ليلى.. الفتاة الضائعة بين اهمال المجتمع و نكبة القدر (القصة كاملة) |
الخميس, 03 أكتوبر 2013 12:09 |
بدأمن نواذيبو .. ففي 21 ابريل من العام 2006 عُثر في مدينة نواذيبو على خدي بنت سيد إبراهيم، الملقبة "خدي كوريا"، وهي مقتولة، وملقية في إحدى الساحات المهجورة في المدينة بعد أن مُثل بجثتها، فقد تعرضت لطعنتين قاتلتين في الصدر أصابت إحداهما القلب، كما تم فقء إحدى عينيها، ويوجد على وجهها آثار الضرب بآلة حادة." وقد اشتهرت القتيلة في أوساط الإجرام في المدينة ، وعرف عنها نشاطها في الحانات والأوكار المشبوهة، وقد أخذت لقب "خدي كوريا" من نشاطاتها المشبوهة مع عصابات البغاء والمخدرات التي ترتبط بعلاقات مع الجالية الكورية المقيمة في المدينة والتي يعمل معظم أفرادها في قطاع الصيد الصناعي. ولها ابنة واحدة تسمى ليلى أودعتها لدى إحدى الأسر لرعايتها مقابل مبلغ مالي كل شهر بقيت ليلى منت ملاي حائرة مصدومة تخلى عنها ملاي وماتت عنها خدي في مدينة قلبها من حجارة ومجتمع لا يرحم تسكعت في بحر نواذيبو ورماها اليم لساحل الضياع في نواكشوط .. و ظهرت في هذا الفيديو .. وما ذنب ليلى وقد قذفت بها صروف النوى من حيث لم تك ظنت إن فيما كتبه الكاتب محمد الامين ولد الفاظل لبلاغ، فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب، يقول ولد الفاظل : " .. إن هذا الجدل الدائر على شبكات التواصل الاجتماعي حول هذا الفيديو، والذي قد يمتد إلى خارجها، ليستدعي تقديم أربع ملاحظات سريعة: أولها: إن ظهور "ليلى" بطريقة صادمة للمجتمع كان أمرا متوقعا لطفلة تخلى عنها والدها مبكرا، وعاشت أمها وماتت بتلك الطريقة التي تحدثنا عنها سابقا، ولفظها المجتمع في وقت مبكر. لم يكن متوقعا من "ليلى" أن تطل على المجتمع الموريتاني وهي ترتدي الحجاب في حلقة من حلقات مسلسل ديني. ثانيها: هذا الفيديو لم تنتجه جهة واحدة، بل أن هناك جهات كثيرة ساهمت في إنتاجه، ولكننا ـ وللأسف الشديد ـ لا نستطيع أن نقدم شكوى ضد أي منها. ومن بين منتجي هذا الفيديو الأسرة التي أنجبت ليلى (الوالد الذي تخلى عنها في وقت مبكر، والوالدة التي رحلت عن دنيانا منذ سبع سنوات). كما شاركت في إنتاجه السلطة الحاكمة حينها، والتي تركت طفلة صغيرة تصارع الحياة لوحدها، خاصة أنها طفلة هي أحوج ما تكون للرعاية، وذلك لأنها ابنة لأب ولأم لا يمكن أن يؤتمنا على تربيتها. فأين كانت إدارة الشؤون الاجتماعية؟ وأين كانت دور الأيتام؟ وأين كانت منظمات المجتمع المدني؟ وأين كان العلماء والخطباء؟ وبالمختصر الصادم: فأين كان المجتمع الموريتاني المسلم 100%؟ وأين كانت ملايينه الثلاثة؟ ولماذا لم يحاول أي واحد من تلك الملايين الثلاثة أن يفعل شيئا، أي شيء، حتى لا تقدم "ليلى" على ما أقدمت عليه؟ ثالثها : طرح هذا الفيديو إشكالية قديمة جديدة، فأيهما أفضل: أن نتجاهل مثل هذه المنكرات بعد وقوعها؟ أم أن نطلق حملة لمواجهتها، مع العلم بأن تلك الحملة قد تتحول إلى حملة دعائية واسعة لما أردنا إنكاره؟ رابعها: هناك أكثر من"ليلى" تصنع الآن، وفي أكثر من شارع، تصنعها الأسر، ويصنعها المجتمع، وتصنعها الحكومات ووزاراتها الفاشلة، وبالتأكيد فإن عددا منهن لن يتأخر في الظهور قريبا بطريقة صادمة لهذا المجتمع الغافل، والذي لا يستفيق أبدا إلا بفعل صدمات قوية من نوع الصدمة التي كانت بطلتها "ليلى مولاي". وتبقى كلمة.. لم أكن أرغب إطلاقا في أن أتحدث عن موضوع كهذا، وذلك لحساسيته ولتعقيداته ولأنه قد يتعلق بقضايا قد تبدو في ظاهرها قضايا شخصية، ولكن لم يكن من الممكن تجاهل هذا الموضوع بعد أن أصبح قضية عامة، أثارت وستثير في الأيام القادمة جدلا واسعا. لم يكن من الممكن لمن أخطأ ذات يوم، وقرر أن يتحدث في قضايا تهم المجتمع، أن يتجاهل قضية كهذه . حفظ الله موريتانيا.. " كامل الود ---------------- من صحفة الأنامل الرائعة (اكس ولد اكرك) |