حقيقة لم أتفهم سبب هذه الهجمة الممنهجة في الفيسبوك على حفل التنصيب والحاضرين له ، ماذا لو تم تنصيب الرئيس في قصر المؤتمرات وبحضور رسمي فقط ، أكان ذلك ليخفف وطأة عبارات السب والشتم والسخرية التي يطلقها معارضو النظام على شبكات التواصل الاجتماعي

ظنا منهم أن ذلك يمكن أن يغير من رأي أولئك الذين لا يؤمنون بسياسة الكرسي الفارغ ، وغير الراغبين في الانتقال الخشن للسلطة عن طريق الانقلابات والثورات ، هل يظن أولئك أن الذهاب من دار الشباب إلى ساحة اب...ن عباس والمكوث فيها بأفضل من الذهاب إلى المركب الألمبي ؟ ، أيرون أن كيل الشتائم والاتهامات والإرجاف في المدينة هو السبيل الأوحد ليتنازل الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن كرسيه ويسلمه لمجموعة لا تتفق على شيء من المبادئ سوى معاداة الرجل ونظامه.

شخصيا لم أعب على أولئك الذين مشوا في تظاهرات "الرحيل" لأن ذلك طريقهم ورأيهم ، رغم اقتناعي أنه لا يوجد في موريتانيا ولن يوجد من سبيل لتغيير نظام الحكم سوى الانقلاب أو الانتخاب .

يا من يعيبون علينا المشاركة في التنصيب اعلموا أننا اخترنا طريق الانتخاب ونرفض بشدة طريق العنف والانقلاب ، وهذا خيار أوحد لا رجعة عنه.

أما بخصوص المنتدى والمعارضة فلهم الحق في خيارهم الذي انتهجوا رغم يقيني ـ وهذا رأيي الخاص ـ أن سياسة الكرسي الفارغ سياسة فاشلة ولا تسترد بها الحقوق ولا تنال بها الرغائب السياسية ولا المكاسب الجماهيرية ، لكن لن أعيب على أي منكم أصدقائي إذا ما قرر يوما أن ينتهج نهجا ، أراه خاطئا ويراه هو عين الصواب ، إذ كلنا يحاول خدمة وطنه حسب وجهة نظره وانطلاقا من معتقداته وميولاته السياسية ، فدعونا نختلف في الوسائل والطرائق ونتفق على النوايا والأهداف ، نختلف في وسائل الدعم والمساندة للرئيس أو المعارضة له ولنظامه ، مع كوننا متفقين على حسن نية كل طرف في توجهاته إذ لا يهدف إلا إلى خدمة وطنه والتضحية من أجله مهما اختلفت الوسائل وتعددت الطرائق.

-----------------------------------

من صفحة الأستاذ د. أوفى عبد الله أوفى على الفيس بوك