وقفة_مع_الموسيقى
السبت, 07 سبتمبر 2013 17:06

‏المصطفى اباه‏في وقت هادئ من هذا الليل، أحتسي كأسا من الشاي صنعته يدي، على أنغام تيدنيت محمد ولد "اباشه" طايبه في "مقجوكه" ابياظ "الجانبة الكحله"، و تحديدا محاولات "إيكاون" الخمسة، بين يدي سيدي #عبد_الله_ولد_الشيخ_المهدي، الذي استدعاهم، من الحوض الشرقي، بحثا

عن معزوفة "اقوراس" التي سكنت أذنيه، و اختزنتها ذاكرته، منذو الصبا، على يد "إكيو" الذي كان رفقة والده، و فقدها بفقدان ذلك العازف المبدع، إلى أن استمع إليها كما هي بأنامل أحد أبناء أهل "اباشه"، بعد أن استيأس، و ظن أن لن يسمعها. حقيقة كان كل "اظهر" أو مقام في ذلك التسجيل، يذكي بين جوانحي نار الشوق إلى أرض مهد الموسيقى الحسانية الراقية، بنت العبقرية البيظانية الفذة، التي أنتجت هذا الجمال الفني، الذي يسمو بالروح، إلى عوالم المثل المطلقة. إن المتمعن و المتأمل في جمال هذه الموسيقى تترسخ لديه قناعة بأن أي محاولة لترقية و تجديد موسيقى البيظان إنما هي محاولة هزلية عبثية، للتغطية على العجز عن معرفة أو إتقان ذلك الإبداع وليد التراكم الحضاري العظيم، و النضج الثقافي الكبير، الذي عرفته هذه الربوع، ما يعني أن الترقية و التجديد هذان خارجان عن سياق التجديد، و دون المستوى المعهود، إذ ما بعد التمام إلا النقصان. و إني أرى في الأمر نزولا عن رغبة من تربوا قبالة شاشات فن العهر و الخلاعة و المجون، و أنتجت أذواقهم الرديئة، حيث فسدت تلك الأذواق، و تميعت الأسماء، و تبدلت الصفات، فأصبح أولئك النفر العاجزون يستبدلون اسم "فنان" المائع باسم "إكيو" الذي يحيل ذهنيا إلى ذكاء خارق، و عبقرية نادرة، و في الموسيقى الحسانية من ذلك شواهد لمن استطاع إتقانها، و تمكن من عرفانها. تصبحون على خير

------------------------------

من صفحة المدون والصحفى المعروف المصطفى ولد اباه