على كيري ان يعترف باسرائيل كدولة إرهابية وعنصرية وخارجة عن القانون
السبت, 11 يناير 2014 11:56

nouha-khalaf.jpg66الشعب الفلسطيني ليس بحاجة للاعتراف بان اسرائيل هي اكبر منظومة ارهابية في العالم وانها تتستر خلف الديانة والهوية اليهودية لتمارس عنصريتها وارهابها من أجل السطوعلى الأراضي العربية، فكل تاريخ قضية فلسطين يشهد على ذلك، ولكن على كيري أن يعترف باسرائيل

كأكثر دولة إرهابية في التاريخ المعاصر وكأكثر دولة عنصرية في العالم.

وبما يبدوان كيري قد بدأ يفقد صبره وأسقط قناع الدبلوماسية و أظهر وجهه الحقيقي (لمن لم يكن يعلم)، ليس فقط كصديق وفي للصهيونية (وهى قصة قديمة) بل أيضا  كراعي بقر “كاوبوي”(وهي قصة أقدم)  يهدد ويشهراسلحته كلها في وجه “الهنود الحمر” الجدد، في حال استمروا في محاولتهم للحفاظ على كيانهم واراضيهم وهويتهم وعدم الاستجابة لضغوطاته، واسلحته متنوعة وأهمها طبعا محاولة التفرقة المذهبية والدينية بين الشعوب عبر الاغراءات المالية وتوظيف واستغلال كل المتعاونين للتوصل الى “حل نهائي” يضمن هيمنة اسرائيل في المنطقة كدولة “يهودية” في محيط اقليمي يتجه نحوفرض كيانات “سنية ” وشيعية” وغيرها ومع الاستمرارفي قطع أوصال الشعب الفلسطيني وحشره في معتقلات كبيرة وصغيرة ومقاطعات يتحكم فيها جيش الاحتلال الاسرائيلي برا وبحرا وجوا ، أمنياوسياسيا واقتصاديا. المطلوب الآن من العرب ليس فقط رفض ما يطلبه كيري أي الاعتراف “بيهودية الدولة الاسرائيلية” بل أن يطلبوا منه ومن حكومته وحكومات الدول الغربية والعالم الاعتراف بعنصرية اسرائيل كدولة ارهابية خارجة عن القانون والاعراف الدولية منتهكة لكل حقوق الانسان، تمارس التطهير العرقي وكل انواع التعذيب والقتل والتشريد. ولكن، لكي يتبلورهذا المطلب العربي يجب على ما تبقى من العرب الأمناء أن يبتعدوا عن اختلاق الحجج والأزمات والخرافات والصراعات القبائلية والطائفية، التي تجير كلها دون استثناء، لمصلحة الكيان الصهيوني وان يكفوا بالإدعاء بالغباء و” سياقة الهبل” والاستهبال لشعوبهم المتصدعة والمتألمة والفقيرة. وفي هذا الاطار يجب ان لا تغيب الذاكرة، وإعادة التذكيربكل المجازر التي ارتكبتها اسرائيل منذ نشأتها وبكل العذاب المركب (مجازر وتشريد ولجوء واعتقال واغتيال والسطووتدمير الممتلكات) التي تسببت به لأجيال وأجيال من الشعب الفلسطيني،كما يجب التذكير بكل قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وبقرارات المحكمة الدولية حول الجدارالعنصري الفاصل حيث جاء في توصياتها ان (على أصدقاء اسرائيل ان يعتبروها دولة “خارجة عن القانون” في حال استمرت في بناء الجدار)،كما يجب مراجعة كل المحاولات القانونية والقرارات التي بقيت حبرا على ورق بسبب الصراعات المفتعلة والفساد الطاغي على الحكومات العربية. وللأسف، فبينما كشفت مرحلة “الربيع العربي” عن قدرة الشعوب العربية الابداعية والنضالية في التعبير عن رفضهم لممارسات السلطات الحاكمة  الا انها كشفت ايضا عن ضعفها بسبب  الانفعالية والعاطفية والعشوائية التي طغت على مسيرة انتفاضاتها، وخاصة في ظل غياب قيادات رشيدة  قادرة على الربط بين حاجات الشعوب الحقيقية ومطالبها مع تفادي الوقوع في الفخاخ المنصوبة من قبل القوى والدول التي استغلت ضعف وتشرذم القوى السياسية لتفتيت ما تبقى من الاراضي العربية ولاختلاق المزيد من الازمات والكوارث الانسانية.  “فالصحراء” التي ذكرها محمود درويش في قصيدته الملحمية “مديح الظل العالي” (التي كتبها عام 1982 ، عن حصار بيروت)، قد تحولت الى مستنقعات دماء و”الصمت” العربي، قد تحول الى اقتتال ما بين العرب أنفسهم، وفي كل الأحوال انقلبت الأمور في التحليل النهائي ليس فقط ضد الشعوب العربية بل ضد اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم في أماكن تواجدهم مثل ما حدث في العراق وما يحدث اليوم في مخيم اليرموك …… آه، يا دمنا الفضيحة، هل ستأتيهم غماما، هذه أُمم تَمرُّ وتطبخ الأزهار في دمنا وتزدادُ انقساما هذه أُممٌ تفتِّش عن إجازتها مِنَ الجَمَل الزخرفِ… هذه الصحراءُ تكبر حولنا صحراءُ من كل الجهاتْ صحراءُ تأتينا لتلتهم القصيدةَ والحساما الله أَكبرْ  وفي نفس السياق يجب أن يستمع مرة أخرى المفاوضون العرب وخاصة الفلسطينيون منهم الى نصائح محمود درويش الذي لم يكن شاعرا فقط بل ضميرا حيا للوطنية الفلسطينية حيث قال:  وتمَّتْ رشوة ُ القاضي فأعطى وجهه للقاتل الباكي على شيء يُحَيِّرُنا … سَرَقْتَ دموعنا يا ذئب تقتلني وتدخل جُثَّتي وتبيعها ! أخرجْ قليلا ً من دمي حتى يراك الليلُ أكثَر حُلْكَة ً ! وأخرجْ لكي نمشي لمائدة التفاوض , واضحينْ ، كما الحقيقةُ : قاتلا ً يدلي بسكِّين ٍ . وقتلى يدلون بالأسماء : صبرا , كفر قاسم , دير ياسين , شاتيلا! ……. …جميع آلهتي كلابُ البحرِ فاحذرها ولا تذهب إلى القُربانِ…. إن الريح واقفةٌ فلا تلمسْ يدَ القرصانِ، لا تصعد إلى تلك المعابدِ لا تصدِّقْ لا تصدِّقْ فهي مذبحةٌ ولا تخمدْ هجيرك عندما يتقمَّص السجَّان شكل الكاهنِ الرسميِّ، إنَّ جميع آلهتي كلابُ البحرِ فاحذرْها ودَعْ…دَعْ كلَّ شيء واقفاً دَعْ كُل ما ينهارُ منهاراً ، ولا تقرأ عليهم أيَّ شيءٍ من كتابكْ !  وبالنهاية عليهم أن يتذكروا جيدا وصيته الأخيرة في هذه القصيدة:  ما أوسع الثورة ما أضيقَ الرحلة ما أكبَرَ الفكرة ما أصغَر الدولة!…..  سيجاوب البعض ان الاحوال قد تغيرت منذ عام 1982 حتى يومنا هذا وان هناك انجازات هامة و متغيرات ايجابية ، لكننا سنطلب منهم بالمقابل الاجابة الواضحة حول خطأ أو صحة الانجازات التالية: مثلا… “أوسلو”؟؟؟ مثلا…. قطاع اوقطيع من العائدين لا يتحركون الا بإذن من سلطات الاحتلال؟؟؟ مثلا….. الجدار العنصري الفاصل؟؟ مثلا…. حصار غزة المستمر؟؟؟ المزيد من المستوطنات؟؟ اغتيال وسجن ومحاصرة قيادات سياسية؟؟؟ مثلا الانقسام الفلسطيني السياسي والجغرافي؟؟؟ الحالة الاقتصادية المشرقة؟؟ مزيد من المجازركما حدث مثلا في مخيم جنين ورفح؟؟ وضع مدينة القدس الرديء؟؟  وقد يقول البعض ان هذا النقد ناتج عن تشاؤم أوإحباط أ وعدم واقعية أوعن التمسك بأفكار قديمة متحجرة وبعدم طرح البديل؟؟ وستكون الاجابة: تشاؤم؟؟؟ ربما. احباط؟ ليس أكيد.

ألم ؟ بالتأكيد. أفكار قديمة؟؟؟ ألم تصبح المفاوضات ايضا فكرة قديمة وعقيمة؟؟؟ بديل واضح لحالة الانحطاط الحالية؟؟ لم يكتمل شكل البديل…. ولكن في انتظار ذلك…. على كيري وزملائه أن يعترفوا بأن اسرائيل الدولة العنصرية والارهابية الأولى في منطقة الشرق الأوسط بل في العالم.

د. نهى خلف   سفيرة فلسطينة سابقة