(د ب أ): انضم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الثلاثاء إلى السياسيين الأوروبيين الذين ينتقدون اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المعروف باسم “الشراكة التجارية والاستثمار عبر الأطلسى” قائلا إن المحادثات لن تصل إلى الاتفاق النهائي في التوقيت المحدد لذلك.
وقال أولاند إن “المفاوضات توقفت.. الخلل واضح”.
من ناحيتها رفضت مفوضة التجارة الأوروبية سيسيليا مالمستروم تصريحات أولاند وقالت إن المحادثات تحقق تقدما.
وقالت مالمستروم في تصريحات للصحفيين في العاصمة البلجيكية بروكسل إن “المحادثات صعبة بالطبع .. كنا نعرف ذلك من البداية لكنها ليست فاشلة”.
تأتي تعليقات أولاند بعد تصريحات لوزير الدولة الفرنسي للتجارة قال فيها إن باريس ستطالب المفوضية الأوروبية خلال الأشهر القادمة بوقف مفاوضات التوصل للاتفاق.
وقال ماتياس فيكل في تصريحات إذاعية: “لم يعد هناك دعم سياسي من فرنسا لهذه المفاوضات”.
وتجدر الإشارة إلى أن مفاوضات الاتفاق مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكان الجانبان يأملان في التوصل إلى الخطوط العريضة للاتفاق قبل عام 2017 ، والمقرر فيه أن يغادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما البيت الأبيض وتستعد فيه فرنسا وألمانيا للانتخابات. وفي حالة نجاح المفاوضات ستؤدي إلى قيام أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم، لكنها تواجه انتقادات على جانبي المحيط الأطلسي.
يأتي ذلك فيما رفض المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارجاريتس شيناس الحديث عن تعليق المحادثات. وقال: “عندما تتفاوض، فإنك تتفاوض للتوصل إلى نتيجة ناجحة”، مضيفا أنه بعد ذلك سيتم إتاحة الفرصة للدول الأعضاء لتقييم الاتفاق.
من ناحيته أطلق وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابريل جولة جديدة من الانتقادات لمفاوضات التجارة الحرة الأمريكية الأوروبية.
وقال جابريل، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة أنغيلا ميركل، الثلاثاء في برلين إنه لم يتم حسم أي من القضايا المحورية عقب محادثات استمرت ثلاث سنوات بلا نتائج و14 جولة مفاوضات.
وذكر جابريل أن هذا الوضع للمفاوضات لا يتيح إمكانية الوصول إلى إتمام ناجح في أقل من ستة أشهر، موضحا أنه لذلك لم يعد من الممكن التوصل إلى اتفاق خلال هذا العام.
وقال جابريل إنه يؤيد إجراء مفاوضات مفعمة بالثقة، مضيفا أن هذا الموضوع سيستمر طرحة لفترة طويلة عقب الانتخابات الأمريكية التي قد تسفر عن تفويض مختلف للإدارة الأمريكية الجديدة.
وذكر جابريل أن الأمريكيين ليسوا قادرين أو مستعدين على الإطلاق للاستجابة للمطالب الأوروبية، موضحا أنه يتعين لذلك عدم الانسياق وراء وهم إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال هذا العام.
وفي إشارة إلى الاتفاقية الاقتصادية التجارية الشاملة بين الاتحاد الأوروبي وكندا، قال جابريل إنه ينتظر هنا تصويت خلال اجتماع لأعضاء حزبه الاشتراكي الديمقراطي يمكنه من الموافقة على الاتفاقية خلال مجلس وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي.
ووصف جابريل الاتفاقية الاقتصادية التجارية الشاملة مع كندا بالجيدة، معتبرا إياها “حماية من اتفاقية سيئة لتحرير التجارة عبر الأطلسي”، مضيفا أن الأمريكيين غير متحمسين للاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وكندا.
كما بدا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أقل تفاؤلا بشأن المفاوضات وقال أمام مؤتمر اقتصادي الثلاثاء إنه لم يتوقع تقدما كبيرا في المحادثات في ضوء انتظار الولايات المتحدة لانتخابات رئاسية في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل.
أما مالمستروم فقالت إنها “فوجئت” من سماع بعض الأصوات تطالب بإنهاء المفاوضات، مشيرا إلى هذا قرار جماعي بالنسبة لكل دول الاتحاد الأوروبي.
ورغم اعتراف المفوضة الأوروبية بأن الجدل حول الاتفاقية “عاطفيا وقويا للغاية” في العديد من الدول مثل ألمانيا وفرنسا والنمسا، إلا أنها ذكرت أن “الأغلبية الصامتة” تعتقد أن تسهيل حركة التجارة مع أهم شريك تجاري للاتحاد الأوروبي فكرة جيدة.