مؤسف جدا أن يكون شباب بلد قد أختير من بين الآلاف على أساس المشاريع الجيدة و الرؤية الثاقبة لحل مشاكل البلد , لا يملك رصيدا من حال المواطنين الفقراء المسحوقين بماكنات الفساد التي لا تتوقف عن العمل , و من المؤسف جدا أن يكون هم كل مشارك في هذا اللقاء هو

فقط قراءة تفاصيل أحلام اليقظة المتواضعة التي يدور في فلكها , دون أن يحمل هم القضايا الكبرى التي تضرب عمق الدولة في مجالات شتى ! فبخصوص التعليم هناك ألف مشكلة و مشكلة كان على اللقاء أن يأخذها بعين الإعتبار :

مشاكل الفساد المستفحل في مفاصل وزارة التعليم من الوزير حتى البواب , لأن هؤلاء المتسلقين لم يصلوا لتلك الإدارات إلا من خلال المحسوبية و النفاق و التزلف و التملق , ضف إلى ذلك سوء الإختيار الممنهج للكادر التعليمي و غياب دور مدارس التكوين التي لا يضبطها قانون و لا ضمير , تكلم المشاركون عن مشاكل راتب المدرس , صحيح هناك مشكلة الراتب , لكن السؤال الجوهري الذي ينبغي طرحه هو "هل بالفعل نملك مدرسين أكفاء مخلصين في مدارسنا يستحقون الرواتب التي يتقاضونها"؟

مشكلة التعليم مشكلة عميقة , تتطلب إستنفارا كبير و طويل النفس يطيح بلوبيات الفساد التي تحكم سيطرتها على موارد الوزارة و قراراتها , لتشمل غربلة الحقل و تطهيره ممن يتحايلون من أجل الحصول على الراتب و الرتب فقط.

التعليم هو الدين , هو الامة , هو التاريخ , هو الأخلاق هو الإقتصاد , هو الهندسة هو الصناعة , هو كل شيء جميل في الحياة , لكنه و للأسف لا يوجد في بلادنا تعليم.

-------------------------------

من صفحة الأستاذ حمزة المحفوظ على الفيس بوك