إلى أصدقائي الملحدين |
السبت, 11 يناير 2014 18:32 |
فسيقطعه المورمون إربا إربا بمباركة جميع السياسيين الأميركيين. فكيف يُعاب على الموريتانيين مطالبتهم بعدم الإساءة لنبيهم؟. وفي علمي المتواضع لا أعرف شيئا يوحد الموريتانيين كالإسلام، وإذا انتزعت عنهم هذه الصفة صاروا قوميات وقبائل وعرائق يأكل بعضها بعضا. وقد تابعت مؤخرا مقابلة لصالح ولد حنن على قناة الوطنية، وفي اعتقادي أن أستاذي الكاتب الكبير حنفي ولد دهاه لم يكن محاورا كبيرا حينما أراد من صالح التفريق بين "القومي" و"الإسلامي" باعتبارهما "يحملان أيديولوجيتين مختلفتين" مستغلا عدم إلمام الرجل بمفهوم الأيديولوجية، وقد كان صالح صادقا حينما قال إنه لا يوجد فرق بينهما. وبالفعل فإننا لا يمكن أن نتخذ من القومية أيديولوجية لأنها ستكون حينها فاشية مقيتة. أصدقائي الملحدين، لا تثقوا كثيرا بأوروبا وأميركا وحرية التعبير، فإن أوروبا تضم شعوبا كثيرة متدينة ومحافظة إلى حد الغرابة. الكاثوليك في أيرلندا -مثلا- هم من أشد الناس إدخالا لأمورهم الدينية في دنياهم، وتتدخل الكنيسة في صغير أمرهم وكبيره، حتى إن الكنيسة كانت تحرم الطلاق إلى سنة 1995، ولا زالوا إلى اليوم في أيرلندا يناقشون "جواز" الإجهاض من عدمه. ولا يوجد سبب في شجار جمهورية أيرلندا مع أيرلندا الشمالية غير ثنائية "الكاثوليك والارتودوكس". ثم إن الأوروبيين يخدعونكم حين يحدثونكم عن "الثورة المجيدة" (Glorious Revolution)، ولم تكن بالمجيدة، كانت فقط انقلابا على الملك جيمس لأنه كاثوليكي. وانظروا حولكم جيدا، فبريطانيا يحكمها "المحافظون"، وألمانيا يحكمها "الحزب المسيحي الديموقراطي". وفي أمريكا حدثوا ولا حرج. ولا يخدعنكم ما ترونه في الأفلام فالشعب الأمريكي محافظ إلى حد كبير، وغير بعيد منا الانتخاب الثاني لجورش بوش الابن والذي يرجع نجاحه إلى مواعظه الدينية". وهو ما أثار غيرة الديمقراطيين بزعامة أوباما، الذي اعترف في كتابه أن عدم تبني الخطاب الديني وتركه للجمهوريين كان من أكبر أخطاء الديمقراطيين. عشتم طويلا. ------------- من صفحة الأستاذ محمد لغظف ولد احمد |