رؤية لتحولات الملف التركي |
الاثنين, 08 يونيو 2015 15:05 |
آراء لكتاب- محمد الحافظ الغابد من الطبيعي أن تكون نتائج الإنتخبات التركية على هذا النحو بل إن الحزب حقق صمودا أسطوريا وهو يحقق هذه النتيجة المحتفظى بالكتلة الحرجة في خيارات الناخب التركي. فقد عانى حزب العدالة والتنمية التركي من فقدانه لدعم حركة الخدمة بقيادة العلامة فتح الله كولن بل وعانى من دعايتها ضده في السنتين الأخيرتين .. كما وصلت الديمقراطية التركية لاستحقاق حصول الأكراد على حقهم السياسي وشاخت دولة "العدالة والتنمية" وتحولت اهتمامها بالداخل جزئيا من شغف بالإبداع والخدمة الداخلية إلى الإنشغال بملفات الإقليم ولم تبل فيها بلاء حسنا ذي قيمة مقنعة للناخب بأنه إذا خسر داخليا فقد ربح خارجيا. ولا أعتقد شخصيا أن اختيار منظر الخيارات الإستراتجية والخبير في العلاقات الدولية أحمد داوود أوغلوا في رئاسة الوزراء كانت مناسبة لأن الرجل ليس تنفيذية كما هو الحال بالنسبة للأداء القيادي التنفيذي المتفرد لأردغان. في تقديري أن أردغان الآن بدأ في دخول مرحلة الإختبار السياسي الصعب لأول مرة في تاريخه فإنه في المرات السابقة كان مفوضا من الشعب التركي تفويضا يدعم خياراته ويوفر له أرضية سياسية صلبة وجاء هذا التفويض بعد عقود من تعاقب الحكومات الإتلافية الضعيفة على السلطة. أما الآن فعليه أن يدخل معترك السياسة شريكا لأطراف التعددية التركية .. إن المشهد التركي يعود إلى طبيعته التعددية بعد اثني عشر سنة من تفرد العدالة والتتمية بإدارة الحكومة منفردا ولا اعتقد أن هذا بحد ذاته سيشكل عائقا كبيرا لعبقرية أردغان السياسية مع ان موقع أردغان الرئاسي يحد من فاعليته قياديا تنفيذيا يتابع التفاصيل اليومية للعمل الحكومي ويتدخل فيصوب هنا ويسدد هناك ويعطي لأداء الحكومة مصداقية أفضل ويعزز ثقة السكان والشرائح في أداء العمل الحكومي. نعم .. إن اختيار شخصية تنفيذية مناسبة لقيادة الحكومة التركية يبقى واردا شخصيا لست مقتنعا بأداء الرجل الرائع أحمد داوود أغلوا في هذا الموقع واختيار شخصية أخرى كرئيس الحزب الحالي أو وزير الإقتصاد السابق على باب جان.. أومن يمكن أن يعويض سمات أردغان القيادية والتنفيذية ..وبدون شك فلن يملك شخص آخر قدراته الخطابية أوحرارة إيمانه وصدق وجدانه أو ما يعبر عنه (بالكاريزما الأردغانية الفذة) إن أردغان من نوعية ذلك النمط القليل من القادة الذي يوصف بـــ"القائد الفذ". |