مساء أمس توقعت أن يكون البرنامج الذي تبثه قناة "الموريتانية" ابتداء من الساعة العاشرة مخصصا للحوار، وما جعلني أخلص إلى هذا الاستنتاج، هو أن تلفزتنا الوطنية واكبت خلال الأيام الماضية وبحماس منقطع النظير حملة النظافة،

 وبالتالي ليس هناك ما يمنع من أن تواكب إرهاصات الحوار التي بدأت في دار الحكومة، خاصة وأن المشهد السياسي فيه هو الآخر من الزبالة، ما يزكم الأنوف ويستحق أن يكنس.

تسمرت طويلا أمام الشاشة، وتحملت صور تلك الزبالة والقذارة المقرفة التي تعج بها القناة هذه الأيام، لكن "الموريتانية" فاجأتني كعادتها وبدل "الحوار" كان البرنامج عن الأبقار، وحديث مطول عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة، في تشييد مزارع لتحسين سلالات الأبقار.

وأنا أتابع "حوار الأبقار" هذا، خطرت ببالي الفكرة التالية: ما دامت مزارع تحسين سلالات الأبقار قد نجحت وبشكل باهر، كما أجمع كل الحاضرين في الأستوديو، لماذا لا نجرب مزارع لتحسين سلالات السياسيين؟  من يدري، فربما بعد الخوار، يأتي زمن الحوار... 

يا لطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف.

------------------------

من صفحة الأستاذ بشير عبد الرازق على الفيس بوك