بائع ليمون في تونس يعشق الكاميرا ويحلم بالاحتراف
الأربعاء, 23 أبريل 2014 09:44

bb75e46a65الأناضول: يجمع حمزة العياري، بائع الليمون في سوق الخضار المركزي بالعاصمة تونس، بين ميزتين نادرًا ما يجتمعان، هما مهارته في بيع القوارص (الحمضيات) وعشقه للصورة الفوتوغرافية التي لم يستطع التفكير في تركها رغم أنها لا تدر عليه رزقًا.

فمنذ ساعات الفجر الأولى ينطلق حمزة من منزله صوب السوق ويتخذ مكانًا لم يغيّره منذ 20 سنة وسط كثبان الليمون وبابتسامة معهودة يستقبل الحرفاء (الزبائن) مترصدًا بين اللحظة والأخرى مشهدًا أو قصة تدور من حوله ليخرج آلة التصوير من تحت طاولة العرض ويوثّق بعين العارف بالمكان حيثياتها.

ويقول العياري (28 سنة): “انقطعت عن الدراسة منذ سن السابعة، والتحقت بتجارة الليمون مع عمي في السوق، وكان يزورنا العديد من السياح ويأخذون صورًا لنا ولبقية الباعة، وفي كل مرة تشدني آلات التصوير التي يستعملونها، وكم حلمت بامتلاك واحدة أو حتى لمسها وتفحّصها”.

ويضيف الشاب وهو يزن بعض من الليمون لزبائن يأتون بين الفينة والأخرى إن”سوق الخضار بيئة ملهمة تعج بالمواضيع والخاصيات التي أردت أن أنقلها بعدستي الخاصة إلى عيون السياح الأجانب الذين يزورون السوق”.

ويمضى قائلاً: “أعشق لحظات إنزال الخضار والفاكهة للسوق في الصباح، أحسّ بنوع من النشوة وأنا أنظر للباعة يستهلون نشاطهم اليومي طالبين الرزق، والصورة الفوتوغرافية كانت أنسب وأجدر وسيلة لرصد هذه اللحظات’. ويشير الشاب العشريني إلى أنه سعى للاحتكاك بالمصورين المحترفين، لينهل منهم ما تيسّر وما استطاع استيعابه من تقنيات التصوير، قائلاً: “لم أكن أدرك عندما امتلكت أول آلة تصوير وظيفة كل جزء فيها”.  

ويقول: “تعرّفت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، على مصورين محترفين، جمعتني معهم سويعات كنت أستغلها للتعلم منهم، وبدأت شيئا فشيئا أفهم تفاصيل تقنية لتعديل الآلة وفقا لمتطلبات الموضوعات التي أرغب في تصويرها، واستوعبت تدريجيًا أن كل صورة وكل موضوع له توقيت مميز طيلة اليوم تستطيع خلاله تصويره بالكيفية المناسبة”.

بائع الليمون عنده محبة خاصة للألوان، ما بين صناديق الغلال وأنواع السمك وأحجامها يتجوّل يوميًا ويلتقط صورًا ربما لا ينتبه لها كل غريب عن المكان. ويقول العياري: “أبحث دومًا على أن تكون الألوان الحقيقية التي تستهويني موجودة في صوري، وهذا أمر صعب المنال وهو تحدٍ شخصي، لعل الكاميرا تمكنني منه يومًا ما”.

ويحكى العياري عن أنه مثله مثل العديد من التونسيين الذي حلموا يومًا بمشروع وكثيرًا ما طرقوا أبواب الحكومة بحثا عن تمويل دون رد جواب، ويقول “فكرت في إقامة معرض لصوري داخل السوق خصوصا وأن الكثير من السياح يرتادون المكان”.

ويضيف “نلت موافقة إدارة السوق (تتبع وزارة الداخلية) وطُلب منّي أن أتوجه إلى وزارة السياحة لعرض المشروع على الوزيرة آمال كربول وطَلب تمويل، لكنني تهت بعد ذلك في مكاتب الوزارة دون الظفر بلقاء الوزيرة”.