أهل الصحراء، والميديا... |
الأربعاء, 09 أبريل 2014 16:42 |
ليست اللغة وسيلة اتصال فقط، وإن كانت تلك أولى وظائفها. فهي وسيلة إقناع، وإنتاج للقيم.. هي نص "للبيان والتبيين"، ومخبأ "للطواسين والجفر".. من معينها يمتح سحبان وائل، وفي عطنها يتردى باقر.. وبين هذا وذاك، وأولئك وهؤلاء، ينقسم الناس بين عيي معجم، وناطق معرب.. وقد كان أهل الصحراء أعلم بلغة العرب مبنى وأحسن الناس بها صياغة معنى، حتى قال قائلهم: ولست بنحوي يلوك لسانه*** ولكن سليقي أقول فأعرب... ظل ذلك مطردا حتى نجم أهل صحراء عرفوا أنفسهم بالميديا فاستبدلوا العجمة بالاعراب، والعي بالبيان، فقال مراسلهم: "لا يهم، فلن يتذكروا سوى أنه واجه الصحافة كما واجه الشباب والشعب قبل ذلك." لم يقصد المراسل المعنى الذي يفهمه أهل الصحراء من فعل واجه:"واجهت فلانا، جعلت وجهي تلقاء وجهه."، وإنما أراد المعنى الذي يقصده أهل الميديا، معنى الخصومة والتحدي، وهي طريقة تضمين يستمرئها الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فيجعلون السِّلام للسَّلام، ويختارون وزر الحِنطة على مغفرة الحِطة... سيعرب أهل الصحراء ما استعجم من لغة الميديا فيقولون: التقى الرئيس الشعب، واستدعى الشباب، واستضاف الصحافة... ----------------------- من صفحة الأستاذ اسحاق الكنتى على الفيس بوك |