حتى لا يجنح مركب حزب الاتحاد/ الشيخ الولي أحمد مسكه |
الأربعاء, 16 أبريل 2014 11:48 |
هناك أكثر من مسوغ لديَّ لكتابة مثل هذا الموضوع، يبقى في طليعتها التجديد الذي وقع أخيرا وبعد طول انتظار داخل حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في محاولة لإعادة ترتيب البيت الداخلي نرجو أن تكون مثمرة ومتواصلة، كما من دواعيه كذلك التحدي الذي يفرضه كوننا في مرحلة حاسمة تستوجب علينا محاولة وضع الأمور في نصابها بالمصارحة والمكاشفة من أجل التمكين لنجاح مؤزر لمرشح الحزب في الانتخابات المرتقبة، والاحتياط لعدم ترك الأمور للصدفة أو ما يشبهها كما في المرة الماضية التي وفقنا بها في الكاد في تمرير خيارنا لانتخاب الرئيس عزيز بنسبة تجاوزت قليلا الخمسين بالمائة، وكان يمكن أن تفتح الأمور على احتمالات الله وحده من كان يعلم ما سيترتب عليها لو لمنتوصل إليها. نعم الدعوة إلى العقلانية وإلى التخطيط وإلى التمحيص والمصداقية والكسب داخل حزبنا، والبعد عن أساليب التلف والنفاق والارتزاق، هي أسباب أكثر من كافية لمثلي ليرفع صوته معلنا ضرورة أن يجمع بين الهدفين أو الخطوتين اللتين نحن بصددهما الآن (تصحيح صورة الحزب ـ وضع الأسس ومواكبتها) لإنجاح رئيس الجمهورية، وذلك من خلال مراجعة واعية وهادفة تستفيد من الأخطاء الماضية وتحتاط للتوقعات المستقبلية حتى لا نأخذ على حين غرة وحتى يبقى عملنا دائما منظما ومتقنا ومؤكد الجدوى: 1 ـ تقييم للوضع السابق والحالي 2 ـ اقتراحات عملية
1 ـ من أجل تقويم حقيقي: لا يكفي في أي عملية تهدف أن تكون جدية ومؤثرة إلا أن تنطلق من تقويم جاد وشفاف للوضع، وفي هذا الإطار أظن أنه كان مناسبا جدا أن يشرع في عملية إصلاح شاملة بعد إجراء التقويم وليس أن تكون تلك العملية ارتجالية وعشوائية. صحيح أنه أيضا ينبغي تحديد المسؤوليات عما جرى وما وصلت إليه الأمور داخل الحزب والتي تحولت إلى ما يشبه الأزمة التي لا يمكن أن تكون في نهاية التحليل إلا مقصودة. وتتحمل القيادة السابقة نصيب الأسد بفعل جملة من الأخطاء، لم يكن تمريرها سهلا لولا تبنيها من تلك القيادة وتدخلها المباشر لدى المعنيين كلما لاقى المحسوبين عليها عراقيلا، ويكفي في الصدد – من باب الاستدلال - بعض الترشيحات للاستحقاقات الأخيرة التي يشم منها البعد عن مبادئ الحزب وما تنص عليه من قطيعة مع الفساد ورموزه، ما أدى إلى هجر مجموعة من الفاعلين الأساسيين للحزب .. لتنازِلـَهُ في دوائرها .. وتفوز على مرشحيه بفارق مريح!!! ولم يك ذلك الخطأ فريدا، فقد اختارت القيادة السابقة لنفسها برجا عاجيا قلـَّما استطاع البسطاء التسلق إليه، وكأن المزور في شركة خاصة مما فوَّت عليها الكثير من الفرص في الحصول على قلوب مئات المناضلين من ذوي الكفاءات الذين ترك المشهد في ذاكرتهم انطباعا غريبا حيال أعلى هيئات الحزب .. حرسٌ منتشرٌ يمنع دخول المقر، ورئيسٌ محجوبٌ، وقيادات كرتونية أحاطت نفسها بجملة من العراقيل البروتوكولية يستحيل أن يحظى المناضل معها - أيا كانت غايته – بما يمكن أن يُصبـِّرَ به النفس!!! وليست الأمانات التنفيذية نشازا عن التقويم، فالأمانة المكلفة بالشباب (على سبيل المثال) فشلت في المحافظة على الآلاف من الطاقات الحية التي كانت تضيق بها سجلاتها لتجد نفسها في النهاية رهينة لثلة من المتشبهين بالشباب، تحكموا في مركز القرار، ورسموا من خلاله السياسة التي هدمت أركان سرح ٍ كان من المفترض أن يكون رمزا للبناء والتغيير.
2 ـ اقتراحات عملية: لكي تضمن القيادة الجديدة تحقيق الأهداف المتوخاة، يجب عليها أن تسلك طريقا ينافي تلك التي سار عليها السلف، ونقترح أن تبدأ خطواتها بالشروع في تنفيذ الإجراءات التالية: - تخصيص يوم في الأسبوع للمقابلة (بالنسبة للرئيس). - تطبيق مبدأ المكافأة والمحاسبة. - القضاء على ظاهرة الثكنات (المكاتب المغلقة). - الحد من صلاحيات أزلام (الشعب، الهياكل، الجمهوري، عادل) ومغاضبي الأحزاب الأخرى. - تنظيم ملتقيات على مستوى الاتحاديات والأخذ بالتوصيات الصادرة عنها. - فتح المجال للابتكار والأفكار التي من شأنها تطوير العمل الحزبي. - مواكبة الانجازات وتكليف لجنة بحصرها تمهيدا لتوثيقها على شكل نشرات، لإطلاع المواطنين على حجم المكتسبات التي تحققت بفضل تنفيذ برنامج الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز. - ضخ دماء شابة يمكن الرهان عليها، لا تغريها المناصب، وتؤمن بالعمل الحزبي كخيار وحيد، لا تنشد التعيين ولا تتخذ الحزب كمطية تضمن لراكبها الوصول إلى مناصب ليس أهلا لها، وإعطاؤها الفرصة الكافية لإيجاد ذواتها، لكي يتسنى لها تقديم الأفضل. - غربلة هياكل الأمانات التنفيذية والاتحاديات، والاستغناء عن عديمي الفائدة من أعضاء تلك الهيئات في التجديد القادم. - التركيز على الجانب الإعلامي من خلال تصميم موقع الكتروني يتماشى مع مكانة الحزب، وتعيين خلية إعلامية تواكب الأحداث لحظة بلحظة، وترد على الخبر في الوقت المناسب، وتصدر البيانات، وتنشر النشاطات الحزبية والرسمية فور حدوثها. تلك نقاط من بين أخرى يضيق المقام عن سردها قاطبة، أحسبها جديرة بالأخذ بعين الاعتبار، تعبر عن وجهة نظر الكثيرين من المهمشين من داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، أردت من خلال إثارتها أن أنير القيادة الجديدة للوقوف على حجم التركة التي ورثت ... وعلى ما ينتظره منها الجميع. |