فرنسا: مثقفون عرب بينهم موريتانى يطلقون صرخة في وجه المذابخ الإسرائلية |
الأحد, 03 أغسطس 2014 15:24 |
أطلق عدد من المثقفين العرب من فرنسا صرخة استغاثة من أجل وقف المذابح ضد الشعب الفلسطينى المسالم، وناشد المثقفون في بيان توصل 28 بنسخة منه أصحابَ القرارِ في حكومات دول العالم أجمع، وخاصّة الولايات المتحدة الأمريكيّة والدول دائمَة العضوَيّة في مجلس الأمن الدوليّ، وكما في العالم الإسلامي عُموماً، ودول الوطن العربيّ على وجه الخُصوص، أن يكونَ لها المَوقف العادل في رَدعِ هذا العدوان بكل الوَسائِل والسُّبل المُمكنة، وألا يستهينوا بسكوتِ الشُّعوب، فقد أصبح الوضع خانقاً مع وجود خطر حقيقي لانفجار الوضع في المنطقة، وجاء في البيان الموقع بالاسماء:
صَرْخَةٌ
من أجل إيقاف المَذابح ضدّ الفلسطينيّين
أمام أنظار شعوب العالم قاطبة، وفي ظل صمتٍ رسميّ رَهيبٍ لأهم الحكومات، يتعرّض اليوم جزءٌ من الشعب الفلسطيني، ويشمل مليوناً وثمانمائة ألف نفسٍ بشرية في قطاع غَزّة، لقصفٍ مَنهجيّ من الجوّ والبرّ والبحر. يتمّ ذلك في ظلّ حصار خانق من كل الجهات، داخلَ سجنٍ مفتوح، يتكدّس فيه الناس في رقعة أرضية هي الأكثر كثافة سكانية واحتياجاً وفقراً في العالم. يتمّ ذلك تحت جبروت جيش دولة مدعومة تملك كلّ أنواع السلاح، بما فيها السلاح النووي المحرّم دوليّاً، وتصبّ بلا رادعٍ، ملايين القذائف والحمم والصواريخ على الناس، والحصيلةُ مَذابح بشريّة من أبشع ما عرف تاريخ الإنسانية، تقدّم على أنها « حملة دفاع عن النفس ».
إن حدوث واستمرار هذهِ المَذابح يَجعلنا نطلق هذه الصّرخة من أعماق الضمير الإنساني لكي نقولَ: كفى!!! كفى قتلاً للأطفالِ والنساء والشيوخ والشباب من الفلسطينيين !!! وكفى جرائم وغَطرسَة تجسِّد أبشع ما عَرفه الانحطاط في سَفك الدمّاء البريئة والقتل الوحشيّ وإبادة الشعوب. من أجل ذلك، فإن الموقعين على نصّ هذه الصّرخة يودّون لفت أنظارِ الرّأي العام العالميّ إلى النقاط التالية :
أولاً: نعتبر أنّ العدوان الممارس على فلسطينيي غزّة من طرف الجيش الإسرائيلي يخرق جميع القوانين والمعاهدات الدولية المبرمة وقرارات جميع المنظمات العالمية والشرائع والمواثيق والأخلاق التي تعارفت عليها البشرية، وأن كلّ القتل المنهجي الموثّق في غزّة ينطبق عليه توصيف جرائم الحرب، مما يستوجب معه تقديم المسؤولين عن تلكم الجرائم إلى الجهات القضائية المختصة لتحقيق العدالة.
ثانياً: نثمّن كلّ التظاهرات الشعبية والجهود التي بُذلت وماتزال تبذل من أجل إيقاف الجرائم، لكننا لا نتفهّم الموقف الرّسمي لعدد من الحكومات الغربية والعربية ونتبرأُ من الصّمت الرّسمي الصّارخ، كما نرفض أي خلط مقصود من بعضهم بالقول أن القضية تتعلق بتضامن ديني أو بمعاداة للساميّة أو غيرها من الاعتبارات، لأننا نشاهد جميعا أن الذين خرجوا رفضا للعدوان على غزة هم من اليهود والمسيحيين والمسلمين واللادينيين. وبقدر رفضنا للقتل والتدمير الوَحشيّ، نعبّر أيضا عن مناهضتنا لكل يدٍ ساهمت بدعمِ العِدوَان قلبًا وقلمًا ولسانًا ومالاً وسكوتًا. كما أن التّعليلات التي يبرّرُ بها حكّامُ دولة الاحتلال الإسرائيلي المَذابحَ هي مبررات واهية. فلا شيء يمكنه أن يبرّر قتل أكثر من ألف وخمسمائة نفسٍ بشرية، إضافةً لجرح أكثر من ثمانية آلاف إنسان، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، غيرَ آلاف المَنازل والمرافق والمساجد التي هُدّمت على رؤوس الناس.
ثالثاً: نُطالبُ أصحابَ القرارِ في حكومات دول العالم أجمع، وخاصّة الولايات المتحدة الأمريكيّة والدول دائمَة العضوَيّة في مجلس الأمن الدوليّ، وكما في العالم الإسلامي عُموماً، ودول الوطن العربيّ على وجه الخُصوص، أن يكونَ لها المَوقف العادل في رَدعِ هذا العدوان بكل الوَسائِل والسُّبل المُمكنة، وألا يستهينوا بسكوتِ الشُّعوب، فقد أصبح الوضع خانقاً مع وجود خطر حقيقي لانفجار الوضع في المنطقة.
رابعاً: نُطالبُ برفعٍ كاملٍ للحصارِ عن قِطاع غزّة، وإتاحة الفُرصَة لفتح ميناءٍ بَحريٍّ أو بريٍّ أو جويٍّ، تحت إشرافٍ دوليٍّ مُحايد، يسمح للفلسطينيين بالتَّواصل مع بقية أنحاء العالم، والحصول على الاحتياجات الإنسانيّة الضرورية، بعيداً عن الحصارِ والإذلالِ والإهانةِ التي يتعرّضُ لها المواطنون الفلسطينيون.
خامساً: نستحثّ كلّ الضمائر الأخلاقية في العالم من علماء وكتاب وأدباء وباحثين ومفكرين وفنانين ومسؤولين دينيين ومجامع المثقفين والأحزاب والنقابات والجمعيات والمُؤسسات، أن يخرجوا من صَمتِهم، ويقولوا كلمةَ جريئة في هذه الأيام المُظلمة لإنصاف الدماء البريئة التي تهرق، وإنصاف شعبٍ فقد أرضه، ومراعاة معاناة شعوب المنطقة التي تدمّر تدميراً، وتتعرّضُ للمجازر والحروب، تغذيها وتدعمها دولة الاحتلال وحلفاؤها في المنطقة والعالم.
وحرّر في باريس يوم 05/ شوال / 1435 الموافق 01|08|2014
مثقفون من أنحاء العالم
تنسيق :
بشير العبيدي (تونس)، أحمد سالم (مصر) فادي رضوان (فلسطين)، علي بدوان (فلسطين)، جعفر محمود (موريتانيا) وآخرون. |