محطات من حيات العلامة الجليل المحفوظ ولد أبوه 1922- 2004 | 28 نوفمبر

محطات من حيات العلامة الجليل المحفوظ ولد أبوه 1922- 2004

سبت, 26/05/2018 - 02:28

نشأ محوطا برعاية الله وملحوظا بعين عنايته في ظرفية صعبة بدوية كما هي الحالة السائدة في تلك الفترة حيث يصعب التفرغ لطلب العلم في تلك الظرفية، لكن قد من الله بفضله على هذا الولي الصالح ببيأة عامرة بالعلم وهي مدينته الأم (أمزيميد) التي بدورها كانت نافذة لي شتى العلوم مما أهل لصاحبنا انطلاقة لا ئقة في ميدان طلب العلم حيث أخذ العلم عن بعض المشايخ الموجودين ان ذاك.

فحفظ القرآن ودرس بعض العلوم الشرعية على العلامة محمد بوي ولد عثمان الملقب طالبنا، وأخذ السند عن طالبنا خينا،الذي يعد تلميذا من خيرة تلاميذ العلم الشهير في المنطقة :العلامه طالبنا محمد أوجه ولد اعلي ولد الطالب عبد الرحمن.

ثم أخذ علوم اللغة عن سبويه عصره العلامه حيد ولد حاج عمر

لكن كغيره من طلاب العلم في تلك الحقبة يعد مختصر الشيخ خليل من اهم الكتب المقروأة في الفقه المالكي،

بالنسبة لهم حيث قام برحلة الى مدينة ولاة سنة 1950م التي تعد موطن العالم الرباني العلامه أبا ولد شيخنا ولد سيدي عثمان اخذ عنه بدوره مختصر خليل وقد امضى سنتين هناك

كانت علامات النبوغ وسمات الفضل ومخاييل الذكاء والفطنة بادية على محياه وهو لا يزال فتى يافعا، وما لبث ان سطع نجمه في سماء منطقة أمزيميد التابعة لي آمرج لِمَا كان يتفجر على لسانه من فيوضات العلوم الدينية، والمعارف الربانية خلال مجالسه البهية وحلق التعليم التي كان يعقدها.

وكدأب من سبقه من السلف الصالح كان لا بد من تأسيس محضرته الخاصة حيث اسسها سنة 1967م

في مدينة آمرج الإبل (الغربي) وهي تعد من اكبر الماحضر أنا ذاك وقد كانت تمتاز بتنوع النصوص المدروسة من نحو وصرف وبلاغة وفقه ......

لبى نداء ربه سنة 1997م حيث ذهب الى بيت الله لقضاء فريضة الحج.

لم يكن من حسن حظي إداراك ذلك العهد الذي كان فيه سيدنا “المحفوظ ولد أبوه ” في أوج عطائه لكن بحمد الله ومنته تواترت اخباره في المنطقة وخاصة الوالد حفظه الله كان دائما يحدثنا عن ظاهرة فريدة من اولياء الله الكبار، يتحدث عن علومه الجمة، من فقه وأصول وادب لانه كان محيطا بأكثر الدواوين الشعرية، واخلاقه الكريمة، وادبه الاخاذ، وسخائه المشهود، واريحيته البادية، كما يحدثنا عن جانبه التربوي بقدر كبير من الإعجاب.

ان عقد الا جماع من من عاصر الولي العالم “المحفوظ ولد أبوه ” على أنه كان غاية في التواضع، والسخاء وكرم النفس، والعلم والمعرفة بالله، إذ ما كان يقر له قرار ولا يطيب له مجلس إلا في حلقة من طلاب العلم ليبالغ في إكرامهم، كعادته وليدرسهم شتى مجالات العلوم الدينية، ولقد كان يبهر كل من يحاوره من العلماء بما يقذف به بحره الزاخر من درر المعارف النفيسة سواء فيما يتعلق بنصوص الشريعة ومفاهيم العلماء فيها، او في المعارف الحقانية المتعلقة بالله سبحانه وتعالى وبرسله الكرام واذواق اكابر ايمة التصوف، كل ذلك كان له فيه اليد الطولى والباع الاوسع بشكل خارق للعادة لأنه رضي الله عنه اتقن النصوص المقررة انا ذاك في المحضرة وتجاوزها

الشيء الذي كان يتميز به “صاحبنا ” كونه جعل الله قرة عينه في إصلاح ذات البين، وعملا بقول الله تعالى : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من امر بصدقة او معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما) كان سيدنا “المحفوظ ”كافلا للايتام طاعما للمساكين متمثلا فيه قوله تعلى (ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) لا يسمع بخلاف بين أقوام او مجموعات او قبائل إلا بادر في تسويته وبذل الغالي والنفيس في الإصلاح بين المتخاصمين ولو كلفه ذالك بذل الغالي والنفيس.

كان مجلسه مجلس ذكر وتربية وسكينة ووقار لتدارس شتى العلوم من فقه ونحو وصرف .......

والحق ان سطورا كهذه لن تفيد في إبراز اقل القليل من خصال ذلك الولي العالم العظيم الشأن إلا ان ذكر امثاله من عباد الله الصالحين فيه ترغيب للنفس وتحفيز للهمة

افل ذلك البدر الذي كان يستضاء بنوره من سماء منطقة آمرج سنة 2004م حيث وارى جثمانه الشريف تراب مقابر مدينة حاسي اتيلة،

فرحمة الله على الولي العالم الجليل المحفوظ ولد أبوه الطلابي.

 

 

** المدون: الحافظ ولد ابوه