إسرائلى يكتب: ما لا يفهمه الديناصورات في اسرائيل.. امريكا تغيرت
الجمعة, 07 فبراير 2014 00:53

 netanyahou5555   إن الجناح الغربي من البيت الابيض في عهد براك اوباما يختلف عن كل جناح غربي سبقه، فهو مليء بالشباب والنساء والسود وذوي الاصول الاسبانية والمثليين ولا يكاد يوجد رجل ابيض كبير السن. ولا يكاد يوجد اشخاص يجسدون صور القوة القديمة. وتروي امرأتان

تتحدثان بينهما بلغة الاشارات القصة كلها: فالادارة الحالية هي ادارة أقليات ومبعوثي الآخرين وليبراليين يلتزمون بالمساواة والحرية والعدل الاجتماعي. والقوة قوة ليّنة، والسلطة هي سلطة تحفظ من السلطة. إن امريكا الثانية التي جاءت الى هنا قبل خمس سنوات أصبحت امريكا الاولى. من هذا المكان يبدو اشخاص مثل بنيامين نتنياهو مثل الديناصورات، ويبدو اسرائيليون مثل اوري اريئيل مثل الغيلان. فلم تعد توجد نقطة تماس شعوري ولا نقطة تماس قيمي بين الحزب الحاكم الاسرائيلي والحزب الحاكم الامريكي، ومنظومة العلاقات بين الاثنين هي مواجهة قوية مُرة قد تكون آثارها كارثية. وقد وضع على الطاولة مسارا تصادم هما ايران وفلسطين.

إن اسم اللعبة في الموضوع الايراني بسيط: هل ستستعمل اسرائيل مجلس النواب كي تفرض على الرئيس اهدافها في التفاوض مع خامنئي وروحاني؟ قد تكون اسرائيل قادرة على فعل ذلك فما زال مجلس الشيوخ ومجلس النواب مصغيين جدا للكلام الذي يقوله رئيس وزراء اسرائيل. لكن اذا انتصر نتنياهو حقا على اوباما في الحرب على تل الكابتول فان هذا الانتصار قد يكون انتصارا مؤلما.

فالجمهور الامريكي المتعب المبغض للعنف قد ينشيء عداوة للحليفة الصغيرة البعيدة التي تجره الى مواجهة عسكرية غير مفهومة قبل الأوان. وقد يفجر الايرانيون من جهتهم مسيرة جنيف ويلقون التهمة على اسرائيل.

وحينما ينتقض الحلف الغربي وينهار نظام العقوبات سيُرى نتنياهو أنه هو الذي أحدث الازمة. وبدل أن يحاصر المجتمع الدولي والأمة الامريكية الجمهورية الاسلامية قد يحاصران الدولة اليهودية.

واسم اللعبة واضح في الموضوع الفلسطيني ايضا: فهل تبرهن اسرائيل آخر الامر على أنها تجابه الاحتلال أم تُرى بصورة قاطعة أنها تؤبد الاحتلال؟ إن استمرار الاحتلال ليس خيارا عند الشباب والنساء والسود وذوي الاصول الاسبانية والمثليين في الجناح الغربي. والاستيطان عند الامريكيين الجدد هو منديل احمر. وما عاد يمكن الاستمرار في المؤامرة المشتركة وفي جر القدمين وفي كسب الوقت.

إن اسرائيل على بعد لمسة عن الاقصاء الدولي وادارة امريكا المتقدمة ظهرها لها. ولا يهم هل ذلك عدل أم لا، ولا يهم هل هو صحيح أم لا، فهذه هي الحال. فاذا استقر رأي قطار اسرائيل على السير في السكة التي تفضي به الى صدام وجها لوجه مع “أمترك” فانه سيجلب على نفسه حادثة نتائجها معلومة مسبقا.

في الفرع المزدحم من “ستار باكس″، غير بعيد عن البيت الابيض اقرأ صحيفتي “نيويورك تايمز″   و”واشنطن بوست” وفيهما اهتمام كبير بروحاني ومناصرة غامرة للبابا. كان النظام الشيعي والكنيسة الكاثوليكية قد وقفا على شفا الهاوية منذ زمن غير بعيد. فقد كانت تُرى ايران آيات الله وفاتيكان الكرادلة جهتين محافظتين متحجرتين لا بقاء لهما في عصر التويتر، لكنهم في طهران وفي روما ايضا فهموا المشكلة ورأوا الى أين تهب رياح العصر وقلبوا الامور رأسا على عقب.

فقد غير روحاني من جهة وفرانسيسكوس من جهة اللعبة بتغيير جذري لصورة المنظمتين المتشددتين اللتين يرأسانهما. بيد أنهم في القدس فقط لا يفهمون الى الآن، فهم ما زالوا يتمسكون هناك بمفاهيم قرون سابقة وافكار عصور مختلفة، وهم في القدس يصرون على عدم فهم أن اسرائيل مُجبرة على أن تفعل فعلا والآن كي تجعل لنفسها موضعا من جديد وكي توجد نفسها من جديد وكي تضع نفسها مرة اخرى في جانب التاريخ الصحيح. بقلم: آري شبيط هآرتس   6/2/2014