ضرب سوريا.. ما هي الأجواء في دول الجوار؟ |
الأحد, 08 سبتمبر 2013 16:27 |
(CNN)-- ما يحدث في سوريا ليس معزولا داخل حدودها، وغني عن القول أيضا إنّ تداعيات أي ضربة تستهدفها ستنتشر في محطيها. فما هو الوضع الآن في الدول المحيطة بسوريا؟ ما مواقفها السياسية؟ وما اتجاهات الرأي العالم فيها؟ لبنان: تم تشديد الإجراءات الأمنية وتتزايد المخاوف من تداعيات مجهولة حيث يعتقد الكثيرون أنّ أي ضربة على دمشق التي تبعد عشرات الكيلومترات فقط عن بيروت، لن تزيد سوى من تدهور الوضع غير المستقر أصلا في بلد يعد مرآة للخلافات التي تعد خزانا للحرب السورية. وفي الوقت الذي يرى أنصار الأسد أن الأمر سيكون تكرارا "لمهزلة العراق" يحاول معارضوه المشي على حبل رفيع. ويقول طلال أرسلان، المساند للأسد وهو زعيم الحزب الديمقراطي، إنّ الأمر يتعلق بنفس الكذبة التي دمرت بها أمريكا العراق. أما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يتهم النظام السوري باغتيال والده الزعيم الراحل كمال، فيرى أنّ العملية لن تكون قاصمة لظهر نظام الأسد. ويرى عضو البرلمان اللبناني أحمد فتفت المعارض للأسد أنّ تداعيات الضربة ستبقى مرهونة بردّ فعل تنظيم "حزب الله" الذي انضم لحملة القمع التي ينفذها الأسد بأمر منه ومن حليفته إيران، على حد قوله. ورغم أن الحكومة كافحت حتى الساعة لتتعاطى مع الأزمة كمن يمشي على خيط رفيع، إلا أن ذلك لم يمنع العنف ولا تسلل اللاجئين. والآن بات واحد من كل ستة أشخاص يعيش في لبنان، سوريا، في وقت يتزايد التوتر بين لبنانيين وسوريين. وشهد لبنان عمليات تفجير استهدفت شيعة وسنة، فيما زاد من المخاوف من كون البلد تحولت بالكامل ونهائيا ساحة لصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران. وعموما ترى الغالبية أنّ العملية لن تكون سوى عملية جراحية سطحية لإنقاذ ماء وجه الرئيس باراك أوباما الذي وجد نفسه في الزاوية بعد توعده بالتحرك في حال تجاوز الخطوط الحمر. إسرائيل: تسابق الآلاف في إسرائيل للحصول على أقنعة الغاز وسط مخاوف من احتمال شنّ الأسد هجمات انتقامية. ففي عام 2011، قال الرئيس شمعون بيريز إن على "الأسد أن يرحل" في تعليق رسمي نادر من إسرائيل بشأن الأزمة السورية. وفي مايو/أيار 2013، نفى مسؤول عسكري أن تكون بلاده "قامت بأي شيء ضد الأسد ونظامه" رغم أنّه تم اتهام إسرائيل ثلاث مرات على الأقل خلال هذا العام بشنّ هجمات جوية داخل سوريا. الأردن: تسيطر المخاوف على عمّان التي لا تبعد سوى ساعة عن سوريا وهي في مرمى الصواريخ السورية، من أن تؤدي الضربة إلى هجمات على الأراضي الأردنية. ويعد الملك عبد الله الثاني أحد أبرز حلفاء الغرب كما أنه الزعيم العربي الأول الذي دعا الأسد إلى الرحيل. وغالبية الأردنيين من السنّة، ويتعاطفون مع المعارضة السورية التي تحاول إطاحة النظام العلوي هناك. وليس في الأمر سرا أنّ المملكة العربية السعودية تزوّد المعارضة السورية بالسلاح والعتاد عبر الحدود الأردنية رغم أن عمّان تقول إنها تقوم بكل ما في وسعها لمنع ذلك وأنها لا ترغب في مزيد من تدهور الوضع في سوريا. ورغم أن قادة أبرز جيوش العالم اجتمعوا في الأردن الأسبوع الماضي، لمناقشة الملف السوري، إلا أنّ الحكومة تصر على أنها لن تكون منصة إطلاق لأي حرب على جارتها. وجدد المتحدث باسم الحكومة محمد مومني تأكيد حكومته على أنّها ترغب في حل سياسي في سوريا. العراق: يعيش في العراق نحو 30 ألف لاجئ سوري وصلوه في ظرف خمسة أيام خلال أغسطس/آب. وقالت الحكومة إنها في حالة طوارئ قصوى تأهبا لاحتمال شن هجوم على جارتها. وتعارض بغداد أي تدخل غربي في سوريا لاسيما أنها تعاني بدورها من انقسام طائفي