نحو جهد تشاركي لقيام المجلس الأعلى للشباب / السعد بن عبد الله بن بيه. |
الجمعة, 18 أبريل 2014 15:07 |
سأحاول في هذه المساهمة المختصرة والمتواضعة ،المشاركة في التفاكر – ولو من بعيد وكمهتم بالشؤون الشبابية - مع بقية الشباب الموريتاني ،حول أنجع الآليات والتدابير التى قد تمثل منهجية مناسبة ، بحيث لو تم التذرع بها لتحصلنا على قيام او انشاء مجلس أعلى للشباب، بحجم الطموحات الكبيرة والعميقة والمتفائلة، التى لمستها شخصيا من مناقشات وأحاديث الشباب الموريتاني نفسه،والتى كانت تستبطن قلقا عميقا على مستقبل هذا المشروع البناء و المثير للشباب ،والذي كان فخامة الرئيس سباقا لإطلاقه،وسأحاول في هذا المعرض الحديث ،وبشكل مختصر- مجرد إشارات- حول مسألتين أساسيتين،الأولى :نتلمس من خلالها فهم طبيعة المجلس والسياق الذي نطمح أن يقوم فيه المجلس،الثانى:ما هي الآلية التدبيرية الأنجع والأنجح للعمل على قيام المجلس ،وماهو الدور الذي يمكن أن تمثله اللجنة التحضيرية في هذا السياق. 1- في معنى المجلس : أظن أنه عليكم يا شباب أن تدققوا في المصطلحات:تحدث فخامة الرئيس في ليلة اللقاء الأولى :عن اعتبار الشباب "شريكا حقيقيا"؟!أظن أن هذا طرحا مؤسسا يقوم على الشراكة! ما هو تصوركم لمفهوم الشراكة؟ أعتقد حتى الآن أن الشباب الموريتاني أنجز 50% من هذه الشراكة "الشراكة في التصور" بحيث دفع بتصوراته إلى مؤسسة الحكومة في مختلف جوانب الشأن العام،لكن 50% من هذه الشراكة لا تزال مفقودة"الشراكة في التنفيذ"! لعل الرئيس باتخاذه قرار المجلس الأعلى للشباب، أتاح للشباب فرصة تحقيق الشراكة في "التنفيذ". كيف ذلك ؟ دققوا معي في المصطلحات مرة أخرى ،وكذا في التأويل لهذه المصطلحات: أولا: مجلسا مستقلا ! ما معنى مستقلا؟ ربما مستقلا ماليا وإداريا عن الحكومة ،بمعنى أنه لن يتبع لقطاع حكومي كجهة وصية،"الشباب والرياضة مثلا"، ولن يتبع للحزب "تجربة مجلس الشباب في السبعينات الذي كان تابعا لحزب الشعب"،- وللعلم ربما ستحاول الوزارة وستحاول جهات ما! جعل هذا المجلس تحت وصايتها- التأويل الأفضل والأقرب والأجدى هو تأويل "إستقلالية المجلس بتبعيته للرئيس شخصيا،(الكلام هنا كثير جدا ...ونكتفى بهذه الإشارة). ثانيا:مهمة المتابعة"متابعة تنفيذ توصيات اللقاء" هذه مهمة خطيرة جدا لأنها مهمة رقابية على أداء الجهاز الحكومي،بحيث للمجلس ان يشكل لجان ،أو يوجه أسئلة للوزراء في إطار هذه المهمة،فأي "ثقل معنوى" اكبر من هذا،بحيث تتشابه مهمة الرقابة الضمنية هذه مع مهمة البرلمان في الرقابة،بل يمكن اقتراح دور تشريعي للمجلس من خلال تمكينه من تقديم مشاريع قوانين إلى البرلمان في مجالات اختصاصاته، مرة اخرى هذه المهمة ترجح فرضية تبعية المجلس للرئيس شخصيا. ثالثا:مهمة استشارية في القضايا الوطنية الكبرى :وهذا الدور الاستشاري دور هام وخطير ويكرس المجلس كجهة مرجعية في النظام السياسي الموريتاني،ويتطلب الكثير من المهنية والاستقلالية والخبرة والموارد،والابتعاد عن لعبة المحاباة التى كثيرا ما تشوه الحياة العامة في موريتانيا،وهذه المهمة ترقى بهذا المجلس أن يكون نظيرا للمجالس الاستشارية الدستورية ،وهو ما سيستدعي دسترته "كمجلس دستوري استشاري مستقل". 