ما فائدة الانتخابات اذا كان المرشح العسكري يفوز دائما! |
الاثنين, 21 أبريل 2014 10:21 |
أسماء عبداللطيف: المتأمل لواقع الديمقراطيات في العالم يجد أن المشهد أو العمل السياسي يقوده حزبان قويان متكافئان في الفرص بالفوز بالرئاسة ..وثمرة التنافس بينهما تنعكس على حياة المواطن برفاهية العيش والعدالة الاجتماعية وحفظ الكرامة الإنسانية وفوق ذلك يسود المجتمعات التسامح .. ففي أمريكا الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري ..وفي بريطانيا حزب العمال وحزب المحافظين وغيرهما من الدول . أما في عالمنا العربي ورغم وجود كثير من العوامل التي تقرب بيننا إلا إننا نجد عددا مهولا من الاحزاب .. ولكنها أحزاب ضعيفة من حيث البناء والتخطيط , وتفتقر الى قيادات رشيدة , وتعتمد على الخطاب الديني أو بالأصح استغلال النزعة الدينية لدي الشعوب العربية في تحقيق مكاسب سياسية حزبية ضيقة لا تعود فوائدها على المواطن ..وأيضا الأحزاب أعادت الى السطح القبيلية في معظم الدول العربية , فالولاء لشيخ القبيلة يحتم على الجميع مولاة من والاه دون الحق في الاختيار ..ولا غرابة إن نظر العالم للعرب كطائفيين متطرفين … تشتت الأحزاب وضعفها كان من نتائجه التمكين للمؤسسة العسكرية حتى صارت في معظم دولنا الملكية العسكرية فيها من التوريث ما فيها , وابقاء الحاكم الى أن يتوفاه الله مهما عجز ..وأقرب وأصدق مثال على ذلك إصرار المؤسسة العسكرية في الجزائر على ترشيح رئيس على كرسي متحرك ليفوز فوزا كاسحا على منافسين كرتونيين .. وومثال آخر في موريتانيا محمد ولد عبد العزيز الذي أتى بانقلاب عسكري 2005 ينادي بنتخابات ليفوز فيها ..والبشير الذي انقض على حكم ديمقراطي كان ثمرة انتفاضة شعبية على طغيان العسكر بقيادة النميري , ينادي بالديمقراطية ويترشح في انتخابات صورية يتنافس فيها مع أحزاب ورقية ليفوز فيها حتما مقضيا ..ومن المفارقات أن يندد أتباعه بالانقلاب في مصر وينادون لعودة الشرعية ! أما في مصر بعد ذلك الانقلاب المتخفي الذي أزاح رئيسا منتخب – رغم اختلافنا معه واعترافنا باخطائه إلا أن هناك وسائل ديمقراطية كان يجب تطبيقها لمحاسبته أو عزله إن استدعى الأمر – ولكنه منطق المؤسسة العسكرية التي تسيطر على مفاصل الاقتصاد والمال .. ولا نستغرب من التسويق لمن عزله بأنه المخلص وأنه مرشح الضرورة وأنه الرجل الذي لم تلد النساء قبله أو بعده! واعتدنا في دولنا العربية على هذا الاسلوب المخادع فمن الاستقلال كل من وصل لسدة الحكم من العسكر يروج له على أنه هبة السماء المنزل على الشعب , فإما هو أو الطوفان .. فالمستفيدون من بقائه كثر : مافيا الورزاء ورجال الأعمال والمنتفعين ممن أمسكوا بزمام إقتصاد دولنا ..يدلل على ذلك استماتتهم في ارجاع النظام في مصر ..وخلافة بشار لوالده حافظ الأسد في سوريا .. وفي ليبيا نجد المليشيات الآن تزعزع الأمن وتنشر الرعب عبر البلاد , وبالتأكيد هنك مستفيدون من وراء حالة الارباك هذه , وهناك من يقول : زمن القذافي كان نعيما ! الأسئلة التي تتردد بإلحاح : ما الذي تجنيه هذه الأحزاب من الخوض في الانتخابات التي نتائجها محسومة سلفا ..لماذا تراهن على حصان خاسر ؟! فلم يحدث ان فاز في بلداننا مرشح منافس لمرشح المؤسسة العسكرية “ذي القناع المدني” ..فلماذا يصبغون هذه الانتخابات بصبغة الشرعية ؟ هل هناك صفقات سرية لا نعلمها ؟ ما الذي يجعل حمدين صباحي ينافس السيسي الذي هو الفائز حتما ؟ وما الذي جعل بن فليس ينافس بوتفليقة ؟ ما الذي يجعلهم يدخلون في انتخابات تسخر لها كل امكانات الدولة المادية ومن ورائها ماكينة إعلامية وتزويرية ضخمة , ورجال أعمال موقنون أن مصلحتهم في فوز مرشح المؤسسة العسكرية .. وتخمره على كرسي الرئاسة لا يعنيهم في شئ ! إن أصغر تلميذ في المرحلة المتوسطة لو سئل عمن سيفوز مرشح العسكر أم ست نكرات , فبالتأكيد لن تعييه الإجابة ! وكأن الحكمة تقول : مريض معروف خير من سليم مجهول ..ما أعجب انقلاب المفاهيم في زماننا ! والأغرب كذلك أن يخرج من راهن على الحصان الخاسر , ويشجب ويستنكر ويقول : أن الانتخابات مزورة ..ما الجديد الذي قاله بن فليس ؟! وغدا في شهر مايو سيطلع علينا حمدين بنفس الكلمات الجوفاء التي لا تجدي ولا تفيد ..وبعد غد سيعيد من ترشح مع البشير نفس الاسطوانة المشروخة … وفي سوريا سيتم عرض مزيد من اكسسوارات الديمقراطية , وسيفوز بشار الذي يجلس الآن على تلة من الدمار والخراب ! والذي لم يقف عنده الناس هو اعتزال مدير حملة حمدين صباحي , وحيد عبد المجيد السياسة , فلعلها المضايقات التي تمت من الكادر الذي يسيطر على المشهد المصري ..والملاحظ أن كثير من الشرفاء في مصر اعتزلوا العمل السياسي … المعادلة السياسية : عسكر + مرشح = فوز أكيد أليس هناك عربي رشيد يوقف هذه المهازل ؟ |