نواكشوط، مدينة مصابة ببرود عاطفي مزمن لدرجة الاستفزاز |
الجمعة, 04 أبريل 2014 20:07 |
قل إن شئت: هي أم لا تكترث كثيرا بأبنائها، بل تدير لهم ظهرها، وتعطيهم كل صباح انطباعا بأنها ضاقت بهم ذرعا، وأنها تتمنى اليوم الذي تفيق فيه من نومها، فتجدهم جميعا وقد غرقوا في بحرها. هذه المدينة المستلقية بكثير من اللامبالاة على ضفاف الأطلسي، وهي تلاحقك بهمومها وأوجاعها اليومية وأوجهها الشاحبة المتعددة، تغريك في نفس الوقت بغنجها وحركاتها المواربة ونكهة شايها ورائحة خبزها، فتدفعك إلى الخوض في تفاصيلها والاستسلام لها والارتماء في أحضانها، دون أن تجد سببا واحدا وجيها يبرر هذه التصرف الغبي، سوى أنك تعيش في مدينة، ورث عنها أصحابها حب ارتكاب الحماقات. نواكشوط تغريك بالبقاء فيها، ولكي تبقى عليك أن تتعلم كيف تغتال كل أسئلتك بدم بارد وتدفنها فيها، ولأنها امرأة سئمت من حكايات العشاق، لكثرة ما سمعت منها، فهي تقدم لك دعوة مفتوحة لكي تكرهها وتبادلها نفس البرود العاطفي وعدم الاكتراث، وتدير ظهرك لها ولبحرها، و تعتبر نفسك مجرد عابر سبيل سيء الحظ، علق ذات يوم في حفرة عميقة على ضفاف الأطلسي، ثم استطاب العيش فيها. باختصار نواكشوط مدينة غريبة الأطوار...ولكي تعيش فيها، يجب أن تكون غريب الأطوار مثلها، وأن تأخذ حذرك منها. يا لطيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف. ---------------------------- من صفحة الأستاذ البشير عبد الرزاق على الفيس بوك |