من واقع تجربة: "عامان.... أنا وحبيبيتي والفيس بوك ... (قصة قصيرة )
السبت, 22 مارس 2014 01:25

محمد الددهلم يكن أحمد يملك في تصوره البعيد ان الفتاة التي احبها ايام الإعدادية والتي لم يفارق محياها  وثغرها الباسم خياله عندما تمتشق , وجه الريح ماشية , مولية بظهرها , بعد جلسة للندوة الشعرية التي كان طلاب الإعدادية , يقيمونها كل مساء  قبل أن يأتي استاذ  المادة التالية , لم

يكن يملك في خياله البعيد  ان يجدها بعد اربع  سنوات   من الفراق وعاميين ومن البحث المضنى  , لكنه كان مؤمنا , كل الإيمان ان سيراها يوما من الأيام و أن ستجمعهما ربما صدفة  خير من ألف ميعاد مرتب .....

 

 

بحث العشرينى  ,عنها  بين جميع فتيات الكليات  من كل التخصصات عن جميع من يحملن اسمها, بحث عن وجه ضائع بين ملايين الوجوه عن ثغر  تتراجع موجات غضبه وغيظه وهمومه عندما يراه , كل مرة , بحث عن اصدق قصة حب واطهر قصة حب عاشها , عن حقيقة لم تستطع زلازل كوجيتو النفس البشرية أن تزلزها , عجز الشيطان نفسه , أن يخيل له , عندما يتكدس  في غفرته  ليلا لينام , أنها لا تحبه وعليه نسيانها .

 

كل ذلك لم ينس أحمد حقيقة الفتاة ,التي حملت حقيبة احلامه وارتحلت خلف للاوجهة , حملة حقيبة افكاره ,وسافرت ربما في رحلة بحث هي الأخرى عن من رتبت لها الظروف أن تبحث عنه تماما كما هو مجنون بالبحث عنها .

 اليوم بعد أن فقد الثقة بكل اللواتي عرفهن , وندم علي أنه تركها أكثر من مرة لسبب اصبح اليوم تافها بالنسبة له: هو :أنه كما يقول " يخشى المغامرات و النهايات المحسومة سلفا ."

 

 

بدأت قصة الحب الصامتة  الصارخة  في لأحشاء الموسومة , بقراءة قدر ربما يجمع الله به الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا , قالها المجنون , في بيت من الشعر العربي , كان يقرأه  أحمد  كل مرة في نهاية آخر جواب تلقاه منها قبيل الرحيل , هو كل ما تبقي له,  وصورة منها  موغلة , في ذكريات فترة الإعدادية , التي انجبت بكل تغيراتها السياسية من  قمع النظام حينها لحركة الإخوان المسلمين , والرسوم المسيئة لخير البرية . المستفزة للعالم الإسلامي    أنجبت أيضا قصة أحمد وليلي التي  كانت تتكشف وتكبر , وتتطور .

 

 

 نتائج  السنة الثالثة من الإعدادية كانت كفيلة  ببتر أواصر حب لم تكد عراه لتنفصم لولاها , نجحت , ليلي بامتياز وتخصصت في العلوم الطبيعية, التخصص الذي كانت تعشق ان تنال فيه  البكالوريا لكي تتخصص مستقبلا في جراحة القلب . لتمنح الي تونس ما قبل الثورة و قبل أن تغير منحتها الي المغرب ,في نفس التخصص .

 

 

لكن احمد كان متناقضا فمع معدله الجيد تم توجيهه الي الرياضيات , حيث يكره لغة الارقام  والصرامة ويميل الي  الأدب واللغة والشعر والصحافة , فكر كثيرا قبل ان يغير تخصصه الي الدراسات العربية في كلية لآداب في جامعة نواكشوط , بعد ان اغفرت الطرق في وجهه , ولم يستطع التسجيل في أي معهد من معاهد الصحافة في الوطن العربي ورضي من الغنيمة بالإياب وأصر ان يدخل الحقل ويكسب تجربة الميدان ، فصحافة كانت هواية في بلادي ولم تكن مهنية قط .

 

 

فترة طويلة من التحضير وإرضاء الغرور ونيل شهادة الثانوية العامة  وبعدها المرحلة الجامعية ,مضت دون ان يلتقي احمد بعشقه الأبدي , ودون ان تلتقي ليلي بفارسها الذي تعشقه كلما بدا يغازلها , بجنون , مضت تلك السنيين , بلون سماءها الاخضر , ونار الشوق تكوي من اختارت أقدارهم أن يبقيا بعيدين عن بعضهما رغم شوقهما المجنون .

