ماذا قدم ولد عبد العزيز للشعب؟ / محمد عالي الهاشمي |
السبت, 17 مايو 2014 20:25 |
أوشكت المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز على الانتهاء وقد أعلن ترشحه للانتخابات القادمة فماذا قدم ولد عبد العزيز للشعب خلال مأموريته المنتهية؟ أول ما بدأ به مؤسس ماليزيا الحديثة مهاتير محمد هو التركيز على البنية التحتية ثم التعليم والطاقة يهدف من ذلك لأمرين الأول جلب الاستثمارات الأجنبية والثاني الاستثمار في الموارد البشرية الماليزية لتعتمد في ذلك على نفسها لتتحول بذلك تحويل ماليزيا خلال ما يقارب العقدين من الزمن من دولة من العالم الثالث إلى دولة متقدمة من العالم المتقدم منافسة أوريا وأمريكا. إذا ما نظرنا إلى موريتانيا خلال السنوات الخمس أو السبع الماضية نجد أن هناك تطورا ملحوظا في مجال البنية التحتية فلأول مرة توجد بالعاصمة شوارع تشبه ما هو موجود في شوارع عواصم العالم , لأول مرة توجد بالعاصمة شوارع بها ستة مسارات , المؤسسات الصحية أيضا شهدت تطورا كبيرا في المباني والمعدات والعمل جاري بخصوص الكادر البشري, التعليم الركيزة الأساسية في أي نهضة شهد هو الآخر تطورا نوعيا مهما لم يقتصر على البنية التحتية له من مدارس وجامعات بل شهد فتح مدارس متخصصة تواكب حاجة السوق والبلد بصورة عامة , مدارس متخصصة في المعادن والزراعية والتقنيات الجديدة وهو أمر سينعكس ايجابا على الوطن بشكل كبير خلال السنوات القادمة. أي نهضة لا بد لها عند النشأة أولا وللمحافظة عليها ثانيا لا بد لها – اذا – من توفير عنصر الأمن وهو ما وفق الله فيه رئيس الجمهورية حيث استتب الأمن واندحر الإرهاب وأصبح لنا جيش قوي نسبيا – أي مقارنة بمحيطنا الاقليمي ومواردنا والحالة التي كان عليها – وهذا ما يشهد به القاصي و الداني , الداخل والخارج. السلطة الرقابية الأساسية والتى تعبر عن الشعب هي السلطة الرابعة أي الصحافة وقد حافظت على تصدر لائحة حرية التعبير خلال السنوات الثلاث الماضية ورغم أن حرية التعبير كانت موجودة إلى حد ما لكنها لم تشهد ما شهدته من تطور خلال حكم ولد عبد العزيز رغم الظروف الأمنية التي كانت موجودة واستغلال البعض استغلالا سيئا لهذه الحرية. اهتمام الدولة الموريتانية بمواطنيها وهو أمر يزيد ارتباط المواطن بوطنه ومن ذلك الاهتمام والتدخل الرسمي لإجلاء رعايانا في بعض الدول التى شهدت نزاعات مسلحة كساحل العاج وليبيا وسوريا ومؤخرا وسط افريقيا. الدبلوماسية الموريتانية شهدت - هي الأخرى - تطورا ملحوظا تمخض عنه رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي ولعدة منظمات منها المنظمة العربية للزراعة وكذلك عضوية موريتانيا لمجالس تنفيذية دولية أخرى لم تكن عضوا في هيئاتها التنفيذية. إضافة لكل ذلك هناك امور مهمة أخرى كالمؤسسات المتعلقة بأهم شيء لدى الشعب الموريتاني وهو القرآن الكريم كإذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة وطباعة المصحف ثم تحديث الإدارة من خلال بناء مباني إدارات جديدة وتزويدها بالتقنيات الحديثة ورفع من الناتج المحلي في مجال المعادن والسمك كما أن صلابة الموقف الموريتاني في المفاوضات مع الجاني الأوربي وإرغامه على الخضوع للشروط الموريتانية شكل منعطفا جديدة لتقوية إرادة الدولة الموريتانية. على المستوى السياسي تحقق نجاح كبير في تجديد الطبقة السياسية حيث معظم الأوجه التى تتصدر المشهد الآن هي أوجه شابة وكذلك إعطاء عناية خاصة للشباب لإتاحة الفرصة أمامهم . كل ذلك تم في فترة قصيرة , لا نقول إن كل شيء على ما يرام أو أننا وصلنا إلى ما وصلت إليه ماليزيا لكننا نقول أننا بدأنا نسير في الاتجاه الصحيح للبناء والتنمية وأننا بدأنا نضع الحجر الأساس لدولة عصرية والأمور تأتي بالتدرج و لا يمكن بناء الدولة بالشكل المطلوب في خمس أو سبع سنين. محمد عالي الهاشمي [email protected] |