سيدي نقول لك ارحل بهدوء، فقد غلب شرك "الشخصي"، على خيرك "التكتيكي"، فدفع وطن بكامله ثمن ركوبك لرأسك، وغرورك غير المسبوق، وغير المفهوم..!!
أدرت المنتخب بعقلية "نابليون"، وبتسرع "هتلر"، وبعجز جدك "كبولانى" عن القدرة على تقدير حجم شجاعة رجال الصحراء، ورفضهم الوراثي للظلم والغطرسة. لم تستشر أحدا، ولم تثق في احد، ولم تشرك أحدا في خططك وبرامجك، ولم تقدر للرجال مكانتهم، فوضعت كل رجل "غير مناسب" في المكان "غير المناسب" له، فضيعت الرجال، وأضعت الزمان، وأضاعك المكان وضاع منك"الكأس".. الغرور لا يصنع كرة القدم" وإصرار "الحمار" على السير في نفس الاتجاه لا يخلق رياضة، ولا يقوى منتخبا..!!
لست بحاجة للتدليل على غرورك وصلفك وتعاملك "الاستعماري" مع المنتخب الوطني، فأنت تتذكر يوم أخذتك العزة بالإثم، وقلت إنه عليك أن تستنزف هؤلاء البدو، وأن تقودهم بدل أن يقودوك، وتوجههم بدل أن يوجهوك، فقررت أنك ستغادر إذا لم تمنحك "الاتحادية" راتبا مضاعفا، وكأنك تمن علينا أن الله سخر لنا التغلب على السنغاليين برمية من غير رام، وتصورت نفسك ملاكا جاء من السماء، ليمنح البدو فريقا وبريقا وكرة وكأسا وضجيجا و نجيلة خضراء، فتجبرت حد أن الدولة الموريتانية دفعت لك "الجزية" (أعطوك راتبا يكفى لاكتتاب 10 مدربين محليين) عن يد وهي صاغرة..!!
نعم، منحتنا فوزا على السنغال، أو هكذا تتصور، لكن حمارك سرعان ما وقف في عقبة جنوب إفريقيا، فبدوت في ملاعبها عاريا إلا من الغرور وجنون العظمة والعزة بالإثم، فتوالت المصائب على رؤوس "المرابطين"، وإن لم يكن غريبا أن يهزم "مرابطون" أعطوا "الإمامة" و"العمامة" لكهل من "النصارى" في آخر أيامه..!!
ارتكبت أخطاء لا تغتفر، فهجومك على صحفيين محليين عبروا عن استغرابهم لاعتمادك زبونية "عاطفية" في تسمية لاعبي النخبة الوطنية، كان تصرفا غير مقبول ولا مبرر، تماما كاحتفاظك بلاعب مصاب بائس باهت الأداء، وإخراجك للاعب على الأقل شكل عقدة لمهاجمي الفريق الخصم، وسجل هدفا مباغتا حتى بالنسبة لأوراقك وحساباتك الخاطئة، واحتفاظك بلاعب محوري فذ على مقاعد الاحتياط وأنت في أمس الحاجة لضخ دمائه في منظومة هجومك المتآكلة بفعل "قاراقوشية" قراراتك في لحظات عصيبة، تحتاج رجالا وأقداما وجلبة، وليس أوراقا وأقلاما وجعجعة بلا طحين..!! أما موجة "الإستبدال" التى ركبتها لتغرق تحتها كل المعطيات الفنية والأوراق المتاحة لك على الأرض فقد كانت أسوأ الأخطاء التي ارتكبتها بصلف وغطرسة، وكأنك راع عديم الخبرة يتصرف مع قطيع غنم مرتبك مرتجف غير منسجم، ذات يوم مطير عاصف..!! بمقدورك أن ترحل سيد "نفه"، فلم يعد بمقدورنا تحمل أخطائك الكثيرة، ولعل خروجنا المبكر على يديك، وليس بأقدام لاعبينا، أن يكون عقابا إلهيا بسبب تفريطنا في الكفاءات الوطنية، وزراعتنا لنبتة أجنبية سقيناها بعرقنا ودموعنا وأموالنا، لتنبت هزيمة وتورق إحباطا ويأسا وتخبطا..!! نملك عشرات الكفاءات الرياضية، ولدينا مدربون وطنيون ولاعبون مقتدرون في الداخل والخارج، تجاوزناهم وظلمناهم لنمكن لكهل من النصارى لا يهمه أن ترتفع لنا راية، ولا أن يعزف لنا نشيد، و لربما رآنا بأعين أسلافه منظومة رجال وجمال ورمال لا تستحق حتى كؤوس الشاي (التي نتعاطاها بعفوية منذ ولادتنا على هذه الأرض) لا يهمك يا سيد "نفه" أن نكون للإله ناصرين، ولا أن ننكر المناكر، ولا تفعل شيئا بنجمنا وهلالنا وألواننا الرائعة، التي لا يهمك منها إلا لون أوراقنا النقدية التي ينثرها عليك رئيس "الاتحادية" كما تتناثر الأوراق النقدية على صدر راقصة عارية في مهرجان طرب خليجي، ذات فرح أميري "باذخ"..!! ارحل يا"باتريس"، فلديك متسع من الوقت ل"خداع" فرق افريقية أخرى، ترى فيك المنقذ والمخلص، أما نحن فنشكرك على ما قمت به من أجل فريقنا، لا على ما قمت به من أجل نفسك، ونتمنى لك أياما حبلى بالإنجازات في وطنك، أوفى أوطان الآخرين..!! سنرتب أوراقنا، ونبحث عنا فينا، عسى أن نجد بيننا مدربا وطنيا صادقا، يقود منتخبا وطنيا صرفا صافيا، يمسح عن أعيننا دموع الهزائم والإحباط، ويقودنا نحو أفق قادم من العزة والشموخ . لقد حانت لحظة "تأميم" منتخبنا الوطني قلبا وقالبا، نصا وروحا، ليدافع بنا عن علمنا ونشيدنا، وعن الإرادة الحقيقية للمرابطين أسلافا وأحفادا، وإنها لإرادة لا تقهر. |