فابيوس يريد إهداء حلب لأردوغان؟ |
الخميس, 06 نوفمبر 2014 18:36 |
ليته بقي نائماً وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، كما كتب عنه صحافي فرنسي في مقال لافت. ليته بقي نائماً لأنه عندما يستيقظ وينشر مقالات بثلاث لغات، لنفهمها جيداً، لا يعي أن العالم قد تغير من حوله وهو ما زال يعاني من أحلام اليقظة. فابيوس يريد إنقاذ حلب. الحاضر يعلم الغايب. هكذا فجأة وبعد أربع سنوات من الهدم والتدمير لمدينة الاقتصاد السوري، توأم مدينة ليون العريقة عاصمة الصناعات الفرنسية، استفاق فابيوس في حضرة حليفه أردوغان، ليكرر أماني الداعشي الناتوي الذي تساءل في باريس: “لماذا كل هذا الاهتمام بمدينة عين العرب ؟” ولماذا لا يقصف التحالف حلب وحماة وحمص ويخلص العالم من داعش وبشار الأسد معاً؟ حلب “معقل المعارضة المعتدلة” حلب “المدينة الشهيدة المقاومة لبشار اللأسد” برأي فابيوس . الرجل قلق على “الحلبيين “الذين يمارس النظام السوري بحقهم سياسة “التجويع″. منذ بداية الأزمة السورية وانطلاق مشروع تدمير سوريا وتفكيك اللحمة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي وأحلام ضرب البنى التحتية والقضاء على الجيش وعلى الهوية السورية و فابيوس يتخبط في سياسته إزاء سوريا. طائرات درون دون طيار تحلق بشكل منتظم فوق المفاعلات النووية الفرنسية، مجهولة الهوية، تقلق الشعب الفرنسي ولكنها لا تحرك ساكنا من فابيوس لأن فابيوس “قلق على حلب “… فرنسا فابيوس تسلح الجهاديين منذ البداية، سراً ثم علناً، هي وحلفائها الذين دمروا أسواق حلب التاريخية، فرنسا فابيوس تدعم حلفاءها في “المعارضة المعتدلة” الذين يقطعون الماء والكهرباء عن بشار الأسد أي عن المواطنين السوريين في حلب الخاضعة لحكومة الجمهورية العربية السورية. فرنسا فابيوس تدعم من ينسف الفنادق التاريخية في حلب مثل الكارلتون وفندق بارون لأن هذا التدمير هو من صنع المعارضة المعتدلة. فابيوس لم يقلق على كسب وأهلهاعندما سهل أردوغان دخول البرابرة الذين قتلوا وطردوا السوريين الأرمن من بيوتهم ليلاً بمساندة حكومة أردوغان وكشفت المؤامرة للعالم من خلال تسجيل صوتي كان الغرض منه استفزاز الجيش السوري وجره إلى معركة ضد تركيا. لم يقلق أيضا على معلولا ولا على مصير النساء السوريات في الرقة ودير الزور. لم أسمع أنه بادر إلى عقد مؤتمر دولي لاستنكار الممارسات ضد المرأة السورية في المناطق “المحررة” قبل إطلاق ظاهرة داعش. نطمئنك ياحضرة الوزير أن المعركة القادمة لتحرير حلب من حلفائك العثمانيين والمعتدلين من جهاديين وقاطعي الرؤوس قريبة جداً وستبدد حلمك في إهداء حلب للعثمانيين كما فعل أجداد فرنسا باقتطاع لواء اسكندرون ضد كل الأعراف والمواثيق الدولية وإهدائه لتركي. ونطمئنك بأن حلب ليست “مهددة اليوم بين كماشتي براميل النظام وناحري الرقاب من داعش” كما تفضلت وكتبت. وأقصى ما يمكن أن يحدث لحلب هو عودتها كاملة إلى خريطة سوريا وإصابتك أنت وحلفاءك بصدمة النبأ كالصدمات السابقة التي تلقيتها مع مستشاريك وحلفائك من تحرير بابا عمرو ويبرود وحمص القديمة..ناهيك عن حل أمريكا للمجلس الوطني السوري وتراجع أوباما عن قصف دمشق.. ليتك تسأل حليفك أردوغان أن يفتح تحقيقاً في سرقة معامل حلب والبراهين موثقة بفيديوهات عن مرورها إلى أراضيه محملة بشاحنات؟ وعن نفط سوريا الذي يورد إلى أوروبا باعتراف مسؤولين أوروبيين ؟ وتعرج لسؤاله أيضاً عن عبور المرتزقة والرعاع وحثالة القوم من أصقاع الدنيا وحتى مواطنين فرنسيين من حدوده إلى أجمل بلدان الأرض، سوريا، للتدمير والتخريب ؟ وبما أنك حريص على ” عدم ترك حلب لأمراء الحرب المتشددين وعدم تصدير الفوضى الداخلية من سوريا إلى جيرانها من عراقيين ولبنانيين وأردنيين” كما قلت، فليتك تطالب بوقف تسليح المعارضة “المعتدلة” لتصدق نواياك. فنحن حريصون على هيبة فرنسا التي لم يعد أحد يستمع لرأيها وبت ممثلا للمطبخ الفرنسي وجمعت سفراء فرنسا في دول العالم في صورة مع أشهر الطهاة والطباخين ليروجوا للمأكولات الفرنسية والنبيذ؟ هل يحق لك “بهدلة” السياسة الفرنسية إلى هذا الحد؟ كفاك استغباءاً لهذا الشعب الفرنسي الذي يقرأ ما ينشر في فرنسا من مقال تلو المقال ومن كتاب تلو الكتاب وكلها تنتقد سياسة التبعية لأمريكا و لتابعتها تركيا والتي تسوق لها بشكل غير مسبوق؟ أولا لا يوجد في سوريا حلبيون وحماصنة ودمشقيون. هذا الحلم الاستعماري الاستشراقي انتهى… يوجد مواطنون سوريون ما زالوا يعيشون ويأملون بانتهاء هذا الكابوس، متمسكون بوحدة الوطن ووحدة الجيش . ثانيا، لا يوجد في سوريا صراع سني شيعي كما تتوهم منذ البداية. هذا الوهم موجود في عقول حلفائك من قادة دول وليس في سوريا لأنها اسثناء وشعبها استثناء في المنطقة وقريباً سنقول في العالم بإذن الله ثالثا المواطن السوري من عامل الكهرباء إلى الطبيب والموظف يقف وراء جيشه صفاً واحداً وسيهزم معارضتك “المعتدلة” التي تحلم بها ليلا نهاراً. فهو يعيد بناء محطات الكهرباء التي ينسفونها ويعالج المواطن الذي تلقى قذيفة هاون رموه بها. وإذا كنت حريصا على حياة السوريين فليتك تبادر برفع العقوبات المفروضة على الشعب السوري لأن الشعب كما رأيت لم يُسقط لا الجيش ولا الحكومة .هل تعرف لماذا ؟ لأن الدولة السورية استمرت في دفع معاشات الموظفين على كافة الأراضي السورية ولأن الحكومة السورية قامت بحملة لقاحات لشلل الأطفال لكافة أبناء سوريا وليس لقاحات قاتلة مغشوشة كما فعلت المعارضة المعتدلة التي تدعمها. منذ أيام قرأت أن مواطناً سورياً يعالج من مرض السرطان لم يمنح تأشيرة دخول إلى الأراضي الفرنسية لأنه موظف في حكومة النظام ؟ توسل طبيبه الفرنسي لديكم ولم يلق أذناً صاغية في حين تمنحون الإقامات واللجوء السياسي لكل من يتخلى عن الوطن ويمزق جواز سفره ويوافقكم النظرة والتحليل لتدمير البلد؟ وبما أنك تحدثت عن الغوطة وربما لك أصدقاء هناك من “المعارضة المعتدلة” ليتك تستمع إلى أحد الزعماء هناك ممن رفضوا المصالحة الجارية على قدم وساق بين أبناء الوطن وهتفوا “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”. {لا أعرف إذا سررت بلأمر ] هو صديق لحليفك أردوغان عقد مؤتمراً صحافيا ً شاهدته لأحدثك عنه، وتخيلتك تستقبله في باريس في الكي دورسه مقر وزارة الخارجية وهو يضع أمامه علمين باللون الأسود، لم ألمح في الصورة حتى علم الإنتداب الفرنسي، يبدو أنه لا يعترف به أيضاً، مظهره حقيقة قاطع طريق ولا يليق بأن يكون من “أصدقاء فرنسا” والله عيب… أما وصفك للرئيس السوري بأنه “أمير حرب “بعد تصريحك بأنه لا يستحق الحياة على وجه الأرض يعني “شوي ثقيلة “. عليك التصحيح حتى لا تزعل ساداتك في واشنطن. باريس |