2- في تحضيرات المجلس : كما علمنا تشرفت اللجنة اللتحضيرية للقاء الرئيس بالشباب،بالاجتماع بفخامة رئيس الجمهورية ،وقد أضفى اللقاء مغزى جديدا على هذا المجلس باعتباره آلية لإدماج الشباب الموريتاني في المشاركة والاعتناء بالشأن العام،وقد وجه فخامته بفتح المجلس أمام كل فئات ومستويات الشباب الموريتاني ،وبتبنى أقصى درجات التشاور والحوار حول هذا المجلس ليكون نتيجة تفكير منظم ومعمق هدفه أن يمثل قيمة مضافة في الشأن العام. إذن المسعى التشاوري والتشاركي سيمثل منهجية لدى الشباب للوصول إلى أهدافهم في التأسيس لهذا المجلس ،ولكن من المناسب أن نقترح التالي: - يمكن لهذه اللجنة التحضيرية –بمن حضر من اعضاءها- أن تتحول لجهاز أو هيئة او لجنة رسمية "مؤقتة" معينة ،شبيهة با "لجنة الإشراف على منتديات التعليم"، مما يمكنها من الموارد المالية والبشرية واللوجستية ،المعينة على مهمتها في التشاور والحوار مع الشباب واستقصاء آراء الشباب،وتقديم التصورات القانونية والمؤسسية لانجاح مهمة إنشاء المجلس . - كما يمكن أن يعمد فخامة رئيس الجمهورية إلى تعيين مستشار مكلف بشؤون الشباب ،وتلحق به اللجنة التحضيرية كمكتب تابع لرئاسة الجمهورية مهمته العمل ماديا وقانونيا ونظريا إلى إخراج المجلس الأعلى للشباب إلى حيز الوجود. - كما يمكن لتلك اللجنة ،أو تلك المستشارية ،أن تقترح على فخامة الرئيس عددا من المشاركين في اللقاء ،سواء رؤساء الورش أو المقررين أو اعضاء ورش لتعيينهم ملحقين بدوواوين الوزراء للسهر على متابعة تنفيذ التوصيات ،إبان فترة التربص هذه المتعلقة بتحضيرات انشاء المجلس. يبقى التحدي الأبرز يتعلق بالشباب نفسه ،فلا يمكن للقرارات العليا رغم اهميتها ، ولا للجنة التحضيرية رغم كفاءتها وتفانيها ، ان تحل محل الشباب الموريتاني، و الذي هو مطالب بمساندة الرئيس ودعمه في مختلف الاستحقاقات، لتتجسد هذه القرارات والسياسات التى أعلنها لتمكين الشباب الموريتاني ،وان يعمد هذا الشباب بالانفتاح على هذه اللجنة وتقديم رؤاه وتصوراته المختلفة لها في سبيل الارتقاء بوطننا في سلم ومعارج الإزدهار والسلم والأمن، وهو أمر لن يتم ما لم يعتبر الشباب نفسه شريكا فعليا ومسؤولا، عن تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع ،وهو ما يتيح له اقتراح آليات محددة للتواصل مع المعنيين وجعل نفسه رقيبا على أية أعمال وتصرفات تتعلق بهذا المشروع.
باحث بمجال العلوم السياسية ، وعضو اللجنة التحضيرية للقاء الرئيس والشباب سابقا. |