 

 

مضت سنيين عديدة دون ان تنمحي صورة ليلي من ذاكرة احمد وهو يعد التقارير لهذه المجلة اليومية او تلك , يعد الملف السياسي الأسبوعية الشروق التي كانت تصدر حينها يوم الأحد من كل أسبوع .

 

مضت تلك السنيين وهو يصر بداخله انه سيصل يوما ما الي احلامه الوردية  التي كان رسمها في أحلام يقضته ومنامه في ان يكون صحفيا ناجحا  وربما مقدما ل "هذا المساء " من استديو هات قناة الجزيرة الفضائية  لأنه باختصار يعشق  صاحبة الجلالة تماما كعشقه لليلي  المسافرة في دمه , والساجد في بلاطها , الموغل في الأسئلة الحائرة ,السائلة عن النهايات الخائفة منها .

 

لم  يعد العالم الافتراضي " الإنترنت " بوسائطه المختفلة ومتصفحاته السريعة بالنسبة لأحمد سوي درب آخر من دروب بحث تبدوا اكثر تعقيدا واتسعا  لمن يبحث عن وجه حبيبة ضائعة في العالم الحقيقي , وضائعة أكثر في مضان العالم الافتراضي , الذي بات بالنسبة اليه مظنة اخري لأي اسم قد تكتبه بواسطة لوحة المفاتيح في المتصفح " غوغل " أوفي خانة البحث في " اليوتيوب " أو " الفاسبوك ", لكن الاخير بالنسبة لأحمد أكثر المظان للكثيرات اللواتي يحملن نفس الاسم وإن لم يضعوا لهن  صورا رقمية علي واجهات صفحاتهم ..

 

 

 

بدأ يومها جالسا في قاعة التحرير صباحا قبل ان يحضر له محمود معد الشاي في المؤسسة الصحفية  التي يعمل بها  كأسه الصباحي الذي يسكره أكثر بابتسامة  صباحية عريضة , وقد فتح جهازه المحمول وأخذ يحرر خبرا عن خلفيات  حرق بيرام ولد الداه ولد اعبيدي لبعض المتون الفقهية بحجة انها تكرس نوعا من انواع العبودية  وفقه النخاسة  " وفتوى أن الامة يستحل منها  من ركبتها إلي سرتها " في مجتمع مازالت تحكمه العقد وتقليدية الفكر  ، هكذا تحتم حوارات  وصراعات العبيد السابقين  المنادين بالحرية ، مع آخرين تبنوا عكس موقفهم ودعوا للفهم الصحيح للنصوص وخصوصية المجتمع كي لا يجر إلي حرب أهلية .

 

 

والحمد الله أن تلك الصراعات والحوارات كانت عي الفيس بوك فقط إلي حين .

 

 

" ثورة  أخري  ليست كثورة بحث أحمد عن ليلاه  تلك  التي يقودها العبد بيرام , كما يحلو الأحدهم تسميته " في مقال رأي .

 

 

  , انتهي  من  تحرير الخبر بسرعة فائقة وصاحبه بصورة وأصبح جاهز للنشر , لكن عودة سريعة الي المتصفح لآخر حيث يفتح أحمد الفيس بوك كانت كفيلة بان تنسيه اعطاء أمر بزر واحد ليظهر الخبر علي الصفحة الرئيسية في الموقع .

 

 

إشارة خضراء علي صفحة احمد في الفيس بوك " رسالة من ليلي محمد " يقول  احمد في سره: صديقة جديدة  في "الفيس بوك " " عالم ممل جدا " سوف لن أجيبها لكن سأقرئ رسالتها .

 

 

قرأ أحمد الرسالة التي تضمنت سلام بلغة "الشات } cv {, " أصبحوا" يختصرون كل شئ  حتي السلام   " يقول في سره بصوت  مرتفع "....

 

 

لكنه لم يأبه للأمر لأن اليأس وفقدان الأمل في أن تكون هي ليلي التي  في مخيلته , قد تملكاه   تركاه يتصنع الحديث ولا يهمه أحيانا مع الكثيرين ممن تفرغوا وادمنوا الفيس بوك  وتقنعوا صفحاتهم للحديث المباشر وربما السافر أحيانا كثيرة .

