لطالَما رفضتُ المحاجّةَ ضد ما يسمى "استِلابا حضارِيا/ثقافيا" من حيثُ المبدأ، لأن مجردَ الحِجاجِ ضده ومحاولةَ رفضهِ فكريًا، هو اعترافٌ بوهم اجتِماعي لم يعد متمثّلا في عالم اليوْم أو الغد، وكما أعتقدُ أن مفاهيمَ من قبيل "العولَمة" و"القرية الواحدة" أصبحَت الآن بالذات، أركيولوجيةً ثقافية مُتجاوزَة، فإن الحديثِ عن تأثر بالآخر يصلُ حد الانسِلاخ، في زمنِ الحداثةِ السائلة، أي في أوانِ ما بعدَ الحداثة، هو حديثٌ ضعيف، غيرُ متصل السند، معتلّ المتن.