المُعَرَّف بِأداةِ التّعْرِيفِ: |
الثلاثاء, 14 أبريل 2015 22:32 |
المُعَرَّف ب "أل"، هو اسْم نَكِرَة لَحقتهُ "أل" فأصْبحَ مَعرِفةً بها. وهمزة "أل" همزة قَطْعٍ، ولكنها أصْبحتْ همزةَ وَصْلٍ بكَثرةِ الاستعمالِ. نحو: جَاءَ الرَّجُلُ. و "أل" التعْريفِ، نوعان: عَهْدِية أو جِنسية. فالمُعَرَّف ب "أل" العهدية يَدُلُّ على مُسَمًّى مَعْهُودٍ ومَعْلُومٍ ومُعَيَّنٍ. أ-العهدية ثلاثة أقسامٍ: 1-عهدٌ ذِكريّ، نحو قوله تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ...) 15/ المدثر. وعلامتها أن يَسدَّ الضميرُ مَسَدَّها مع مصحوبها، فيمكن أن يُقال: فعصاهُ فِرعوْنُ. 2-عَهْد عِلميٌّ، نحو: جاءَ الْأَمِيرُ، أي المعهود بيننا والمعروف. 3- عَهْد حُضُوريٌّ، نحو: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، أي اليوم الحاضِر. ومنه الاسم المعرَّف بعد اسم الإشارة، وبعد "أَيُّ" في النداءِ، نحو: هذا الطّالِب، يا أيّها الطالِب. ب-المعرَّف ب "أل" الجِنسِية لا يَدُلُّ على مُسَمًّى بعينه، فهو في المعنَى نَكِرَةٌ وإن كان في اللفظِ مَعْرفة، نحو: (وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِئْبُ (لا يَقصُد بتعريف الذئب ذِئبًا مُعيَّنًا). وتجيء "أل" زائدةً غيْرَ مُعرِّفة وهي كالتي في العَلَم: السَّمَوْءَل، اليَسَع، اللَّات، العُزَّى...والتي في الاسم الموصول، كالذي والتي وفروعهما، والآنَ التي هي ظرف زمانٍ مبنيٌّ على الفتح، ومثلها: "أل" الداخلة على التمييز لأنّ التمييز نكرة لا يقبل التعريف، نحو قول الشاعر: رأيتُكَ لَمّا أن عرفتَ وجوهَنا ***صددتَ وطِبْتَ النّفْسَ يا قيس عن عَمْرِو. النفْس: تمييز، أي: طِبْتَ نَفْسًا، و "أن" بعد "لما" زائدة، و"لما" ظرفية بمعنى: حِينَ تتعلق برأَى. وقد لحقت "أل" بعض أساء العَلَم الْأُخرَى سَمَاعًا ولم تفدها التعريف لأنها بنفسها معرفة، نحو: الحَارِث، والقَاسِم، والحَسَن، والحُسَيْن، والعَبَّاس. تعريف العدد بأل: يعرف العدد المفرد كما تعرف الأساء كافَّةً، فيقال: أنتَ الواحِد، وهؤلاء الثلاثة، إلخ. أمّا إذا كان مركَّبًا، فيعرف جزؤه الأولُ فيقال: أقبل الطلابُ السبعةَ عشرَ...وإن كان مركَّبًا إضافيا، يعرف جزؤه الثاني، نحو: جَاءَ خَمْسَةُ الرِّجَالِ...وإذا تعددت الإضافة، عُرِّف اللفظُ الأخيرُ، تقول: تَسَلَّمْتُ أربعَمِائةِ (أربَمِئةِ) أَلْفِ اللَّيْرَةِ. وإذا كان العدد معطوفًا ومعطوفًا عليهِ، عُرِّفَ الجزءان، نحو: جاءَ الطلابُ الخمسةُ والعشرُون. وأجاز بعض العلماء تعريف الجزأيْن (الجزئين) في المركَّب الإضافيّ، فتقول: قرأت المِائَةَ (المئةَ) الصفحةِ. المعرف بالإضافة: هو اسم نكرة أُضِيف إلى أحد المعارف فاكتسب التعريف، نحو: كِتابُ خالدٍ، وقَلَمُ الذي حَضَرَ، وجائزةُ هذا الطالِبِ، ومِسْطرةُ المُعَلِّمِ، إلخ. المعرف بالنداء: هو النكرة المقصودة من أنواع النداءِ، نحو: يا رَجُلُ، يا امرأةُ، وذلك إذا أردت تعيينَهما. أمّا إذا لم تَرِدْ ذلك، جعلتَهما نَكِرتيْنِ غيرَ مقصودتَيْنِ ، فتقول: يا رَجُلًا، ويا امرأةً. فوائد: 1-أجمَعَ أكثرُ النحاة على أنّ "الْآنَ" ظرْف مَبنيٌّ على الفتْحِ، ثم اختلفوا في سبب بنائه، فذهب قومٌ إلى أنّ سبب بنائه هو تضمنه معنى "أل" الحضورية، فإذا قلت: الآنَ، أي: الوقت الحاضر. وقال جماعة: بُنِيَ "الآن" لتضمنه معنى الإشارة، فيأتي بمعنى: هذا الوقت، ولأنه لا يُثنَّى ولا يُجْمَع ولا يُصغَّر، بخلاف غيره من أسماء الزمان، كحين، ووقت، وزمن، وساعة...ومن النحاة مَن ذهب إلى أنه مُعْرَب وأنه ملازم للنصْب على الظرفية وقد يخرج عنها إلى الجَرِّ، ب "مِنْ"، نحو: سأحالفكَ مِنَ الآنِ (ويقول أحد العلماء: هذا قولٌ لا يمكن القدحُ فيهِ، والقول ببنائه لا توجد له علّة صحيحة). 2-المُعَرِّفُ هو "أل"، وليس اللام وحدها. وهو قول جمهرة النحويين. (المرجع في اللغة العربية/ لعلي رضا).
-------------------- من صفحة الأستاذ إسلمو ولد سيدي احمد على الفيس بوك |