 

 

يقول لي احمد ونحن في جلسة شاي عادية أنه لم يتصور بعد ثلاثة أشهر من حوارهم هذا أن تكون هي ليلي لكنها يستريح وينتابه شعور بالقطبة عندما يتحدث معها بواسطة محادث فيس بوك وأصبح كل صباح يناديها " يا شبيهة حبي الأزلي " كيف صباحك ؟.

 

 

كان يقاسموني النشوة بقراءة تلك المحادثة باعتباري الصديق الوحيد الذي لم تأخذه ظروف التفكير في شبح البطالة والسفر الي جنوب إفريقيا  أوسط إفريقيا التي" كانت الأنباء الحزينة تتساقط  عنها  حينها  بأن موجات من التطرف والعنف ولا حب تجتاحها : ضحاياه مسلمون يذبحون وتأكل لحومهم بعد شواءها" رضي صاحبي كما يقول وهو  يضحك  ضحكة ملفوفة  بسخرية وطعم إحباط ، بتراب الوطن وأنفاس اهل سوق العاصمة ومشاكلهم  اليومية التي بدأت بتطهيير عشوائيات بورصة الشمس وساحة الباعة الصغار ومطاردات قوات أمن الطرق لهم ...

 

مساكين هم الباعة الصغار فهم  تماما "كالعاشق الضعاف تطرهم ظروف ومجتمعات أحبتهم  إلي أضيق الطريق وبتالي قطع شريان حبهم وحياتهم و ووريد أحلامهم الطبيعية المشروعة ، في العيش وممارسة الحب ."

 

كان صاحبي بدأ ينهار  عندما يفكر كل مرة أنه سيتزوج بطريقة  بدائية لأن الوقت كما يقول بدأ ينفد فوالدتي يقول لي : بدأت تزيين لي  بنات العم للزواج " وأنا أصبحت محرجا أمام طلباتها وملت من مبرراتي الواهية حسبها ": أني لن أتزوج إلا التي أحب وتحبني ".

وأقول في نفسي لعلها تأتي أو ترسل رسالة واحدة بعد لقاءنا الأخير حين أتت في العطلة الصيفية  والتقينا لقاء حبيبينا عاتبيين أحدهما ظالم ولآخر مظلم وكلاهما مظلومان وظالمان.

فلا أنا يقول لي   وأعقاب سيجارة في فمه تفوح دخانا   : "تمسكت بها لأني كنت أخاف من النهاية  ولاهي تمسكت بي لأنها لا تريد أن تضيع قصتنا  الوحيدة.

 فما كان مني وأنا ألوذ بالصمت طوال اللقاء إلا أصبحت تمثال لعاشق أبدي لم يسطع وفشلت جميع محاولاته الواهمة في تبرير موقفه من كل خيوط وأحداث قصتنا .

 

مر اللقاء وأنا أراقب أداء شفتيها في الكلام  ونظراتها  لي  ، حضور عينها  ،حضورها  ، تألقها بعد  أربع عجاف من قصتنا الوحيدة الفريدة ، فقد كنت أستمتع للحظات بأروع  كلام واقسي كلام وأصدق عتاب سمعته في حياتي  وقد كنت أكره العتابا.

 

كانت أنامل يدي وجسمي تتهيئان   بطريقة عجيبة ولاشعورية و لتحقيق شعور طالما انتابني وحلمت به : في "أن أضمها وأقفل بأناملي علي  أناملها وألقي  وراء ظهري كل التناقضات كل الصبيانية كل سنيين عمري القادمة قربانا وزلفي للظفر بتلك اللحظة وفجأة نطقت وقالت :

كم  تمنيت أن يسامحك قلبي وأن أضمك بجنون هذا العالم و أقول بصوت مرتفع: "أحبك أحبك أحبك  أحبه وليكن بعد ذلك الطوفان .

لكنه يأبي ....

وكم أنا آسفة، وراضية .... أنه يأبي ويرفض أن يسامحك يا حبيبي وقرة عيني .....

