تونس: توجه رئاسي لإزاحة «النهضة» .. على غرار التجربة المصرية | 28 نوفمبر

تونس: توجه رئاسي لإزاحة «النهضة» .. على غرار التجربة المصرية

ثلاثاء, 04/11/2017 - 00:04

تترقب الساحة السياسية في تونس، توجه الرئيس الباجي قائد السبسي، إزاحة حركة النهضة الإسلامية “الإخوانية” الشريك الرئيسي في الحكم، وفي خطوة تترتب عليها تداعيات واسعة داخل المشهد السياسي والشارع التونسي .. وتتحسب الدوائر السياسية  والحزبية التونسية، لنتائج “الإزاحة” التي فجرت تساؤلات حول : كيف ومتى ولماذا يفدم “السبسي” على خطوة تعيد تكرار التجربة المصرية؟

الترقب في الشارع التونسي، يستند إلى تصريحات مسؤول حزبي كبير انضم حديثا لحزب الرئيس السبسي “نداء تونس” ، مؤكدا  أن الرئيس التونسي سوف “يزيح” حركة النهضة قريبا، على غرار التجربة المصرية، ولكن باسلوب “بورقيبة” !!

 

وأكد القيادي الحزبي، الشيخ  فريد الباجي، خلال اجتماع المجلس الجهوي الموسع لحركة نداء تونس بالقيروان،  أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تعهّد بازاحة “النهضة” من تونس. وأشار الى أنّ “إزاحة” النهضة لن تكون بالطريقة العسكرية مثلما جرى في مصر، بل بسياسة بورقيبة باستعمال الفكر .. وأضاف “الباجي”،  أنّ رئيس الجمهوريّة شبّه ما سيحدث بإزالة الخاتم من إصبعه، وأنه يريد “ذوبان” حركة النهضة من تونس نهائيا.

إزاحة النهضة مثل “الخاتم بالصابون” 

وواصل تأكيده لتوجه الرئيس التونسي، بإزاحة حركة النهضة .. قائلا:  إنه التقى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مؤخرا، و قال له إن مشروع حركة النهضة لن ينجح في تونس، لكنه يتمنى أن لا يكون الأمر مشابها لما حصل في مصر ، فتبسم قائد السبسي وقال له  «كل بلاد وأرطالها.. ولكن بالشوي بالشوي، وبالدستور وبالقانون نخرجهم كيما نخرج الخاتم بالصابون».

وأضاف فريد الباجي: إن  حزب نداء تونس يستطيع أن يحكم وحده اذا فاز في الانتخابات البلدية و التشريعية والرئاسية .. وشدد على ضرورة أن يفوز النداء بـ 140 صوتا في الانتخابات التشريعية ليتمكن من الحكم بمفرده.

 

تحذير من ردود فعل “حركة النهضة” 

وأوضح سياسيون وباحثون في تونس، أن هذه الخطوة المرتقبة، تسحب معها متغيرات واسعة داخل تونس، وعلى محتلف الصعد، ولن يقدم الرئيس السبسي على التنفيذ، قبل ترتيب الأوراق جيدا داخل حزب النداء وداخل الساحة السياسية والحزبية  بل والأمنية بصفة عامة.

وحذر سياسيون من ردود فعل “حركة النهضة” مبكرا قبل الإزاحة، خاصة وأن التأكيد جاء على لسان عضو كبير في حزب الشريك الأول في الحكم “نداء تونس”، وأن فريد الباجي، لم يكن ليجرؤ على التصريح بهذا وفي اجتماع المجلس الجهوي الموسع لحركة نداء تونس ، دون أن ” تكون الواقعة التي ذكرها حقيقة”، ولن يقدم على إحراج الرئيس السبسي وحزب النداء، “عشوائيا دون تفكير، ولكنه كشف عن حقيقة توجه الرئيس التونسي، وما يسعى إليه قريبا”.

“نداء تونس” ينفي ويبرر 

ومن جهة أخرى، اصدرت حركة نداء تونس، مساء أمس الاثنين، بلاغا توضيحيا أكدت فيه أن الموقف الرسمي للحركة  لا تعبر عنها إلا بياناتها الرسمية وما يصدر عن قياداتها من مواقف في إطار التكليف الرسمي .. وأوضحت الحركة أن “ماورد على لسان فريد الباجي خلال اجتماع حزبي في مدينة القيروان تم التلاعب بمضامينه بحثا عن إثارة إعلامية عابرة حيث نقل ماتم الحديث بينه وبين الرئيس المؤسس للحزب سنة 2012 من مواقف تتعلق بأن الصراع مع الخصوم السياسيين لا يمكن أن يكون إلا عبر صناديق الاقتراع وليس العنف والفوضى وبأن الرؤية السليمة تجاه كل الحركات السياسية ومنها حركة النهضة هو العمل على ادماجها في النسق التونسي وليس استعداءها بالمنطق الأمني الاستئصالي”.

يذكر أن الشيخ فريد الباجي، مؤسس دار الحديث الزيتونية، من علماء الدين الوسطيين في تونس، وبنسب إلى “الأشراف”، ويقف في وجه التيارات الإسلامية والفكر الإخواني، مشيرا إلى أن هذه الجماعات تتصادم مع صحيح الإسلام الوسطي الحنيف المعتدل، دون البحث عن السلطة والحكم والنفوذ بوسائل متعددة !!