إسلام بوكو حرام |
الأحد, 20 أبريل 2014 20:27 |
كان الإسلام في القرن السابع فتحاً. وعلى مر التاريخ الإسلامي كان هنالك نقاشٌ بين اتجاهين. اتجاه أراد مواصلة الفتوحات الفكرية للإسلام بنفس المنطق التاريخي الذي أتى به الإسلام؛ واتجاه أراد التوقف عند الشكل الاجتماعي للإسلام في القرن السابع. هذا باختصار هو أساس صراع العلمانية والأصولية. (طبعاً أقِرُّ أن هذا تصنيف اختزالي، ولكنه اختصاري أيضاً، فليست كل علمانية تريد إصلاحاتها من داخل التمدد الاجتماعي الإسلامي (بعض العلمانيات ليست حتى مسلمة)؛ كما أن ليست كل أصولية تريد العودة للإسلام التاريخي، بل هي أحياناً تريد العودة لتواريخها البدوية والقبلية،. هي قومية ثقافية، ليس إلا). إسلام القرن السابع أنقذ النساء من السبي والانتهاك. وفي ظروف حربية طارئة أعاد الإسلام السبي لتمديد بقعة الإسلام. وقد سرق الأمويون والعباسيون والعثمانيون ذلك الاستثناء التاريخي وأثروا به أسرتهم. تلك قوانين حربية تاريخية، لم تعد صالحة مثلها مثل أحكام الجزية والعبودية وجغرافية دار الحرب ودار الإسلام. الأصولي لا يقبل هذا الإطار لأنه يأتي بتاريخانية تضع الإنسان في مركز الفعل. -2- حركة بوكو حرام في نيجيريا هي حركة أصولية. منذ أيام قامت هذه الحركة بالهجوم على مدرسة ثانوية في بلدة شيوك واختطفت مائة فتاة سبياً. هاجم فرسان بوكو حرام على أحصنة بخارية من الدراجات النارية، يحملون المولوتوف والمشاعل وأحرقوا الأرضوا وطعنوا الطلاب واستاقوا البنات. هل هذا إسلام بالله عليكم؟ هل الإسلام هو غزوات النكاح؟ ما فعلته الحركة متماهٍ مع الممارسات الحربية للأموين والعباسيين، التي أثرت جغرافيا الإسلام بالصقلبيات (فتيات شرق أوروبا) والفرنجيات (فتاة غرب أوروبا) والتركيات والزنجيات والبلغاريات والسلافيات. هؤلاء الفتيات اشتغلوا قينات وسرائر للبرجوازية العربية القديمة. وكانت أسلمتهن عملية هامشية على وضعهن المتعي. ولم يتأسلمن إلا في سياق ثقافي، لأن النخاسة لا تهتم بعقولهن، بل بأجسادهن. لا علاقة لملاحم التسري بالإسلام. إنها تفسيرات شبقية للقرآن. ي مكن للخديم ولد السمان أن ينظّم غزوة على الـEcole francaise واختطاف بناتها والعودة بهن إلى عشه للتسري بهن. ولكن ليس من حقه الإدعاء أن هذا هو الإسلام. الإسلام أعلى وأجل. إن هدف الإسلام الأساسي هو الفطرة، لا الشهوة. هدفه الأساسي التقوى، لا اللذة. هدفه الطمأنينية، لا المتعة. -------------------------- من صفحة الأستاذ عباس برهام على الفيس بوك |