توضيح ضروري | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

توضيح ضروري

اثنين, 11/14/2016 - 16:48

بأي طريقة يستطيع الإنسان أن يقنع بعض الأصدقاء المحترمين بأنه حين ينتقد بعض تصرفات وسياسات، و"لاسياسات"، النظام لا يقف في صف "آخر"، ولا يتخندق في خندق عدو حقيقي أو وهمي... بل ولا "يعادي" النظام نفسه بالضرورة!
فالنقد أيها السادة مهما كان حادا لا يعني تلقائيا العداوة والبغضاء، بل إن كان موضوعيا يكون أقرب إلى الصداقة والمحبة. ونحن نتحدث عن سلطة عامة تعنينا جميعا؛ فأينا أصدق فيها وأنفع لها إن كانت على سبيل الرشد سائرة: من يصفق لها على الحق والباطل وعلى النجاح والفشل... أم من يراقب إخفاقاتها وأخطاءها وينبه عليها، ويضع النقاط على حروفها؟؟
قد يقول قائل: نعم؛ ولكن عليك أن لا تجرح ولا تقلل من شأن العبقرية، وأن تمدح وتثني على ما أنجزته وتبارك ما حققته... الخ.
وهذا صحيح إذا تحدثنا عن شخص مادي، ينفق من حر ماله ويهريق عرق جبينه تَطوُّعَ خيرٍ من عنده.
لكن حين تمدح الموظف الذي يتقاضى راتبه وعلاواته على أنه أدى بعض ما عليه، وتخر ساجدا للرئيس أو الوزير لأنه أنفق من مال الدولة على مشروع للنفع العام... فأنت مجرد منافق متملق؛ إما لطمع شخصي أو لعلة معنوية!
أشد المصاب وطأة على هذه البلاد، وأعظمه جناية عليها، هذا الخلط الغافل والمزج الساذج بين العام والخاص، بين شخص الرئيس ومنصب الرئيس، بين الأرحام والمهام...!
أرونا شخصا تطرقنا إلى سيرته أو ذاته أو أسرته أو أصدقائه... ليس "مسؤولا" عن مرفق حكومي عام (من الرئيس إلى الموظف) وفي صلب أو حاشية ولايته؟ وهل قرأتم أو سمعتم أن أحدا انتقد أحد هؤلاء أو "اسْمَاهُم" قبل أن يتقلدوا المسؤولية العامة؟!
بقي مقطع هام من أغنية "تغويل" النقد وتخوينه: وهو المعارضة. 
عند البعض ولاء السلطة له وجهان لا يكمل إلا باجتماعهما؛ وهما مدح السلطة والجزم بمثالية تصرفاتها، وذم المعارضة والجزم بإجرامها!!
هذا خطأ جسيم أيضا... موضع النقد في المعارضة هو في تساهلها في معارضتها للسلطة وسكوتها عن أخطائها... هذا بشكل عام؛
ولكن بالنسبة لي ولكل من لا "ينتمون" بعضوية أو تبعية لأحزاب المعارضة أو هيئاتها... فإن المعارضة لا تعنينا قبل أن تتقلد السلطة وتكون مسؤولة عن مال أو مرفق عمومي... باختصار!

----------------

من صفحة الأستاذ محمد محفوظ احمد على الفيس بوك