مئات القتلى والجرحى في الكويت وتونس والصومال... وذبح صاحب مصنع في فرنسا
السبت, 27 يونيو 2015 00:47

«القدس العربي»: استأنف الإرهاب المعولم أمس ضرباته في ثلاث قارات، مخلّفا مئات القتلى والجرحى في الكويت وتونس والصومال وفرنسا..واستهدفت الهجمات مسجداً للشيعة في الكويت العاصمة وفندقاً

في ولاية سوسة التونسية وقاعدة عسكرية لقوات حفظ السلام الإفريقية في الصومال ومصنعا للغاز الصناعي في مدينة ليون شرق فرنسا.

ورغم أن الهجومين في فرنسا وتونس يحملان طابعا فرديّا لـ»ذئب متوحّد» رغم اشتماله على «بصمات» التنظيمات الإرهابية كذبح الضحية أو استهداف مجموعات بشرية ورفع «راية إسلامية» في المكان، على حد قول وسائل الإعلام الفرنسية والتونسية، فإن العمليات تبدو متشابهة في استلهامها لهجمات تنظيمي «الدولة الإسلامية» و»القاعدة» رغم اختلاف الجهات التي نفذتها أو استهدفتها.

وعلق رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس على هذه العمليات بقوله «إن الإرهاب أعمى… لا يستثني أمة دون أخرى».

وحصلت العملية الكويتية في مسجد للشيعة، أثناء صلاة الجمعة في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر وسط العاصمة، حيث قام المهاجم بتفجير نفسه وسط المصلين. وخلف الحادث حسب إحصاءات وزارة الداخلية 25 قتيلا و202 مصابا.

وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» على الفور مسؤوليته عن الحادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مهددا بأنها بداية ستستمر. وتوعد سيف الله العدناني من التنظيم بقوله « ليس هذا المسجد لدينا لكم مفاجآت كثيرة اليوم معبدكم وغدا إن شاء الله تحرير أرض الكويت من دنس الرافضة».

وقال بيان حمل توقيع ما تسمى بولاية «نجد» (في إشارة فرع التنظيم في السعودية)، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنه «في عملية نوعية (…) انطلق أحد فرسان أهل السنة الغيارى وهو الأخ أبو سليمان الموحد، ملتحفاً حزام العز الناسف، مستهدفا وكراً خبيثاً، ومعبداً للرافضة المشركين، في الصوابر بالكويت».

وقالت مصادر أمنية لـ»القدس العربي» ان عدد الضحايا يرتفع كل ساعة، وأنه حتى ساعة كتابة الخبر بلغ 25 قتيلا من بينهم أطفال ومسنون وإعلاميون وأكاديميون.

وذكر شاهد عيان لـ «القدس العربي» أنه أثناء صلاة الجمعة صلى الشخص الذي فجر نفسه معهم، وكان يردد الله أكبر بين الركعات، فيرد الإمام مستغربا «سبحان الله» وقبل نهاية الركعة الأخيرة ردد الله أكبر ثم فجر نفسه بين المصلين، أما القتلى فهم من كانوا يقفون بجانبه وأمامه وخلفه، أي الأقرب إليه بين المصلين.

أما في تونس فقتل سبعة وثلاثون شخصا وجُرح ستة وثلاثون آخرون، أغلبهم من السياح، في هجوم إرهابي استهدف فندقا في ولاية سوسة التونسية، وسط تحذيرات من نتائجه «الكارثية» على قطاع السياحة، ودعوات لإيجاد وسائل أكثر نجاعة لحماية المنشآت الحيوية في البلاد.

وهاجم أحد المسلحين فندق «إمبريال مرحبا» في منتجع القنطاوي في ولاية سوسة (شرق)، ما أسفر عن مقتل وجرح حوالى خمسين سائحا أجنبيا، فيما تمكنت قوات الأمن من قتل منفذ الهجوم، في وقت أشارت فيه بعض المصادر إلى إلقاء القبض على شخص آخر يُشتبه بتورطه في العملية.

