حلل اسرائيلي: الأفضل لإسرائيل الصلاة بألّا يستقيل عبّاس
الأربعاء, 12 أغسطس 2015 20:32

قال مُحلل الشؤون الفلسطينيّة، آفي أيسخاروف، في مقالٍ نشره في موقع (تايمز أوف أزرائيل) إنّه منذ كانون الثاني (يناير) 2005 وحتى اليوم، أخذ حلم رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس بحلم الدولتين بالابتعاد، ومكانة حماس تعززت في الجمهور الفلسطيني،

وفي الطرف الإسرائيليّ حكومة لا ترى فيه شريكًا وتكبد نفسها عناء قول ذلك لكل من يريد أن يسمع والمستوطنات تُواصل التوسع. وأضاف أنّ إمكانية قيام دولة فلسطينيّة في الضفة في يوم من الأيام، انتهت.

 

وتابع: ينبغي بالطبع أنْ يضاف إلى ذلك الإحساس بالخيانة الذي يشعر به من جهة الإدارة في واشنطن، التي تُركّز على الاتفاق النووي مع إيران فقط. كما أنّ إمكانية المصالحة مع حماس اختفت، وأوضح أنّ شيئا في عبّاس قد انكسر.

ويوم الأحد الماضي أعرب عن معارضة قاطعة لكل نية للثأر على موت دوابشة أو لكل مظهر عنف. وبالتوازي فإنّ التنسيق الأمني بقي بل وتحسن فقط في السنة الأخيرة. وتساءل المُحلل: لماذا في الساحة الإسرائيلية يتعاطون مع إمكانية استقالة عبّاس بجديّةٍ؟، أولاً لأنّ رجاله يبدون علامات العصبية الحقيقية وهذا مؤشر على أنهم يتعاطون مع تهديداته ولا يستخفون بها.

وأضاف: بهدوءٍ تامٍّ تجري خلف الكواليس أيضا أقوال عمّن يمكنه أنْ يكون خليفة لعباس في حالة عدم سماح حالته الصحية له بالاستمرار، ولكن إذا استقال عباس واضح جدًا أنّ أيًّا من رجال فتح لن يحاول الحلول محله كرئيس للسلطة، وهنا نصل إلى السبب الثاني الذي من أجله يتعاطون مع هذا التهديد في الساحة الأمنية الإسرائيلية بحدية: هذا سيناريو كابوس لدولة إسرائيل. وكشف النقاب عن أنّه في محافل الأمن الإسرائيلية يفهمون جيّدًا ضرورة أبو مازن لدولة إسرائيل والدور الهّام الذي يلعبه في الحفاظ على الهدوء النسبي. بدون عباس وبدون سلطة، ستكف الأجهزة عن العمل ووجع الرأس الأمني لدولة إسرائيل سيتضاعف كثيرًا. وهذا لا شيء مقارنة بوجع الرأس الآخر، بدون سلطة فلسطينية تقوم بعملها، من سيُعالج الشؤون المدنية؟ هل إسرائيل تريد أنْ تعود للدور الذي قامت به حتى اتفاقات أوسلو؟

أغلبية ساحقة من الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء البيت اليهودي، سيردون بالنفي على ذلك، أكّد المُحلل. وأضاف يوم الثلاثاء التقيت “البديل” لعباس ولفتح. ولعل كلّ أولئك في إسرائيل ممّن يدعون اليوم بأنّ عبّاس ليس شريكًا، يتعين عليهم التعرّف على هذا البديل، عن كثب أكبر: الشيخ حسن يوسف، من كبار مسؤولي حماس في الضفة، ولفت إلى أنّ ما أطلقه كبار قادة حماس في رام الله من أقوال، تبدو أكثر اعتدالاً، اقّل حماسة، مقارنة بأولئك من غزة أوْ من الخارج. وقال الشيخ يوسف: حماس وافقت في اتفاق القاهرة 2005 على إقامة دولة فلسطينية في حدود 67. سألته مرة أخرى عن 67 وكرر قوله، نعم، حدود 67. نحن نقبل ذلك مقابل الهدنة.

وهنا أيضًا، أوضح المُحلل، اتخذّ الشيخ يوسف خطًا حذرًا وغير سلبي. نحن في حماس لا ندعي أنْ نكون بديلاً للسلطة أوْ بمنظمة التحرير الفلسطينيّة. هم سيديرون معكم المفاوضات. نحن لا نطلب أكثر من ذلل.

وعندما أبديت ملاحظة بأنّ أقواله تبدو مختلفة عن أقوال رفاقه في قيادة الحركة في غزة وفي الخارج، لم ينفِ الشيخ وجود خلافات في الرأي في قيادة المنظمة: حماس هي حركة كبيرة واسعة من ناحية فكرة. يوجد بيننا حوار دائم. وبطبيعة الأحوال توجد آراء مختلفة. ولكن عندما يكون مطلوبًا اتخاذ قرار في موضوع جدي، يتخذ موقف واحد يمثل كل الأعضاء في المنظمة دون استثناء.

كما تحدث يوسف عن ضرورة الوصول إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس في غزة، وهكذا أيضًا محمد أبو طير في مقابلة أخرى. ولكن الكثيرين في قيادة المنظمة لم يستطيبوا اللهجة المتصالحة لمسؤولي حماس في الضفة، قال المُحلل الإسرائيليّ وتابع إنّه ليس سرًا أنّ قادة المنظمة في غزة كان يسرهم أنْ يروا موجات عمليات في الضفة الغربية بهدف إضعاف السلطة، حتى لو كان يعني هذا أنْ يعتقد قادة الحركة هنا مرة أخرى. هل هذه ستكون القيادة الفلسطينية التي ستواجهها إسرائيل إذا ما استقال عباس؟ يبدو أنّ الجواب لا، قال المُحلل. ففتح لا تزال على ما يكفي من القوة في الضفة كي تقرر النبرة، ولكن التفضيل من جانب إسرائيل للحفاظ على الوضع الراهن وعدم تقدم المفاوضات للسلام، يؤدي إلى تعزيز التأييد لحماس وإضعاف السلطة.

وخلُص إيسخاروف إلى القول: حماس تتقاسم في هذه اللحظة ذات المصلحة مع إسرائيل، فهي لا تُريد ولا تُؤمن بإمكانية اتفاق سلام على أساس الدولتين، ومن ناحيتهم يُمكن التوقيع في كلّ يومٍ معين على اتفاق وقف نار طويل المدى مع إسرائيل، يستمر لسنوات، حتى بدون إقامة دولة فلسطينيّة، لأنّه بعد عشر سنوات، ربمّا أقل، ربمّا أكثر، لا تعود دولة إسرائيل دولة اليهود، على حدّ تعبيره.

فيديو 28 نوفمبر

البحث