إنما الأعمال بالنيات... |
الخميس, 06 مارس 2014 17:34 |
منذ فتنة الربيع لم يعد يوم الجمعة في بلاد الإسلام يوم عبادة وسكينة كما أمر الله سبحانه وتعالى في سورة الجمعة.."...إذا نودي للصلام من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر وذروا البيع..." عزيمتان:الإشتغال بذكر الله، والإنشغال به عن مشاغل الدنيا. عملا بالعزيمتين يتجه المسلم إلى بيت الله بنية صادقة؛ تلبية النداء وإقامة الشعيرة... لكن بعض المسلمين، منذ فتنة الربيع لم يعد نداء الله وشعائره محركهم الوحيد، وإنما أضافوا إليه نداء الحزب والتظاهر، وبناء على نداء الحزب ربما اختاروا المسجد الأقرب لمكان التظاهر بعد الصلاة، والخطيب الذي سيحمسهم للتظاهر أكثر من غيره، وربما قطعوا أميالا للصلاة في مسجد الحزب، ولسماع خطيب الحزب تنفيذا لأوامر الحزب... والحديث القدسي يقول:" أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ " . فهل تسلم للذين سيتجهون غدا إلى المساجد للصلاة والتظاهر صلاتهم، وقد جمعوا بين نيتين متعارضتين: السعي إلى ذكر الله، والإفساد في الأرض!!! تستمر سورة الجمعة في توجيه سلوك المسلمين بعد انقضاء الصلاة.." فإذا قضيت الصلاة فاتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله". قال الطبري:قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله { فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاة فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْض وَابْتَغُوا مِنْ فَضْل اللَّه } قَالَ : " لَيْسَ لِطَلَبِ دُنْيَا , وَلَكِنْ عِيَادَة مَرِيض , وَحُضُور جِنَازَة , وَزِيَارَة أَخ فِي اللَّه." فأين يذهب الذين يخرجون من المساجد لتحطيم الممتلكات العامة والخاصة، يروّعون الآمنين، ويرددون "منكرا من القول وزورا" وفاء بالتزامهم الحزبي، وتنفيذا لما خرجوا له أول مرة؟ لقد كان المسلمون عبر تاريخهم يتباشرون بيوم الجمعة، الذي وصف بكل حميد، فقال صلى الله عليه وسلم:"إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة..."، فهل يحق لمسلم صادق، دينه خالص لله، أن يفسد استجابته لعزيمة السعي إلى ذكر الله بالسعي تلبية لنداء الحزب، وأن يحرف الرخصة:"فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" عن تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لها!!! المسلمون، كل المسلمين الصادقين، هالتهم روايات تدنيس المصحف الشريف، لكنهم يتصرفون تجاهها ضمن حدود الشرع.."... اعدلوا هو أقرب للتقوى" فهل من العدل اختلاق الشائعات وتوظيفها لتحيقيق أهداف سياسية تشترى فيها الدنيا بالدين؟ ------------------------- من صفحة الأستاذ محمد اسحاق الكنتى على الفيس بوك |