إقالة وزير الإعلام السعودي… وغموض حول أسبابها |
الخميس, 06 نوفمبر 2014 18:33 |
أصدر العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز أمس الاربعاء امرا ملكيا بإعفاء وزير الثقافة والاعلام عبد العزيز خوجة من منصبه، حسبما افادت وكالة الانباء السعودية. ونص الأمر على ان «يعفى وزير الثقافة والاعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة من منصبه بناء على طلبه». كما نص الأمر على تكليف وزير الحج بندر بن محمد حمزة أسعد حجار «بالقيام بعمل وزير الثقافة والإعلام بالإضافة إلى عمله». ويعد خوجة من أبرز المثقفين في السعودية، وعمل في السابق سفيرا للمملكة في لبنان. وكان خوجة نشر مساء الثلاثاء في اعقاب الهجوم الذي استهدف الشيعة في شرق البلاد تغريدة قال فيها «إن وزارة الثقافة والإعلام لن تسكت ازاء اي وسيلة اعلامية مقروءة او مسموعة او مرئية او رقمية تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره». كما أعلن في تغريدة اخرى انه أمر بإغلاق مكتب قناة «وصال» المعروفة بعدائها للشيعة، في الرياض و»منع أي بث لها من المملكة العربية السعودية»، مؤكدا ان القناة «ليست سعودية من الأساس». وفاجأ القرار الملكي السعودي بإعفاء وزير الثقافة والاعلام السعودي الناجح الدكتور عبد العزيز خوجة من منصبه أمس السعوديين، لاسيما الاعلاميين والمثقفين منهم. وبدا ان وزير الثقافة والاعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة، لم يكن يدري ان لقاءه مع ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز، الذي تحدد له قبل ظهر أمس، سيكون هو اللقاء الذي سيعفى فيه من منصبه كوزير للثقافة والاعلام. فصباح أمس اتصل أحد ذوي العلاقة بالوزير خوجة طالبا ان يلتقيه، فرد الوزير «لدي موعد عند سمو ولي العهد الساعة الحاديه عشرة، ولا اعلم متى اعود، على كل حال كلمني الساعة الثانية بعد الظهر اكون قد عدت الى مكتبي «. وذهب الوزير خوجة الى ديوان ولي العهد، ولكنه لم يعد لمكتبه كوزير، وهوالمنصب الذي شغله منذ شباط/ فبراير 2009. لا أحد يعرف ماذا دار بين ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز وبين الوزير خوجة، ولكن الذين شاهدوا الدكتور، صاحب الابتسامة المشرقة والدائمة، رأوه أمس منزعجا. ومثلما كان قرار إعفاء الوزير المثقف والشاعر الدكتور خوجة مفاجئا للسعوديين، كان»صادما» لهم لا سيما الاعلاميين والمثقفين واهل الأدب والفكر منهم. وحقق الوزير المقال الكثير من التطور والانفتاح في الاعلام السعودي، الرسمي وغير الرسمي، وكذلك حقق نجاحات هامة على صعيد الانفتاح الفكري والثقافي في مجتمع محافظ كان يقوده متشددون يرفضون الانفتاح والمسرح والفنون، وكانوا يفرضون رقابة على اي معرض للكتاب في الرياض وغيرها. ورأى مراقبون أن قرار الوزير بإغلاق القناة الفضائية «وصال» كان السبب بعزله، وأشاروا إلى المعنى الواضح في ظهور مفتي السعودية للحديث في القناة في يوم إعفاء الوزير من منصبه، بينما أكد البعض الآخر عدم ارتباط قرار العزل بذلك لأنه عادة يرتبط بجهات سياسية أعلى من الوزير. وقد تضاربت الأنباء حول إغلاق مكتب القناة الدينية التي توصف بالتشدد. ففي حين ذكر الوزير خوجة أنه امر بإغلاق مكتبها في السعودية، صرح مصدر في القناة لـ»القدس العربي» «بأننا لم نتلق أي أمر رسمي بإغلاق المكتب». |