موجة الإلحاد و نداء الاستعطاف:للنقاش والتعليق / الأستاذ: أحمدو ولد شاش |
الأربعاء, 16 أبريل 2014 11:16 |
تزايدت في الآونة الأخيرة وخصوصا من بعض الأئمة أو من نصبوا أنفسهم كذلك – عفا الله عنهم- أصواتا تنادي الرئيس و الشعب إلى التصدي لما ادعت أنه موجة إلحاد عاتية تضرب ربوع الوطن في سابقة من نوعها لم يشهدها مجتمعنا الحبيب. ونحن إذ نتابع الساحة - وإياهم - عن كثب ورويًة لا يبدو لنا ذلك جليا بحيث نطلق الكلام على عواهنه لا نبالي أن الكلمة تسلك بصاحبها 60 داهية, 59 منها شرا يوزعه على غيره من الآمنين وواحدة يدخل بها سقر وما أدراك ما سقر!.
فخاض الخائضون في رباعية أشبعوها بحثا و تأويلا وتوظيفا زهقت فيه نفس بريئة في عز عطائها مغرر بها و موعودة بالحور العين وسادت الفوضى في مجتمع بطبيعته لا يتحملها لولا أن تداركتنا العناية الإلهية فهل نحن مدكرون!
1ـ المقال المسيء: مقال مبتسر مجذوذ من سياقه التاريخي والموضوعي, صدر عن جاهل عبثت به أفكار الإلحاد و التشيع المعروفة في بعض أطيافنا السياسية و التي كثيرا ما تتحالف
مع هؤلاء الإسلامويين, أباحها و أذاعها ولد أمخيطير تحت وطأة التحرر والانعتاق و الشعور الوهمي بالدونية و كان الأجدى بنا أن نقارع الفكر بالفكر و الحجة بالحجة حتى نرجعه إلى جادة الطريق ونبين له أنه اتبع من يقول,." لا تقربوا الصلاة..." ثم سكت،فلو قرأ ما قبلها ةما بعدها ما سكت.
وأعتقد جازما أن الهرج و المرج لاتزيد الطين إلا بلة فيكتب على شاكلته كثير من المنحرفين والمشاغبين والميكافيليين ممن يتاول الأرجحية بين الهدف و الوسيلة ثم يتوارى هؤلاء جميعهم ليغدو بعضنا يطارد بعضا فيما لا ناقة لنا فيه ولا جمل!!
2- محرقة الكتب: أما هذه ففيها نظر يؤخذ فيه ويرد -وإن كنت ممن لا يرى مسوغا لها- لكن يجب أن نضع المسألة في سياقها الصحيح لتتضح لنا الصورة كاملة دون أن يكون ( بيرام ) وحده هو المسؤول:
*فحقيقة الأمر أن بعض الفقهاء -عفا الله عنهم - تعاملوا مع العبودية بشكل مبالغ فيه إذ جردوها من بعدها الإجتماعي و الإنساني مختزلة في جانبها الاستغلالي و الاقطاعي فقط الشيء الذي لا نجد - ولن نجد - له أثرا لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية وتمادى جل الفقهاء في هذا السبيل منغلقين على على نصوص فقهية منحصرة بالزمان والمكان والأشخاص ومبتعدين عن المقاصد الشرعية التي تعطي للشريعة تمددها وصلاحيتها لكل زمان ومكان وهذا جانب أغفله الفقهاء كثيرا واعتنى به الأصوليون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ( مثل الإمام مالك في منطلقاته الأصولية والإمام الشافعي في رسالته والإمام الشاطبي في موافقاته) وفي الأمر ما يتسع له الحديث.
*ثم إنه لا ينبغي أن ننسى أو نتجاهل أن (بيرام) تلقى إشارات المباركة والموافقة على بادرته من بعض رموز الإسلامويين ثم لما فعل ما فعل ولوه الأدبار وتنكروا له فنراه يصب عليهم جام غضبه ويرميهم بالخديعة والخيانة والذي فعلوه مع (بيرام) فعلوه مع كل شريحة يمكن استفزازها فكان لقاؤهم مع(لمعلمين) واستدراجهم في ذلك المنحى وكانت محاولتهم مع (إبكاون) التي باءت بالفشل،كل ذلك لهدم النسيج الإجتماعي لمكونات الشعب وخلق حالة من عدم الاستقرار تخولهم الالتحاق بقافلة الصيف العربي بقيادة الثالوث المعروف: الإمبريالية ( الحلف الأطلسي وحلف الناتو وإسرائيل) والرجعية العربية والإخوان المسلمين.
