أشياء تمزقني من داخلي منذ زمن ليس بالقريب. و في كل مرة، أواسي النفس بحلم يقظة وردي جمل، أراكم جميعا فيه، سعداء، تفرحون و تمرحون. ترددت مرات قبل أن أكتبها، لكن هذه المظاهر المرعبة و المآسي المتناثرة، ما عادت تحتمل.

الساكت عن قول الحق شيطان أخرس. أسر من داخلها تتمزق، نسيج اجتماعي ينزف، جرح يزداد عمقا، كيان يتهاوى.

يا إلهي، ماذا أرى؟؟ أطفال، شباب، نساء، شيب ضائعون؟؟؟!!! يا ناس قولوا الحق ولو على أنفسكم مرة واحدة في العمر. من لا يملك "مبيت" ليله و لا قوت يومه و مع ذلك يتزوج، بل في بعض الأحيان يعدد، لا يكفيه التفريط في حق واحد، يطلق، يتزوج من جديد. النتيجة فقراء على بؤساء، أعرشة و أخبية و مباني متهالكة،عامرة ما شاء الله أطفالا و كبارا، مكدسين في العوز كبضاعة منتهية الصلاحية. التكاثر ثم التكاثر، إديولوجيا جديدة، من يريد استغلالها سياسيا و حقوقيا و من يريد نكرانها و تجاهلها، و الكل في الجرم سواء.

يا ناس و الله حرام، أطفال في عمر الزهور في النفايات و القاذورات عن عيشهم يبحثون، معوزون على جوانب الطرق و عند المحطات يسألون و في الشوارع يبيتون، آخرون في السجون يقبعون: هذا سرق، هذا قتل، هذا تاجر أو تعاطى مع الممنوعات ضبط، هذا تطرف و تعصب من فرط حمم إحباطه وضياعه يريد أن يفجر أو أن ينفجر.

مظاهر تتكاثر و تتناسل كالفطريات، ونحن في الخطابات و المواقف السياسية متخندقون. يا أهل و طني، يا أهل موريتانيا الحبيبة، إنكم على صفيح ملتهب، و إذا لم تتداركوا، بسرعة البرق، أنفسكم فإنكم زائلون، زائلون. اللهم إني قد صرخت و صرحت بما يراه الجميع فاشهد.

-------------------------

من صفحة الأستاذة فاطمة بنت محمد المصطف