حاد ازدادت ملامحه مع عودة وتيرة العنف المتبادل بين السنة والشيعة الذي يحكمون البلد. ودعا رئيس الحكومة نوري المالكي إلى الوحدة ونبذ الطائفية ووضع المصالح الوطنية في المقام الأول. السعودية: تعد المملكة العربية السعودية حاملة لواء السنة في العالمين العربي والإسلامي، وتحاول المشي على خيط رفيع جدا في تعاملها مع الأزمة السورية. ورغم أن الكثير من الملاحظين يشددون على أن الرياض تدعم توجيه ضربة عسكرية لسوريا، إلا أن الحكومة لم تعلن عن ذلك صراحة. ودعا وزير الخارجية سعود الفيصل الأمم المتحدة بما فيه مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الملقاة على عاتقه إزاء الشعب السوري معتبرا أنّ نظام الأسد فقد كل شرعية. وتدعم غالبية السعوديين المعارضين المسلحين وترغب في إطاحة الأسد ولكنهم أيضا يخشون من أن تزيد الضربة من معاناة المواكن السوري البسيط الذي يعاني أصلا أوضاعا كارثية. وقال خالد المعينا، وهو رئيس تحرير صحيفة "غازيت" السعودية الناطقة بالإنجليزية، إنّ الشعب هنا(المملكة العربية السعودية) يعارض أي هجوم يتسبب في مزيد من الدماء في هذا النزاع. إنهم يعرفون ما جرى في العراق ويعرفون أيضا كم قتل من الأبرياء في العراق وليبيا واليمن وباكستان بسبب القصف. كما أمل وأعتقد أنّ الشعب لا يدعم أي ضربة لسوريا. ولا أريد شخصيا رؤيتها تقصف لأنها لن تزيد إلا من معاناة الشعب السوري. وللعرب ما يكفيهم من الأضرار الجانبية." مصر: أما في مصر التي تعيش بدورها أجواء من العنف الداخلي منذ نحو الشهرين بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي سارع عدد من الأحزاب إلى رفض أي تدخل عسكري في سوريا، وأبرزها حركة "تمرد" التي كانت محرك التظاهرات ضدّ مرسي، والتي دعت الحكومة المصرية إلى رفض أي عملية ضد دمشق. وقال المتحدث باسم الحركة محمود بدر إنّ "الولايات المتحدة دولة إمبريالية دمرت العراق وتريد تدمير سوريا والتدخل في الشؤون الداخلية المصرية" فيما طالب رفيقه في حركة "تمرد" حسن شاهين "إغلاق قناة السويس أمام عبور أي قطعة عسكرية تتحرك صوب سوريا. واعتبر وزير الخارجية نبيل فهمي أنّ الحل الأوحد في سوريا سياسي. اليمن: وفي اليمن، التي تعيش بين الفينة والأخرى على وقع عمليات طائرات "الدرونز" الأمريكية التي تستهدف ناشطين من تنظيم القاعدة، يبدو أنه من المستحيل تقريبا العثور على داعم لأي عمل عسكري ضد سوريا رغم المشاعر المختلطة إزاء بشار الاسد. وقال أحمد بحري، عضو حزب الحق اليمني لـCNN إن أي تدخل خارجي في سوريا سيزيد فقط من مشاعر الكراهية إزاء الولايات المتحدة في اليمن وجميع الدول العربية، معتبرا أنّه لم تعد لواشنطن أي مصداقية لدى الشعوب العربية وأنّ عددا من حكومات العرب لا تعمل إلا ضد نصالح شعوبها. ورغم أن هناك الكثيرين يرغبون في إطاحة الأسد، إلا أنّ الكثيرين أيضا يخشون من أن تعمد مجموعات "سنية متشددة" إلى الاستيلاء على الحكم في حال رحيله. فقد نجح تنظيم القاعدة في توسيع مجال نشاطه بعد إجبار الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي. وفي الوقت الذي يعيش فيه اليمنيون تحت إرهاب القاعدة، فإنهم يعيشون أيضا في ظل مخاوف من عمليات الطائرات بدون طيار التي تقوم بها الولايات المتحدة في أجوائهم. ورجّح الناشط الشاب ناصر العبسي أن لا تؤدي أي عملية عسكرية أمريكية في سوريا، سوى إلى إنتاج جيل جديد من الإرهابيين في المنطقة. وأضاف "ستندم الولايات المتحدة على مهاجمتها سوريا، فالعرب مسالمون ولكنهم كانوا أهدافا للغرب. هذا الهجوم سيدفع آلاف الشباب إلى الالتحاق بتنظيم القاعدة من أجل الثأر لمقتل أحبائهم." حرفيا نقلا عن شبكة س ن ن الأمريكية |