كل منهم يتهكم على الآخر! |
الاثنين, 20 أبريل 2015 15:29 |
منذ ما يزيد على عقدين من الزمن دخلت على مجتمعنا المسلم بعض الظواهر المتنافية وقيمنا الإسلامية وإن كان بعضها متأصل ببعض الأمثلة الشعبية مثل: "الأيد ألِّ ما صبت تكطعه حبه"،"وأصبع ألِّ مافيه ش ما يلتحس"، ولكن هذه المفاهيم فعِّلت أكثر فى العقود الأخيرة وخصوصا بعد أندثار منظومتنا التقليدية المحافظة، وفى وقت لم يتأصل بما فيه الكفاية مفهوم الدولة والمواطنة وفى فترة إنقلاب للقيم وعلى حسابها تسابقو للمصالح الضيقة.
الرئيس، الأطر والوجهاء والسياسيون، والشعب؛ هذا الثلاثي يضحك كل منهم على الآخر؛ فالرئيس لا يغره التصفيق والتزمير وكذب السياسيين بقلب الحقائق وإن كان يرضيه وهوالمتخرِّج من كنف النظام الذى سبقه، يفهم جيدا أنها مظاهر تصاحب كل نظام وسرعان ما يتنكر أصحابها له عند زواله، ولكن يحتاجهم لتثبيت أركان حكمه مقابل مصالح شخصية لكل منهم، وهم مقتنعين بفساد النظام ويجمعهم عامل مشترك هوألا مبالات بالوطن وإعلاء المصالح الشخصية؛ الأطر والوجهاء والسياسيون لا تهمهم الدولة ولا تنمية مناطقهم ولا العيش الكريم للمواطن، فيؤثِّرون على المواطن بالقرابة والجهة وبفضيلة حسن الضيافة وتارة بالتنافس القبلي والجهوي وأحيانا أخرى بحل مشاكل مؤقتة ويدخل الجميع فى لعبة تحايل على الوطن، يشتركون فى التحايل مع الإدارة ضد أنفسهمم ومناطقهم بتغطية الحقائق ببعض المساحيق والرتوش الآنية، ولكن هذه الطمس ليس موجه للرئيس وإنما للرأي العام، فالرئيس على علم من ذلك االتزييف والذى بعضه على نفقة الدولة! وإن لم يكن على علم، فلسان الحال أصدق من لسان المقال، فالطلاء لا يغير شيئا من المباني المتهالكة والإكتظاظ بادي للعيون ودفاتر التلاميذ و مستوياتهم تشهد على غياب المدرِّس وكذلك حالة المرضى والمستشفيات والطرق وغياب الخدمات الإدارية! فالنظرة الثاقبة لا تهمه فهو يشاركهم فى عملية طمس الحقائق لأنه بكل بساطة هو من يتحمَّل المسؤولية ولم يعطي الوسائل للتنمية! والهدف عنده ليس تفقد المواطن وإنما مآرب أخرى وحاجة فى نفس يعقوب! والكل يضحك على الكل ويتآمرعلى الوطن! فهذا الواقع لا ينذر بخير ويجب على من هم خارج هذه اللعبة ويؤمنون بالوطن أن يتصدَّوا له ويوثقو مشاهد المؤامرة هذه ويكشفوا أصحابها، ولتقوى الذاكرة الشعبية لئلا تستمر اللعبة فى ما بعد بشكل آخر وأن تتحرك أقلام الحق التى هي ألسنة الخلق وأن نحارب وجه التخريب الآخر المتمثل فى الطائفية ومحاولات التفكيك فهي لعمري مؤامرة أخرى على البلد! الوطن يستنجد! هل من مجيب؟ --------------------- من صفحة الأستاذة خديجة بنت سيدنا على الفيس بوك |