مطلقة! |
الثلاثاء, 28 يوليو 2015 11:26 |
أخذها وهي لا تزال تتعلم اللعب مع صغار الماعز وتشاهد مسلسل "فلة والأقزام السبعة"،كان طويلا جدا وضخما ويبتسم بصعوبة ويكبرها بعدة أعوام،لكنه كان ابن عمها! في ليلة عرسها شاهد دموعها لم تكن دموع الفرح، تذكر دفاترها وابتسماتها التي تشبه لمعان قمم جبال الجليد،وكيف أنها تخاف من "الخنافيس"،وكيف أنها لا تنام إلا في حضن جدتها،وفجأة إذا بها لوحدها مع ذلك الرجل الغامض! بعد سنتين بدأت تتعود عليه،وبدأت تكبر بسرعة كعاصفة صيفية،انجبت منه طفلة جميلة أحبتها وأحبته من خلال عيونها فهي تشبه عيونه،هجرت المدرسة،وصارت تقضي سحابة يومها بين الأواني والسوق وأحاديث المساء مع النسوة! انجبت الطفل الثاني وهي على ضفاف ربيعها الثامن عشر،في صباح عادي ككل الصباحات،جائتها رسالة الطلاق ومبلغ من المال،لم تفكر في سبب الطلاق،لأنها تزوجته دون أنت تعرف سبب الزواج،رحل هو بعيداً،وبقيت هي مع أطفالها،حزينة كقارة إفريقيا تفتش عن طفولتها الضائعة وعن دفاترها القديمة! عادت لسكَّة الإنتظار،تحمل متاعها من المعاناة وتنتظر القطار! تعاقب عليها الأزواج كتعاقب الزعماء على موريتانيا،انجبت الكثير من الأطفال تفرق دمهم بين القبائل! فهذا أبوه عسكري وذلك أبوه تاجر والآخر أبوه مغترب،وتمضي الأيام،وصرنا بلاد المليون مطلقة! فوراء كل امرأة مطلقة رجل يحسب المرأة مجرد وعاء بيولوجي،وإن كانت المرأة هي الأخرى تصرفاتها ملطخة بمسببات التفكك الأسري،التنمية لا تكون إلا بيئة في مستقرة،المجتمع يعاني من وراء الأقنعة المزيفة التي يضعها! نواكشوط الشمالي(الحي الإداري)....والساعة 23:40 ---------------- من صفحة الأستاذ خالد الفاظل على الفيس بوك |