إمام جزائري: شيعة يروجون لمذهبهم بين شباب وهران بـ”زواج المتعة” |
الجمعة, 14 فبراير 2014 01:59 |
الأناضول - قال إمام أحد المساجد في “حي السلام” الراقي في مدينة وهران، غربي الجزائر، إن عائلات جزائرية اعتنقت المذهب الشيعي تروّج لمذهبها بين الشباب عن طريق إقناعهم بزواج المتعة. وتمارس تلك العائلات، بحسب قول أمين مية مفتاح، إمام مسجد النصر، لوكالة الأناضول، طقوسًا شيعية، مثل لطم الخدود وتمزيق الأجساد في سرية تامة، بينما بدأت تدعو جهرًا في الآونة الأخيرة إلى التشيّع، وتغري أهالي مدينة وهران (مركز محافظة تحمل اسم وهران أيضًا) من أهل السنة، ولاسيما الشباب، باعتناق المذهب الشيعي عن طريق إغرائهم بالهدايا وإقناعهم بزواج “المتعة”، على حد قوله. والزواج المؤقت (زواج المتعة) هو زواج إلي أجل ولا ميراث فيه للزوجة، وقد اختلفت الطوائف الإسلامية في شرعيته، فيرى أهل السنة والجماعة أنه “حرام”، بينما يرى الشيعة أنه “حلال”. مراسل الأناضول انتقل إلى حي “السّلام”، الذي لا يبعد سوى أميال عن وسط مدينة وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة)، ووقف على ترف العيش لدى عائلات شيعية ثرية تقطن فيلات الجزائر، التي ينتمي 99% من سكانها للمذهب السني. وغير بعيد عن تلك الفيلات يوجد مسجد “النصر”، الذي شهد قبل أشهر فتنة كبيرة، بعد غلقه من جانب مجموعة من المصلين؛ احتجاجًا على تحويل إمام المسجد الشيخ يوسف نواري، إلى مسجد آخر، حيث اتهم هؤلاء المصلون مجموعة من الشيعة بأنهم وراء تحويله، كونه على حدّ تعبيرهم، “الوحيد الذي تصدى لنشر المذهب الشيعي بين أهالي وهران”. وقال أمين مية مفتاح، المسؤول الحالي عن المسجد، للأناضول، إن “عائلات شيعية أضحت تستدرج شبابًا ومراهقين سنيين لاعتناق المذهب الشيعي عن طريق إغرائهم بالهدايا وإقناعهم بزواج المتعة، مستغلة في ذلك ثقافتهم الدينية المحدودة، التي لا تجعلهم يفرّقون بين المذهبين السني والشيعي”. وأضاف مفتاح أنه التقى مجموعة من الشباب وقالوا له إن العائلات الشيعية في حي السلام يعقدون معهم جلسات نقاش بشكل مستمر ويحاولون فيها إقناعهم بزواج المتعة، وذلك لاستدراجهم إلى اعتناق المذهب الشيعي، على حد قوله. وتابع: “الشيعة في مدينة وهران لا يستطيعون أن يمارسوا طقوسهم الغريبة علنًا، من صلاة على الحجر ولطم للوجوه وتمزيق للأجساد في عاشوراء، ونواح على سيدنا الحسين (بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد عليه الصلاة والسلام)، بل يلجأون إلى السرية في الغالب خوفًا من رد فعل السنيين، لكنهم في المقابل يتقربون من الشباب والمراهقين لإقناعهم باعتناق المذهب الشيعي”. ومضى قائلا: “أنا شخصيا تصديت في عدة مرات لهؤلاء المتشيعين حديثًا، حتى أنني أقدمت على طرد أحدهم من المسجد”. ورفض الإمام القديم لمسجد النصر، الشيخ يوسف نواري، الذي تم تحويله إلى مسجد بحي آخر في وهران، تقديم أي معلومات بخصوص المتشيعين الذين يتردد أنهم كانوا يقصدون المسجد. واكتفى نواري بالقول للأناضول: “أنا هنا للحفاظ على مرجعيتنا الدينية المتمثلة في المذهب المالكي (مذهب فقهي نسبة إلى الإمام مالك بن أنس، 93-179هـ / 711-795م) ولا أقبل أي ممارسات في المسجد خارج هذا الإطار”. وبحسب مراسل الأناضول، فإن