رسالة إلى الاتحاد الإفريقي / سيدي محمد ولد يونس
الاثنين, 03 فبراير 2014 03:00

alt

السيدة ادلاميني زوما؛ رئيسة لجنة الإتحاد الإفريقي، أصحاب الفخامة زعماء الاتحاد الإفريقي، سيداتي سادتي مواطنات ومواطني دول الاتحاد الإفريقي. إننا في موريتانيا جد مسرورين باستحقاقنا الجلوس على كرسي رئاسة الاتحاد، الذي سيكون

 وساما على صدورنا كلما ورد اسم بلادنا في اجتماعاتكم وتقاريركم، وفي وسائل الإعلام، فموريتانيا هي بلدنا الذي نحبه ونسعد بذكره وبرفرفة علمه في المحافل الإقليمية والدولية.

وبكل تفهم وروح رياضية، اعتبرنا انتخابكم لرئيسنا صادرا عن حسن نواياكم تجاهنا، رغم تعذر انتخاب رئيس مصر بسبب وجوده خلف القضبان، واستحالة انتخاب رئيس الجزائر نظرا لحالته الصحية، وانشغال رئيسي تونس وليبيا بمرحلتيهما الانتقاليتين، ووجود المغرب خارج دائرة الاتحاد.. لذلك لجأتم مضطرين لانتخاب الرئيس الموريتاني، غير مكترثين بظروف الحملة الرئاسية التي باتت تدق بابه، والتي يبدو أنكم متأكدون أنه سيخلف فيها نفسه للمرة الثانية بعد خلافته لها حينما كان رئيسا للمجلس الأعلى للدولة المعروف محليا بالمجلس العسكري.

ولأننا نحرص؛ مثلكم تماما، على الاتحاد الإفريقي فنحن سعداء بتزويدكم ببرنامج رئيسه الدوري الجديد خلال مأموريته الأولى، ملخصا في النقاط التالية:

ـ سيعمل الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز على أن يكون رئيسا لفقراء دول الاتحاد، منتهجا سياسة مكافحة الفساد التي سيتم بموجبها اعتقال زعماء الدول الإفريقية الغنية وإثقال كواهلهم بالضرائب المجحفة، وسيكلف بإنجاز تلك المهمة الإدارة العامة للضرائب والمفتشية العامة للاتحاد الإفريقي.

ـ سيصدر الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز تعليماته بوقف الدعم العمومي للمحروقات التي تصل موانئ وحدود دول الاتحاد، وسيقوم ببرمجة زيادات متكررة في أسعار البنزين والمازوت تتراوح ما بين 4 إلى 20 وحدة نقدية، وذلك على مدى أربع سنوات متتالية، قبل أن يوقف تلك الزيادات خلال السنة الخامسة في انتظار تجديد مأموريته الثانية.

ـ سيترك الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز الحبل على غارب أسعار المواد الاستهلاكية، غير أنه سيستخرج مبلغ 45 مليار وحدة نقدية من كل خزينة تابعة لدول الاتحاد ويقوم بفتح "حوانيت التضامن" لبيع تلك المواد بأسعار مخفضة لمن يمتلك فائض وقت لدخول طوابير تمتد من ساعات الصباح الأولى إلى وقت الظهيرة للظفر بقوت يومه.

ـ سيستجلب الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز شركة صيد صينية لاحتكار صيد الثروة السمكية في شواطئ دول الاتحاد، ولمدة 25 سنة، على أن يدعو البرلمانات الإفريقية للمصادقة على الاتفاقية، وسيصبح حلم ساكنة العواصم الاقتصادية في دول الاتحاد منحصرا في الحصول على وجبة سمك في الشهر، وستقدم شركات الصيد في إفريقيا على تسريح عمالها بعد أن تجد نفسها مجبرة على مغادرة الشواطئ بسبب المنافسة الصينية المحمية بالقانون والسلاح.

ـ سيمنح الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز شركة كينروس العالمية رخصا لاستخراج الذهب من مناطق تواجده في دول الاتحاد، وستقوم الشركة بنقل الذهب عبر رحلات جوية محاطة بالسرية، تاركة خلفها كوارث بيئية وعمالا مفصولين.

ـ سيدعو الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز إلى التبرع للفرق الوطنية لكرة القدم في دول الاتحاد الإفريقي قبل أن يصل المبلغ إلى نصف مليار وحدة نقدية في كل دولة ويتم إيداع المبالغ في حساب خاص يمنع الاقتراب منه حتى ولو طالبت المنتخبات بجزء يسير منه أثناء تواجدها في كأس أمم إفريقيا للمحليين في جنوب إفريقيا.. وحتى لو أدى المنع إلى خسارة كافة الفرق وعودتها إلى بلدانها وهي تجر أذيال الهزيمة.

ـ سيقوم الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز بتأجيل انتخابات البرلمانات الإفريقية لمدة سنتين قبل أن يدعو لانتخابات غير توافقية تقف فيها الحكومات والمال العمومي في صف الأحزاب الحاكمة.

ـ وأخيرا؛ حتى لا أطيل على أصحاب الفخامة، سيفتح الرئيس الدوري محمد ولد عبد العزيز المجال أمام "حرية" الأفراد والمنظمات في تفكيك النسيج الاجتماعي لدول الاتحاد الإفريقي، وتحدي رموزه الوطنية والدينية، فتستباح قيم المجتمع، وتنتهك أعراض العلماء، ويسب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمزق المصحف الشريف...

ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.