صحفى يروى قصة نشره صور تعذيب تعود لفرسان التغيير2004 |
الأربعاء, 09 أكتوبر 2013 00:28 |
كانت الساعة الثالثة بتوقيت أغرينتش يوم الجمعة حينما تسلمت رسالة من أخ صديق عبر نائب برلماني حاليا من الأغلبية لا تربطني به صلة ولا يتذكر أنه كان يحمل معه صور ثلاثة من معتقلي فرسان التغيير وهم يتعرضون للتعذيب داخل مفوضية الشرطة بعد المحاولة الثالثة للفرسان سبتمبر 2004. فتحت الرسالة التي وصفت بالمهمة، وهالني المشهد .. عرفات ولد أحمد .. سيدي عالي ولد سيد الأمين الحسن ولد أعمر جودة وهم في وضعية بالغة السوء داخل زنازين الشرطة .. كنت أعرف الأول وبالسماع أعرف الأخير، وأتألم للثالث دون أن أعرفه أو يعرفني. بادرت الي أخ كريم تجمعني معه بعض المشتركات في منزله وعرضت عليه الأمر .. تألم ووصف الأمر بالخطير ولكن في نشره قد تكون انفراجة لأزمة التعذيب مع مايحمله من مخاطر علي شخصيا. غادرت منزله في حي بغداد إلي كرزة بوحديه حيث الأخت الفاضلة المصرية بنت عابدين ,, عرضت عليها الصور وأبلغتها نيتي نشرها .. كانت دوما مستشارة الأخبار الخفية والركن الذي آوي اليه بعد الله عز وجل.. تفهمت الأمر وأكدت أن نشره يحمل الكثير من المخاطر ولكن التردد فيه قد يعرض حياة آخرين للخطر، شجعتني علي الفكرة ودخلني الحماس فقررت نشر صور التعذيب.. العاشرة ليلا اتصلت بزميلي أمين ولد محمد صاحب السفينة الوحيدة بيننا (كورلا كوبي) وطلبته لأمر مستعجل، هرع إلي كالعادة مسرعا فما تأخر عن طلب، وعرضت عليه الصور وذهبنا إلي مكتب ما في نواكشوط من أجل "أسكاني الصور"،،. وفي "سبير دليل" العاشرة والنصف نشرت عنها خبرا في الأخبار ونشرتها وعدت الي منزلي المتواضع في الكزرة للنوم مع الأهل.. مع زوال الغد كانت الأمور قد بدأت في التعقيد .. - اعتقل الشيخ محمد الحسن ولد الددو - اعتقل السفير المختار ولد محمد موسي - اعتقل السياسي محمد جميل ولد منصور أدركت خطورة الموقف، ولكن كنت ساعتها أدرك أن الله لن يضيعني وأن ما أقدمت عليه يستحق التضحية، لقد كنت ومازلت معجبا بفرسان التغيير وحراكهم الثوري. حضرت مؤتمر وزير الاعلام حمود ولد عبدي وكان يهدد ويتوعد ناشري الصور بالعدالة ويشتم معارضة 600 أورو، ويقول إن الحكومة ستضرب بيد من حديد علي يد العابثين بأمنها المشوهين لصورة جهاز الشرطة. مستغربا كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن شخصا من الإرهابيين وصل الي الغرف التي يحتجز فيها السجناء أحري أن يلتقط لهم صور. نشرت خبر تهديده وعدت للمنزل. السادسة مساء اتصل بي زميل لي قائلا إن الشرطة بدأت استجواب المعتقلين عن الصور وعني شخصيا وأن الأمر يتطلب الاختفاء لبعض الوقت أو مغادرة العاصمة نواكشوط. عدت للمصرية وودعتها وكان اليوم الذي يسبق عيد الفطر، لقد كان صعبا علي أن اتركها وحيدة في المنزل ولكن كنت أدرك أنها لن تضيع.. مرت ستة أيام وأنا في ركن من العاصمة نواكشوط وحيدا في منزل لا يزوره غير صديق طريف .. بدأت الأزمة تنفرج وأفرج عن جميل ورفاقه فقررت الخروج وحضور المؤتمر الصحفي وكانت فرحتي كبيرة لأنني شعرت بالذنب لأنني تسببت في سجن أبرياء، ولكن كنت فخورا بالأخبار وبالصور لأن التعذيب توقف عن رفاق أحببتهم ويسحقون كل خير.. ------------------------------- من صحفة الصحفى سيد احمد ولد باب |