ماض وحاضر ومستقبل البلد مع المدرسة الوطنية للإدارة |
الأحد, 16 مارس 2014 16:27 |
لقد أنشئت المدرسة الوطنية للإدارة منذ 1966 من أجل تزويد الدولة الموريتانية الفتية آنذاك بالكوادر البشرية الضرورية. وقد حددت لها مهمتين اثنتين هما: 1. التكوين الأولي أو الأصلي الذي يهدف إلى تكوين مخرجات التعليم العام في مختلف التخصصات من أجل تزويد وزارات الدولة بالكادر البشري في الفئات أ وب وج ود.: و خاصة زارات الخارجية والداخلية والعدل والمالية والاتصال والشغل ...... 2. التكوين المستمر وتحسين الخبرة الذي يهدف إلى جعل إطارات الدولة من مختلف التخصصات يواكبون تطور مواد التخصص ويجددون معلوماتهم من حين لآخر. لقد كرست المدرسة العقدين الأولين من عمرها لمهمتها الأولى ألا وهي التكوين الأولي أو الأصلي حيث كان البلد وقتها في حاجة ماسة إلى ملء الفراغ الذي خلفه المستعمر من حيث الكادر البشري المكون تكوينا يتلاءم مع متطلبات البلد. فكونت المدرسة مئات الإداريين والقضاة والإعلاميين إلخ... وخلال هذه الفترة أهملت المدرسة مهمتها الثانية والمتمثلة في التكوين المستمر وتحسين الخبرة لأسباب موضوعية ومفهومة. ومع نهاية ثمانينات القرن الماضي توقف التكوين الأصلي لأسباب فنية (اكتظاظ القطاعات بالأطر المكونة) وسياسية (شروط الهيئات الدولية المانحة). وعندها انتعش التكوين المستمر وتحسين الخبرة بالمدرسة وأنشئت له خلية خاصة ممولة من طرف للبنك الدولي وقد تم خلال العقدين التاليين تنظيم مئات الدورات التكوينية التي استفاد منها معظم أطر جميع القطاعات في مجالات مختلفة مثل: اللغات والمعلوماتية وتسيير الأشخاص والتحرير الإداري وإبرام الصفقات العمومية وأخلاقيات المهنة إلخ... وهي مجالات حيوية وضرورية للرفع من مردودية الموظف الحكومي والخصوصي. ومع توقف مد القطاعات العمومية بالأطر لأكثر من عقدين من الزمن ومع تنامي وتيرة التقاعد في صفوف خرجي المدرسة وتفشي البطالة في صفوف الشباب بدأت الحاجة في التكوين الأولي تزداد حدة يوما بعد يوم. وقد قررت السلطات بناء على ذلك فتح المدرسة من جديد أمام مخرجات التعليم العام من أجل سد الثغرات الملاحظة وبغية المساهمة في التخفيف من حدة البطالة المتزايدة بين صفوف الشباب الموريتاني. ولكن الملاحظة المؤسفة هي أن التكوين المستمر قد غاب نهائيا من جديد منذ 2011 دون أسباب موضوعية وكأن المدرسة لا يمكنها القيام بالمهمتين في آن واحد أو أن السلطات لا تريد لها ذلك رغم ما ورد في النصوص المنشئة لها. وذلك رغم أن أهمية التكوين المستمر ما زالت قائمة بل وازدادت الحاجة إليه إثر التطور المتسارع للتقنيات والمعلوماتية في عالم أصبح كل شيء فيه يتحول في ساعات وأيام. ---------------------------- من صفحة الأستاذ محمد محفوظ المختار على الفيس بوك |