وأكدت مصادر أمنية وشهود عيان أن منفذ الهجوم تسلل من جهة البحر عبر أحد الزوارق وكان يخفي سلاحه بإحدى المظلات قبل أن يقوم بإطلاق النار على السياح عند الشاطىء، حيث قتل حوالى 14 شخصا، ثم انتقل لاحقا إلى داخل الفندق ليفتح النار بشكل عشوائي على النزلاء، مشيرة إلى أنه اشتبك مع قوات الأمن التي عثرت لاحقا على قنبلة يدوية كان ينوي استخدامها.

وقال وزير الدولة في وزارة الداخلية رفيق الشلي في تصريح إذاعي، إن منفذ الهجوم تونسي الجنسية من ولاية القيروان (وسط) وهو طالب في الجامعة، وليست لديه أية سوابق.

وقالت وزارة الصحة إن الهجوم أسفر عن مقتل 37 شخصا من تونس وبريطانيا وألمانيا وبلجيكيا، وإصابة 36 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق حصيلة أولية أوردتها مساء الجمعة.

وقتل 50 شخصا على الأقل أمس الجمعة في هجوم شنته حركة «الشباب» الإسلامية المتطرفة على جنود قوات حفظ السلام الأفريقية في منطقة ليجو جنوبي الصومال، حسبما أعلن مسؤول عسكري صومالي بارز في تصريحات له أمس.

وأعلنت قوات حفظ السلام الأفريقية أن الجنود القتلى من بوروندي.

وقال حاكم محافظة شبيلي السفلى عبد القادر محمد نور سيدي إن الإرهابيين أسروا أيضا عدة أشخاص.

وبحسب بيانات الجيش الصومالي، بدأ الهجوم على القاعدة العسكرية بهجوم انتحاري، ثم فتح مقاتلو الحركة المدججين بالسلاح النار بهدف الاستيلاء على القاعدة العسكرية على ما يبدو.

وأعلن متحدث باسم حركة الشباب عن مسؤولية الحركة عن الهجوم، وقال في تصريحات لإحدى المحطات الإذاعية المقربة من الحركة إن الهجوم نفذه 15 انتحاريا، وأسفر عن مقتل 50 جنديا.

وفي فرنسا قتل شخص بقطع الرأس وأصيب آخرون في هجوم استهدف صباح أمس الجمعة مصنعا للغاز الصناعي قرب ليون شرق فرنسا، في هجوم جديد كان يخشى حدوثه بعد اعتداءات كانون الثاني/يناير في باريس.

وأعلن وزير الداخلية بيرنار كازنوف ان الموقوف يدعى ياسين صالحي ويبلغ 35 من العمر وهو من المنطقة نفسها. واضاف ان الاستخبارات رصدته بين 2006 و2008.

واكد أن صالحي «على علاقة بالتيار السلفي» لكن سجله القضائي فارغ.

وأفادت صحيفة «لو دوفين» الفرنسية المحلية نقلا عن مصادر موثوق بها أن الرجل الذي قطعت رقبته في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مصنعا للكيماويات في جنوب شرق فرنسا هو صاحب المؤسسة التي يعمل بها المشتبه به الرئيسي، ياسين الصالحي.

وقامت وحدات خاصة من الشرطة الفرنسية بتفتيش مسكن الشخص المشتبه فيه بارتكاب الهجوم، وألقت القبض على زوجة المشتبه فيه.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ان الهجوم «اعتبر ارهابيا ما ان عثر على جثة مقطوعة الراس وتحمل كتابات» في المكان.

وأكد أولاند من بروكسل حيث يشارك في قمة اوروبية توقيف مشتبه به و»التعرف الى هويته» متحدثا عن إمكانية وجود منفذ ثان في الهجوم.

ودعا أولاند الفرنسيين الى «عدم الخضوع للخوف» ووعد مواطنيه «بالقضاء على المجموعات والأفراد المسؤولين عن اعمال مماثلة» من اجل «… حمايتهم وكشف الحقيقة».

وفي الكويت كان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد قد تفقد موقع الحادث على الفور وبدا بحالة متأثرة. وأعرب ولي عهده الشيخ نواف الأحمد عن إدانته الشديدة لهذا الحادث الإرهابي، داعيا الكويتيين إلى أخذ الحيطة والحذر، وأن يكونوا لحمة واحدة وقلبا واحدا.

