يمشي الربيع العربي بما لا يشتهي العرب |
الاثنين, 05 مايو 2014 09:34 |
شهرزاد بن جدو تونس: خيب الربيع العربي آمال الكثيرين فلقد فشل في تحقيق المطالب التي ثار من أجلها الشعب التونسي و المصري و اليمني و الليبي و المتمثلة أساسا في الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية. نعم أضحى الربيع العربي الذي حلمنا بزهوره و أقحوانه خريفا تعصف فيه الرياح العاتية. نعم فشل الربيع العربي كيف لا والأوضاع الأمنية متوترة في بلاد الكنانة والنساء مضطهدات في بلاد الحكمة ودماء العروبة مسكوبة على أرض سوريا. نعم نجح الربيع العربي في تقسيمنا إلى طوائف و ملل و نحل بدل أن يوحدنا على راية العروبة و الإسلام.. فأصبحت الأمة الواحدة مجزأة بين ماركسي و إسلامي وعلوي و شيعي وشيوعي ولينيني ويساري وعلماني… ”كل يعظم دينه” و لا يبالي بجراحات الوطن. كما أن هذا الربيع العربي لم تسبقه ثورة ثقافية و فكرية مثلما هو الحال بالنسبة للثورة الفرنسية عام 1789 و الثورة البلشوفية التي مهدت لها كتابات العديد من الفلاسفة و المفكرين . و يعتبر البعض أن القمع والاستبداد هما سبب غياب ثورة ثقافية وفي اعتقادي هي حجة واهية فالإبداع مأساة أو لا يكون على حد تعبير المسعدي. كما أن أهم الإنتاجات الإبداعية كتبت خلف الزنزانات و في أقبية السجون و في الحروب و تحت القصف , فمن السجون الإسرائيلية مثلا تخرج كبار الأدباء و المبدعين على غرار محمود درويش و غسان كنفاني و ناجي العلي و فدوى طوقان.. مبدعون لم تثنهم السجون و اللجوء و المنفى عن الإبداع . صفق الكنغرس الأمريكي للثورة التونسية و مد حلف الناتو الثوار الليبيين بالسلاح لإزاحة معمر القذافي عن الحكم كل هذا من أجل أن تتمتع الشعوب العربية بالديمقراطية كيف لا و أمريكا و الغرب هم من أدخلوا بواسطة الدبابات الديمقراطية للعراق في غزوهم لها سنة 2003 .. فالنفط العراقي لم يكن هدف أمريكا و حلفائها بل دكتاتورية صدام حتمت عليهم حمل الديمقراطية بأنفسهم للعراق. فيالها من ديمقراطية ملطخة بالأطماع الامبريالية … تعرض الربيع العربي إلى محاولة تحويل وجهة من قبل الأطراف التي لا تريد للعرب أن يقرروا مصيرهم بأيديهم و لذلك على الشعوب العربية و النخبة المثقفة تحديدا أن تعي جيدا ذلك و أن تساهم في نشر الوعي و ذلك للحفاظ على الثورة التي أنجزها شعب أعزل أراد الحياة فاستجاب له القدر . |