لماذا هيلاري كلينتون؟ | 28 نوفمبر

إعلان

لماذا هيلاري كلينتون؟

أحد, 06/12/2016 - 17:04

ريم خليفة

متابعة وقراءة الأخبار المعنية بسباق الترشح الرئاسي في البيت الأبيض لها طعم مختلف في هذه الانتخابات، خاصة وأن شخصية هيلاري كلينتون، كأول امرأة، وأول سيدة، تخوض هذا السباق عن حزب سياسي كبير في الولايات المتحدة قد يغيّر من وجه العالم، وأيضاً من وجه المشهد السياسي الذي يعزز من إمكانيات تمكين المرأة في اتخاذ أهم القرارات في السياسة الخارجية والداخلية. هذه القرارات التي ستخرج ممثلة لأهم قوى وبلد وهي الولايات المتحدة الأميركية.

لقد أعلنت كلينتون ضمان فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة الأميركية، بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية بولاية نيو جيرسي، وحصولها على أغلبية عدد مندوبي المجمع الانتخابي.

كلينتون احتفلت مع أنصارها في بروكلين قائلة «لقد وصلنا إلى نقطة فارقة، لأول مرة في تاريخ أمتنا». كلام كلينتون أثلج نساء كثر وليس فقط أنصارها وهي التي ترعرعت في بيئة بسيطة لأم كادحة عملت في مهن متواضعة مع ابنتها التي تدرجت وتعلمت وثابرت ودرست في أهم الجامعات الأميركية ولتصبح في يوم من الأيام حاملة للقب السيدة الأميركية الأولى، متحملة على صعيد آخر، مغامرات زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون مع نساء كثر. إلا أن هذه المراحل والتجارب لم تمنعها من حلم الوصول إلى البيت الأبيض.

حصيلة هذه التجارب والمراحل التي خاضتها هذه السيدة قد شكلت منها اليوم بشخصية تنادي بحق التغيير والحقوق الحرة لنساء بلدها في سباق الانتخابات، صورة المرأة القوية، الواثقة من نفسها، المؤثرة في الرأي العام الداخلي والخارجي.

كلينتون قالت «الفوز ليس فوز شخص، بل يعود إلى جيل من النساء والرجال الذين قاتلوا وضحوا وجعلوا هذه اللحظة ممكنة». نعم هذا الجيل الذي تنتمي إليه كلينتون من جيل أمهاتنا  أصحاب الفكر الحر، التواق إلى التغيير، القادم من جيل نساء ضحوا من أجل أن يسمع صوتهن. وكلينتون قد جعلت من اللحظة ممكنة للمرأة أن تنافس على أهم منصب رئاسي في العالم، بل ويعد انتصاراً تاريخياً لكل امرأة وليس فقط في الولايات المتحدة الأميركية.

كلينتون التي أثنت على منافسها بيرني ساندرز، علقت أنه «رفع مستوى المناظرات السياسية»، كما اتهمت المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب بأنه «غير مؤهل ليكون رئيساً للبلاد».

الرئيس الأميركي باراك أوباما أيضاً هنأ كلينتون بضمان الفوز بترشيح الحزب في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

هيلاري كلينتون قد تكون ملهمة لكل امرأة،  قيادية، طموحة، جادة، مثابرة، مجتهدة، تسعى إلى أن تلعب دوراً يصنع التغير لنساء العالم، وستساهم في اصلاح القوانين والتشريعات التي تحد من تمكين المرأة في مختلف المجالات بسبب هيمنة الثقافة الذكورية على مواقع صنع القرار تحت حجج كثيرة كما هو الحال في كثير من بلدان المنطقة العربية التي تجد فيها أوضاع وحقوق النساء وتمكينها سياسياً واقتصادياً متفاوتاً من بلد لآخر… فهل تقلب هيلاري كلينتون الموازين في بلداننا العربية في حال فوزها بالرئاسة؟

/كاتبةوإعلامية بحرينية 

[email protected]