 

 كانت إجاباتي كما المونولوك الداخلي الذي  لا يسمعه سواي فقد كانت شبه مرسومة علي وجهي لا تحتاج سوي لنظرة منها  لتتمكن بسهولة ومرونة وأناقة  ودقة من فك طلاسم تلك الجمل المتقطعة الحزينة السعيدة ، بدون أي احتمالات أو عناء . مرت سنين طويلة منذ أن غادرنا الإعدادية ، مرت سنين طويلة علي جلسة الندوة الشعرية في ظل الحائط الأصفر الموجود شرقها ، مرت سنين طويلة علي أسباب مهاجمة الإسلام والمسلمين والإساءة للنبي صلي الله عليه وسلم برسوم من حقير دنماركي لعين، هكذا كان  يتكلم استاذ اللغة العربية حينها ، مخاطبا فينا روح التسامح والاستنكار شاحنا معنوياتنا في تلك السنة الأخيرة من الإعدادية .  أتذكرين ؟. مرت كل تلك السنين علي فهمنا الأول للأشياء علي تلعثمنا في لغة العشق و العشاق ونحن اليوم كل في واد نهيم وكأن أقدرنا لم تكن بدلك السخاء  الذي توقعنا ، لكأننا كنا نهذي ونحن نرسم صروحا من لآمال و التفاهمات  في مستقبل لوكنا ندرك أنه سيكون بطعم هذا الفراق بطعم ونكهة هذا التشتت والحيرة والخوف ،لما كنا بدأنا الإبحار  فيه حينها ولما كنا استعذبنا  السفر  في مآقي  شتاءات أعيننا البريئة ".

 ولكم كانت ممتعة وحلوة تلك النظرات المسروقة في استراحة الحصة الأولي "الساعة العاشرة ". .... وماذا  تخبئ لنا الأقدار اليوم ونحن بحالنا ...قالها وسكت ؟

 

فقلت لصاحبي لا تحزن حاول أ تحب نفسك كن أنانيا مرة واحدة

وضحكت ....فمثلا :

جرب أن تعزم علي نفسك وتقبل العزومة " في مطعم فاخر " وأخرج بثياب فاخرة وكأنك تواعد أجمل الجميلات ...ثم أطلب وجبتك المفضلة ، لكن لا تشرب نبيذا فأنا أعرفك لا تحب النبيذ .

 

ضحك  وأشعل سيجارة جديدة من أعقاب المنتهية

طننت  أني أريد أن أخفف عنه هول التفكير والإحساس  بذنب العاشق المهاجر الهاجر ، فقد كان صاحبي خفيف الظل  في صمود ومثابرة خلوقا في مرح وسخرية ، يملك من الوعي بالأشياء والجدية فيها ما لا يملكه غيره .

ضحك .

"ثم قال : أنت تعلم أني خطبت وسأتزوج ... وكأن نبؤوتي  تتحقق . سأتزوج بطريقة  كلاسيكية اجتماعيا .

وأنت تعرف وأر بما خلتني قلت لك أن : ليلي شاركت عبر صفحتها في الفي سبوك  هذا الصباح أنها خطبت لطبيب أسنان وأنها ستتزوج .

لقد مات الوهم الجميل الذي كان يجمعنا ، ونحن نتحادث عبر عالم افتراضي حولنا من عاشقين  ملموسين إلي عاشقين عبر  صفحات وهمية.

،هل كانت هي ليلي أحمد التي بحثت عنها بذلك الجنون ، هل كانت هي ليلي أحمد التي أحبتني بذلك الجنون وكنت قصتها البكر وحبها الأبدي .

بدأت وكأنني أشك ....أنها  هي :؟

..... ولكنها فعلا ...فكلامها  المواقف التي تذكرني  بها حوارنا ...أبيات شعرنا نشرية نادينا .. عنوان افتتاحيتي الأولي " الحب الله "

 والتي قالت حينها في غير وعي أنت إخواني أم صوفي ؟؟؟؟

 

فقلت لها : صوفي  قادري وكنت كذلك .... كلها أشياء تثبت أنها لم تكن إلا هي .

نعم هي ...هي هي هي .يا صاحبي .  

ولقد  انتهي وهمنا الجميل عند تلك العبارة التي نشرتها  ليلى  علي صفحتها و بإختصار مخل:  ليلي مخطوبة مصاحبة اللفظة بصورة خاتم . أحسست حينها أن نيزكا من الذكريات يخرج من صدري بصعوبة ،يحاول أن يخرج من ذهنيتي ...من ذاكرتي هل كانت العبارة خطأ فيوجد  بعض الفيسبوكيون يصنعون الأحداث كي ما يلاقوا  اهتماما  أو تعليقا من لآخرين .. هل كانت من أولئك ؟  عموما يا صاحبي  :  أنا وقعت في شرك التعليق علي المنشور ، لست أدري كيف: ألف ألف ألف مبروووك وبالغة في كتابة كلمة ألف ألف ألف ألف ....حتي كتبتها مرات عديدة .  فلعلي أخرج معها القليل من فقدان الأمل الذي لم أستطتع أن أفقده ولم تغادر نيازكه الحبيسة صدري وذاكرتي حتي لآن رغم شبه وثنيتي  وشكي أن الأمل مازال قائما .

