إنه المولد العظيم واللحظة الفارقة في التاريخ ..إنه الزمن الأخير للقاء السماء بالأرض .. إنها لحظة الإنتصار للمستضعفين ولحظة العبور بالمظلومين إلى بر العدل ، ولحظة بناء أسس الحق والعدل والخير والمساواة .. إنها الأرهاصات الأولى لتشكل وعي بالحقوق وتشكل وعي بالإنسانية وتشكل

وعي برفض الظلم ورفض الطغيان ..إن اللحظة المعبرة عن كل هذه الظواهر والتجليات الغريبة لحظتها والمعبرة اليوم عن أقصى تطور إنساني هي لحظة مولد النبي العربي محمد بن عبد الله نبي الحق ونبي العدل والثائر الأول لنصرة البسطاء و المطحونين والصوت الصارخ في أخاديد الزمن مناديا بالمساواة وداعيا إلى الله وإلى رفض الظلم .. إن الذكرى أيها الأحبة بعيدا عن نقاش شرعية الإحتفال بها من رفض الإحتفال هي لحظة ظهور منظومة قيم وخارطة مدارك وثوابت إنسانية راسخة والجدير الوعي بها والتجاوز بها من تراثية مشوهة لواقع علمي تحليلي قادر على المسايرة ، وهذا هو التحدي وهو الرهان وهو مناط الخلاص لنا كمعتقدين وللآخر كشريك في الكون والإنسانية ..النقاش الآخر واسمحولي حول شرعية التخليد هو إهمال للجوهر وصراع على القشور ..وسلامي على النبي صلي الله عليه وسلم وأحباب النبي وآل النبي ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

جعفر محمود

لهافر-فرنسا

13/01/2013