حافي وجيدة: العرس الموريتاني | 28 نوفمبر

إعلان

حافي وجيدة: العرس الموريتاني

اثنين, 07/25/2016 - 20:49

حافي وجيدة

قمة عربية على الأبواب ننتظر منها الكثير على الأقل لحفظ ماء وجه العرب الذين أصبحوا وللأسف خواتيم ودمى تحركها الآلة الغربية بنجاح , وما الوضع الذي آلت اليه المنطقة في السنوات القليلة إلا دليل على هذا , تفتت وانهيار , أخذ بثأر, مبدأ واحدة بواحدة , مصطلحات تستعمل كثيرا بين القادة العرب في ملتقياتهم واجتماعاتهم وحتى في تعاملاتهم فيما بينهم , وها هي قمة نواكشوط تأتي بعد طول انتظار لتعطي أملا جديدا في لم الشمل والاتفاق ولو لمرة واحدة على بعض القضايا الراهنة والمهمة التي تميز الأمة العربية وأهمها : الحرب  في سوريا واليمن , انخفاض البترول وتداعياته على المنطقة , تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطن العربي خصوصا مع انخفاض قيمة العملات العربية كالدينار والدرهم والليرة……الخ.  لكن شخصيا أرى أن هذه القمة ستكون كسابقاتها ولن تخرج بشيء جديد , وهذا ليس تشاؤما ولا فالا سيئا وإنما كل الأسباب مجهزة ومحضرة لفشلها وأهمها :

 – عدم حضور كل رؤوساء الدول الى نواكشوط لدليل على الشرخ الحاصل في الجامعة وبين أعضائها , وطبعا نقصد بهذا الطرح رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد الذي رغم كل شيئا إلا أنه يبقى لحد كتابة هذه الأسطر الرئيس الشرعي للبلاد وتعويضه بالمعارضة يعتبر خرقا للقانون , فمجرد حرمان الوفود السورية الرسمية من حضور اجتماعات الجامعة والمنظمات التابعة لها يعتبر ضربة موجعة للأمة العربية وقرار غير صائب من طرف أعضاء الجامعة الذين اتفقوا على أن لا يتفقوا , لأن قرار الطرد كان كما يعرف الجميع ليس بالإجماع بعد امتناع كل من لبنان واليمن وامتناع العراق عن التصويت .

– عدم اتفاق أعضاء الجامعة على بعض القضايا الجوهرية وحتى فيما بينهم , أفيعقل أن تكون قمة عربية لرؤوساء العرب ونصفهم معاد لبعض , واحد عامل اتفاقات وتحالفات مع الاخر بحجة حماية الديمقراطية وإعادة الأمن , وثاني يحمل عقدة ذنب اتجاه الآخر. فيا جماعة ليس بمثل هكذا عقلية نتفق ونبني مجد الأمة .

– القضايا الجوهرية وفي مقدمتها الحروب التي يتفق كل أعضاء الجامعة على ابادتها وإيقافها , ولكن سؤالي هو هل سيطلب من السعودية التوقف عن شن الحرب في اليمن وقصف المدنيين ,سؤال طبعا لا يحتاج الى وجاهة , فالسعودية قوة عظمى وذكية وتعرف من أين تؤكل الكتف , وما التحالفات التي عقدتها  لخير دليل على هذا , ضف الى ذلك حتى وان نادى البعض بهذا المطلب فالتصويت سيكون ايجابيا لأل سعود ,لأنه تقريبا كل رؤوساء الدول في الجامعة متحالفة معها, بشكل او اخر ولسبب او لأخر , فقبل الاصلاح العام لابد ان يكون هناك اصلاح جزئي وأقصد هنا هياكل الجامعة ومسؤوليها .

وفي انتظار ما ستسفر عنه لقاءات رؤوساء العرب في نواكشوط  في الدورة السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية يبقى التفاؤل هو سمة الموقف والمطالبة بالوحدة والتوحد في القرارات والأفعال للخروج بنتيجة ايجابية تخدم الأمة ومصالحها , لأن الوطن العربي يحمل في طياته دول كثيرة كل واحدة تكمل الاخرى وأي انفصال او انقسام سيؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها نعايشها وسنعايشها اذا لم نجد حلا سريعا لكل هذه الخلافات. فمرحبا بضيوف الأمة العربية في موريتانيا وان شاء الله تكون موريتانيا فال خير وتتغير امورنا الى الأحسن .

 كاتبة من الجزائر