وقال «إن هذا العمل الإرهابي جاء في ضوء التهديدات التي تعيشها الكويت والمنطقة». ووعد ولي عهد الكويت بإلقاء القبض على الجناة بأسرع وقت ممكن وتشديد الإجراءات الأمنية في كل مكان في الكويت». وفي تونس توجه رئيسا جمهورية وحكومة تونس إلى ولاية سوسة لمعاينة مكان الهجوم. ووصفت وزيرة السياحة الهجوم بأنه «كارثي»، محذرة من آثاره السلبية على قطاع السياحة (أبرز موارد الاقتصاد التونسي)، فيما اعتبر الخبير الأمني مختار بن نصر أن الهجوم كان «متوقعا»، على اعتبار أن أغلب الهجمات الإرهابية تحدث عادة خلال شهر رمضان، داعيا إلى «عدم السقوط في الإرهاب وبث مناخ الرعب لدى التونسيين».

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الهجمات الإرهابية التي وقعت الجمعة في كل من تونس وفرنسا والكويت.

وقال بان في بيان صدر عن مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن المسؤولين عن هذه الهجمات يجب أن يقدموا على وجه السرعة للمحاسبة، معربا عن مواساته لأهالي الضحايا.

وأكد بان أن مثل هذه الهجمات لن تضعف تصميم المجتمع الدولي على مكافحة الإرهاب وإنما على العكس تماما.

وقال بيان الأمين العام للأمم المتحدة: «مثل هذه الهجمات المقززة لن يكون لها أثر إلا تقوية عمل الأمم المتحدة في مكافحة أولئك الذين لا يريدون غير القتل والتدمير وإبادة التطور الإنساني والحضارة الإنسانية».

كما ندد البيت الابيض بالهجمات «المشينة» التي وقعت الجمعة في فرنسا وتونس والكويت، معربا عن تضامن الولايات المتحدة مع هذه الدول ومؤكدا عزمها على «مكافحة آفة الإرهاب».

وقال البيت الابيض في بيان «نقف إلى جانب هذه الدول في وقت تواجه هجمات على أراضيها اليوم، ونحن على اتصال (…) مع هذه البلدان الثلاثة لتقديم كل مساعدة ممكنة».

ونددت اوروبا الجمعة بـ»الأعمال الوحشية» وكتب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في حسابه على تويتر، إن «الديمقراطيين سيواجهون دائما الأعمال الوحشية».

وقد صدمت هذه الأنباء القادة الأوروبيين الذين يعقدون في بروكسل قمة مخصصة لليونان.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «إننا نفكر في جميع ضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية المرعبة». وأعلن اجتماع أزمة لحكومته حول هذا الموضوع.

واعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ايضا ان هذه الهجمات «تسلط الضوء على التحديات التي يتعين علينا مواجهتها».

وعبر رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي عن «ألمه العميق» بعد الأحداث في تونس قبالة إيطاليا على البحر المتوسط.

واعتبر رينزي أن الهجوم في ليون يؤكد بالتالي وجود «خلايا صغيرة… جيدة التنظيم».

من جانبه، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر لدى اختتام القمة الاوروبية «أريد أولا أن اشاطر فرنسا والبلدين الأخرين الصديقين أحزانها».

ولدى حديثه عن تونس قال انه حزين جدا لسقوط قتلى في هذا البلد الذي كان مع ذلك «أفضل من تحكم في تداعيات» الربيع العربي اعتبارا من 2011.

من جانبها، اكدت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني «نحن الاوروبيين متحدون مع اصدقائنا واشقائنا العرب». واضافت «ما زال من المهم جدا في الأيام المقبلة الحفاظ على هذه الوحدة».

وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قال إن المانيا وفرنسا «متحدتان ضد الحقد الاعمى للارهاب».

وقال نظيره الروماني بوغدان اوريسكو إن «هذه الهجمات تؤكد أن من الملحّ تعزيز تدابير الحماية والقضاء على الإرهاب».

فيديو 28 نوفمبر

البحث