حِمْل جميل .. / سيدي ولد محمد فال |
الثلاثاء, 10 سبتمبر 2013 15:30 |
حمل محمد جميل ولد منصور رئيس حزب "تواصل" لمنسقية المعارضة الرافضة للحوار والمطالبة بالرحيل رسالة من الوزير الأول اعتبرت حملا ثقيلا يحوي ما تناثر من أشلاء جسم الربيع المتهاوي وشاعره الموءود "الرحيل".. ململم في تابوت النعش بعد أن جاءت طموحات المتسلقين موتورة بفعل طبائع الإنسان الهلوع الناصح لها والناطح لغيرها... حِمْل جميل هذا جاء بعد أن تعب جميل ومن يناصره داخل حزبه وكلوا دون إقناع الغالبية بالعدول عن التهاوي على موائد الانتخابات، والتي تعني التخلي نهائيا عن مطلب "الرحيل" .. والتوبة في رحاب تزاوج المصالح عن "المبادرات" الشرائحية والطلابية والنقابية والإنابة إلى الله بعد زمن من ( الجهر بالسوء من القول... ) .. فوجد جميل فرصة فرض الرأي الغالب.. من خلال السعي بحِمْل مناقض لروح "الربيع" وحمله من مكتب الوزير الأول إلى قاعة الاجتماع بين رؤساء المنسقية المطالبة ب"الرحيل" .. ولأن جميل في نظر كثير من المراقبين والمهتمين بحراك المنسقية ليس بالمتهم في ما يخص "الربيع" و"الرحيل" ... ولا هو بالمتهم حين يتعلق الأمر بالمسارعة نحو رأس نظام "عاجز كليا" .. لذلك لم تجد المنسقية مانعا من توليته المنصب الذي اختاره لنفسه وهو السعي بينها والحكومة.. فالمهم أن يكون ذلك بعيدا عن روح الحوار الوطني ومبادرة الرئيس مسعود "موريتانيا أولا.." من وجهة نظر جميل فإن مجرد إبدال المفردات حيث يحل "الحوار الجاد" محل "الحوار الوطني" هو تنازل طيب من النظام وتحقيق لنسبة كبيرة من أهداف المنسقية في "رحيل ولد عبد العزيز" وتحقيق جزئي لحلم "الربيع".. فالذاكرة تعود بنا إلى الأشهر القليلة الماضية حيث كانت أصوات ترتفع بأن النظام لا يريد الحوار وأن ولد عبد العزيز عاجز ولا يمكنه تسيير البلد... وذلك بعد تحقق المكاسب الملموسة من الحوار الوطني الذي جرى بين أحزاب من المعارضة والنظام القائم لكن رؤية جميل أثبتت في أفقها القريب أن مجرد إيصال فكرة "حوار جاد" إلى ولد عبد العزيز وتقبله لها ، وهو أمر معقول ، وربما هو ما جعله يقول في النعمة أن على المنسقية أن لا "تقسم اليمين" .. وبذلك يكون تكون مكاسب "الحوار الجاد" أكثر ملاءمة لجميل من مكاسب "الحوار الوطني" الماثلة للعيان.. مما يوحي بأن حِمْل جميل قد يحوي أغراضا قادمة من القصر الرمادي وستكون بقية مما تركت أيام "المعارضة الناصحة" وهو الشيء الذي جعل بعض المعارضين المتمرسين في المنسقية يتحفظ على فتح "الحوار الجاد" دون أن يكون متوقعا.. ومن ضمن الأسس الصلبة لحِمْل جميل والتي عملت عليها المنسقية في محاولة لاختطاف روح ومضمون مبادرة الرئيس مسعود "موريتانيا أولا" تنظيم مهرجانات تومئ لذلك الشعار الرائع .. وتتقمص ذلك المضمون المتميز لتلك المبادرة.. فجاء مهرجان تواصل متحمسا للشعار ومتناسيا شعار المرحلة "الرحيل"، لتحمل لافتاته "الوطن أولا" ثم يأتي شعار دون ذلك في الحماس "الوطن في خطر" ثم تتوالى الشعارات حتى حل "لقاء الشعب" في النعمة. إذاً يتضح مما سبق أن حِمْل جميل لن يأتي بجديد عدا محاولة تلميع صورة السعي نحو الانتخابات والتقهقر الكبير لشعار "الرحيل" ضمن منظومة الفشل الذي تدرى فيه "الربيع". فماذا سيحمل جميل في الشوط الثاني من سعيه لأحزاب المنسقية من مصالح تحت شعار "الحوار الجاد" الذي بذ شعار "الرحيل" الجاد.. سيدي ولد محمد فال |