قضية التشيّع في وهران لا تزال من المحرمات المسكوت عنها، حتى أن مديرية الشؤون الدينية في محافظة وهران التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ترفض الخوض في هذا الموضوع، في حين لا يزال كثير من سكان وهران يستنكرون أفعال الشيعة ويطالبون بالتصدي لهم وعدم تركهم يؤدون الصلاة في المساجد السنية، بحسب سكان في حي السلام. وقال أحد مرتادي مسجد النصر في حي السلام، طلب عدم نشر اسمه: “ذهبت لأداء صلاة جمعة، وإذا بي أفاجئ بمجموعة من المصلين السنيين يتلاسنون مع آخرين من المتشيعين”. وأضاف: “لقد ذهلت للأمر ولم أكن أعرف أن هناك شيعة جزائريين يعيشون بيننا.. لا يجب أن يصلوا (في إشارة إلى المتشيعين) معنا”. وفي حديث للأناضول، روى الشاب وليد بن تازي، المقيم بحي السلام، تفاصيل لقاء جمعه بالشيعة قائلاً: “لقد كانوا أربعة شباب، شكلهم يوحي بأنهم ميسوري الحال…لقد تقربوا مني ومنحوني هدية عبارة عن زجاجة عطر ، ووعدوا بمساعدتي ماديًا كوني عاطلاً”. وأضاف: “في البداية لم أفهم هدفهم، لكنهم سرعان ما كشفوا لي بأنهم شيعة، وراحوا يحدثونني عن زواج المتعة، وأنه حلال عندهم وغير محرّم عكس السّنة.. وهو حصانة للشاب المسلم من الوقوع في الزنا، في خطوة منهم لإغرائي باعتناق المذهب الشيعي”. وفي المقابل، اتصلت “الأناضول” بأحد الشيعة بوهران، لمعرفة رأيه حول هذه الاتهامات، تردّد في البداية، ثم قبل الحديث، رافضًا الإفصاح عن هويته، قائلاً: “أنا شخصيًا كشيعي أرفض إغراء الشبان بالهدايا من أجل إقناعهم بالمذهب الشيعي، لا أريد لأحد أن يعتنق المذهب الشيعي على أساس مادي، بل أريد أن يكون الوافد الجديد مقتنعًا بما يقوم به”. وتابع: “للعلم معظم المتشيعين حديثًا بوهران، غالبيتهم من الطبقة المثقفة، وفي مقدمتهم أساتذة الجامعة وإطارات في قطاعات مختلفة”، رافضًا تقديم مزيد من التوضيحات. أما أحد المسؤولين بمديرية الشؤون الدينية بوهران، الذي رفض هو الآخر الإفصاح عن اسمه، فقال إن “مديرية الشؤون الدينية تحرص على تطبيق التعليمات الصادرة من الوزارة القاضية بالمحافظة على المرجعية الدينية الوطنية المتمثلة في المذهب المالكي السني، لذلك طلبنا من الأئمة التصدي لكل من يمس بهذه المرجعية”. وأضاف: “لا نريد فتنة بين الشيعة والسنة في المساجد، هي فقط عيّنة من حالة اللا تعايش بين الأغلبية الساحقة من السنيين والقلة القليلة من الشيعة في الجزائر، الذين يمارسون طقوسهم في سرية، لكن لا يتردّدون في نشر مذهبهم وإقناع الآخرين به”. وكان نشطاء محسوبون على التيار السلفي نظموا منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وقفة احتجاجية في مدينة وهران، ضد ما وصفوه بحملة “تشييع″ الجزائريين، وطالبوا خلالها السلطات بالتحرك لوقف الظاهرة. وآنذاك، قال الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش، رئيس حزب الصحوة الحرة السلفي (قيد التأسيس): “وصلتنا معلومات مفادها أن 15 عائلة تقطن مدينة وهران منذ أمد بعيد تقود حملات للتشيع علنيًا، وتقوم بتوزيع كتيبات على المواطنين لحثهم على اعتناق المذهب الشيعي وسط صمت من السلطات”. وأضاف حمداش “نطالب وزارة الشؤون الدينية التي هونت من هذا الخطر بالتحرك لحماية المواطنين من سموم التشيع″. |