 أنت صديقي الوحيد الذي يعطي لمشاعري .وزنا ...أريد أن لا أحبها ,

فقد نشرت هذا  المساء علي صفحتي أني  خطبت وسأتزوج ولم أصحب النص بأي صورة لأن الصور والتمظهر  أصبحا لا يمثلان لي سوي شيئ من كذب وتلصص علي إعجابات الآخرين وخطب ودهم في التعليق علي كل ماهو منشور  رغم أهميته أو تفاهته  وهذا ما لا أحبه .  

نعم قال لي : وهو يتصنع شيئا من التجلد وصناعة  نظرية حب جديدة ، مفادها أنه لا يوجد حب  وإنما يوج تفاهمات  وحب في غير الله واهن .

أنا : يقول أؤمن بالتعايش والتفاهمات علي الحب الذي أنت وليلي تؤمنان به ، إنسيا الموضوع فقد اتخذت قراري وسأتزوج قبلها .

هل كان صاحبي يريد أن يحس ، جذوة الانتصار في حرب عاطفية .

فهل  كان مقتنعا  حقا ؟ هل كان علي صواب ؟

ربما .

لم يكن احمد   يعلم أنه من ذلك الحين   الذي تغيرت فيه نظرته لعلاقة الرجل والمرأة في المجتمعات الشرقية والصحراوية وحتي في أخصص خصائص وأساطير المجتمعات الزنجية  ومجتمع البيضان ، غيري نظرتي عن للأشياء والمفاهيم وترتيب تلك العلاقة  والتبل حد التصوف فيها .

فقد آمنت أن لا أكذب علي نفسي بوهم يسمي الحب في غير  الله .

 

فقد أحب  صاحبي  الفتاة التي تزوج حبا عظيما لقد كان يتقاسمنا الحياة  بكل لحظاتها الحلوة  والمرة وكانت صابرة متفهمة حلوة الطلعة ومرهفة الإحساس وتعرف كيف تصنع لحظة فرح  ويقول  في سعادة غامرة : آمنت أن للمرأة فلسفة في جعل البيت جنة لا تمل .

فكان صاحبي  ،عندما يأخذنني في حصة ثلاثين دقيقة من المشي علي الأقدام يقول  لي :

إنه  لم تصافح يده يدها ولم يلتقيا بعيونهما الماردة  قبل الزواج  إلا لقاء عابر تحرسه حساسية المجتمع والموقف  وعقد التربية الاجتماعية المحافظة في ظاهرها أكثر من باطنها .

 وغابت عنه أخبار ليلي وطبيب أسنانها الجميلة  حتى اليوم .

فيتحدث معي  ونحن نشرب القهوة  في باحة المقهى التونسي بالعاصمة نواكشوط ، والذي أصبح يمثل نادي كبيرا للهاربين من روتينية جلسة الشاي و الجماعة والجر والجمر إلي فضاءه في إنتاج جميل للصالونات الأدبية في القاهرة أيام السبعينات .

فيقول : نحن اليوم نعيش حرية طافحة لكنها تحتاج لمن يفهمها فهما صحيا ،حرية التعبير حرية التظاهر ... وحتى حرية أن تكون فقيرا أو غنيا جاهلا أو متعلما ..حرية أن تتزوج عن حب  كما يسمي المئات من شبابنا ، عبر القصص الواقعية التي تنتهي بصفحات الفي سبوك .

أو أن  تتزوج عن حب لله  وفيه وتعايش وتفاهمات . أفبعد  أربع سنوات من فقدان قصته الوحيدة كما كان يقول لي .

وعاميين من إيجادها .... وأربع سنوات من زواجنا الشاب  يكون صديقي أحمد  السبب في بلورة نظرتي  حول الكثير من الأشياء .  هل كان متمعنا أكثر مني . أم أني كنت الأقل تمعنا منه في قراءة الأمور ؟؟؟؟؟

ربما لكلانا حظ من فكره وتصوراته ؟

محمد الدده صحفي موريتاني