اعتقد أن الكثير ممن اعتبروا تيار الاخوان حركة ارهابية، بهم حاجة الى مراجعة فكرية عميقة. لا يبدو لي تيار الاخوان المسلمين تيارا ارهابيا البتة، بل أراه تيارا سياسيا مدنيا يسعى للوصول الى السلطة من خلال صناديق الاقتراع، وهو بهذا يختلف مع بعض التنظيمات

"الاسلامية" التي تستخدم العنف والتفجير والقتل، اختلافا جوهريا في العقليات والمشارب والمتكآت والسلوكيات والممارسات.

صحيح أنه تيار يجوز ـ حسب رأيي ـ اتهامه بممارسة نوع من الدعاية غير النزيهة خصوصا إذا تعلق الامر ب"وكالته المحلية" أو فرعه في موريتانيا، فنحن قد نتفهم استخدام شعار "الاسلام هو الحل" لدى التنظيمات الاخوانية في بعض البلدان التي تتشكل مجتمعاتها من فسيفساء دينية ومذهبية متباينة، بيد ان الأمر صعب الاستيعاب جدا عندما يتم اسقاطه على الداخل الموريتاني حيث شعب كله مسلم، سني ومالكي، وهذا لا يعني شيئا سوى واحد من اثنين:

+ اختيار قادة "الفرع المحلي" للتيار هذه البروباغندا المتمسة بقدر كبير من الخداع بغاية كسب النصار والمؤيدين، + الاستيراد الأعمى (بل والغبي) لكل شعارات "التيار الأم" رغم أنها ولدت وعاشت في واقع مغاير.

قد اعتبر تيار الاخوان في موريتانيا أي شيء إلا أن اعتبره تيار عنف وارهاب، بل إنه حتى التيار "الأم" الذي لجأ في مرحلة من مراحل سيرورته إلى العنف والتدمير منذ اغتيال النقراشي باشا، تعرض لحملة مضادة من قيادة التنظيم نفسه حينما تبرأ الشيخ حسن البنا من مفجري الأسواق في بيان شهير نشرته الصحف المصرية واختار له عنوان: "ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين"،.

لن أوجه هنا رجاء الى تيار الاخوان الموريتانيين بمراجعة موقفهم و "شعاراتهم" لأنهم لن يفعلوا، وإلا فقدوا عامل الجذب الوحيد الذي "اصطادوا" به الانصار والمؤيدين،، لكنني أطلب من خصوم الاخوان في موريتانيا أن يراجعوا موقفهم من هذا التيار وتحديدا من جهة وَسمِه بالارهابي،، لأنه ـ ببساطة ـ ليس كذلك.

-----------------------

 من صفحة الأستاذ سيد احمد ولد التباخ على الفيس بوك