''محاربة الفقرْ'' التي يتبجح بها نظام ولد عبد العزيز ليس لها إلا معنى واحد وهو محاربة فقر أعضاء الحكومة بالرواتب الضخمة وهم حزمة من عديمي الفائدة على البلد والمواطن الذي بالكاد يؤمن الخبر اليومي لأطفاله والمقاربة التالية لأخونا الأستاذ Abdallah Mohamed

تُلقي الضوء على ذلك وتقدم أرقاما لا يعرفها الكثير من المراتنة: سؤال لم يطرحه الشباب على رئيسهم .. في الاقتصاد هنالك قاعدة بستأنس بها .. أن الدخول ينبغي أن تكون مرتبطة بالإنتاجية .. بمعنى أنه حين يكون الفرد في الاقتصاد ذا دخل كبير رغم انتاجيته الضئيلة فثمة خطب ما .. والانتاجية ليست بالضرورة مرادفة لرتبة المنصب أو المسؤولية في هيكل الوظائف .. بل إن أسوأ الحالات هي تلك التي يكون فيها المعيار (انتاجية/الدخل) صغيرا جدا ..

إليكم محاولة تبسيطية تقريبية لهذا المعيار في دولة المنكب ..

يتقاضى الوزراء المصونون الأربعة والعشرون (وليصحح لي من يعلم العدد بدقة) سنويا 345 مليون و600 ألف(على أساس أن الوزير يتقاضى 1 مليون و 200 ألف شهريا)

يتقاضى الرئيس سنويا 84 مليون (سبعة ملايين شهريا)

يتقاضى الأمناء العامون سنويا 165 مليون و 600 ألف (على اعتبار أن الأمين العام يتقاضى فقط 600 ألف شهريا)

يتقاضى المستشارون الإسميون والفعليون سنويا 48 مليون (على اعتبار أن المستشار يتقاضى فقط 500 ألف شهريا، وأن عدد المستشارين في الرئاسة والوزارة الأولى هو فقط 8) في حين يعيش المواطن المنكبي (م) – في المعدل الحسابي - بأقل من 25 ألف في الشهر (وفق أكثر التقديرات تفاؤلا)

ما أريد الإشارة إليه هو أن المذكورين أعلاه – بالمعنى الاقتصادي الحقيقي – لا يستحقون رواتبهم لضعف إنتاجيتهم المعبر عنه في فشل التسيير العام وانحراف السياسات المتبعة حتى اليوم .. قد يقول قائل من نُخُب المخزن الشاربة من نخْبه إن الوظائف السامية تتطلب امتيازات كبيرة ..

وأردّ أن سمو المسؤوليات في الدول المتدنية الدخل يكون بالعمل والجهد بمقابل متواضع بغية تجاوز الاختناقات المرحلية الأولى في مسار التنمية .. أما ما يحدث الآن فهو أن بعض الأفراد يتقاضى أموالا طائلة مقابل مسؤوليات لا يؤديها، ولا يسائل حتى عن ذلك بشكل مباشر .. فهل من المنطق أن يستمر في مخاطبة المواطن الفقير الكاد المتنفس بالكاد بأن يتحمل الشدائد لتنمية وطنه!!

ملاحظة أخيرة :

يتقاضى "رئيس الفقراء" ذو التكوين العسكري البحت والخلفية التعليمية المبهمة أكثر من راتب رئيس الجمهورية الفرنسية خريج ال HEC و l’ENA de Paris .. فرانسوا هولاند يتقاضى (بوصفه رئيس الجمهورية) 14 ألف و 910 أورو في الشهر يصله منها صافيا 12 لف و 696 أورو – في السابق كان راتب رئيس الجمهورية الفرنسية 21 ألف و 300 أورو لكن تم اعتماد تخفيض له مقترح من الرئيس نفسه – سبحان الله العظيم والله أعلم

-------------------------------

من صفحة الاستاذ الطالب ولد عبد الودود على الفيس بوك