3- الاعتداء على العلماء: لا نعلم بذلك في أوساط مجتمعنا الذي يعتبر ذلك خطا أحمرلا يمكن تجاوزه فمجتمعنا تربى على حب الفضيلة واحترام الشيوخ والمشايخ باستثناء حادثة فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو-عفا الله عنه - مع زميله ولد لوليد ولكن هذه لا ينبغي أن تصدر للآخرين لخصوصيتها فهي بين إثنين من الإخوان المسلمين تقاسماها في السراء و الضراء وكانا كهذين كما يقال، غير أن الآمور الدنيوية كثيرا ما تفرق بين الرجال ولو كانوا أشقاء.
فقد بدأت الأمور تسوء بين الرجلين منذ سنوات ولم يقل يومها أحد أنه اعتداء على العلماء لأن الخلاف تمت تسويته و احتواؤه لينفجر أخيرا على الملإ بطريقة لابد فيها أن يكون أحد الرجلين ضحية فكان ولد لوليد الحلقة الأضعف.
ولن أخوض في هذه المشكلة الخصوصية أكثر من هذا فالمقريبون منها يعرفون كل شيء فلا ينبغي تسييسها ولاتصديرها. هذا اعتداء مادي.
أما الاعتداء المعنوي فهو سجال متبادل في المجتمع تغذيه المواقف السياسية الخصوصية تارة والعمومية تارة أخرى ولا نراه إلا ظاهرة صحية وإن كانت غير مرغوب فيها.
4- تمزيق المصحف الشريف: أما هذه فأكذوبة كبرى ظهر زيفها ومحولة استغلالها لإثارة الجماهير و الدفع بها للمواجهة حتى إذا ما سقط ساقط أو ساقطان تم تجاوز الأكذوبة للمطالبة بالثار كما حدث في درعا السورية وغيرها.
فلا يمكن لكائن من كان أن يجرأ على تمزيق كتاب الله إلا أن يكون كافرا أو ساذجا تستغل سذاجته في توظيف وفبركة الأحداث ولو تعلق الأمر بورقات سقطت من المصحف الشريف بعمد أو بغير عمد لتوظف أولا في استدرار جيوب المصلين وثانيا لتحدث الطامة الكبرى فيهب الشعب نصرة لكتاب الله في أكذوبة لم يسبق لها مثيل!
فما بال قوم لا يتقون ربهم في نشر الأكاذيب وإراقة الدماء المؤمنة!! و أي رقبة تئن تحت وطأة هذه الروح البريئة؟ أي مبيح أباحها وتحملها كما تحمل القرضاوي دم القذافي!! وكما أهدر عرعور دم بشار!! مالكم تهدرون الدماء على مزاجكم وتقفون حراسا لجنات الفردوس وتعدون الشباب المحبط بالحور العين!! ورغم هذا كله لا نزال نسمع المحرضين و المؤلبين في المساجد و الساحات العمومية يسوقون نفس الأكاذيب و كأنها تجددت.
إن موريتانيا والحمد لله في أحسن فتراتها الدينية رغم الدك الإعلامي الذي يغزو البيوت دون استئذان ورغم انهيار موروث القيم الاجتماعية و العلمية ورغم تلاقح الثقافات والحضارات المختلفة وتلك نعمة نحمد الله عليها.
فالحد من الجريمة والقضاء على أوكار الدعارة والأخذ على أيدي أهل الفساد و أكلة المال العمومي و نشر التعاليم الدينية على متون الأثير و الاعتناء بأئمة المساجد و شيوخ المحاظر لانراه إلا عملا يذكر فيشكر دون أن ننسى ما مرت به بلادنا في العقود الماضية من ضعف في البنية الدينية ظهرت تجلياته في حوادث متعددة منها تلك التي آلت على نفسها أن تبول على المصحف الشريف وقد فعلت وهي معروفة بالإسم والانتماء الإيديولوجي الذي يمثله طيف من أطيافنا السياسية الحاضرة الآن ولا ننسى كذلك الصور التي وزعت في لكصر وأمام منزل الإمام بداه طيب الله ثراه على أنها تمثيل وتشبيه للمولى عزو جل وتعالى عما يصفون!! فكيف للذاكرة الجمعية أن تتناسى هذا كله ! وهذا كله قد حدث!
يجب أن نتعاطى مع الأحداث بوعي و تؤدة وننقل المعلومات بصدق وأمانة وأن نعلم أن الهماز المشاء بنميم وصف قد يصدق عليه قول الأصوليين: العبرة في عموم اللفظ لا في خصوص المعنى. |