في الدرس يكتبن عن فارس احلامهن..من ينقذ بنات مدارسنا من الوحل ؟ ؟ |
السبت, 08 فبراير 2014 01:29 |
قبل يومين وبينما كنت مستغرقا في شرح درس لأحد الفصول التي أدرسها بثانوية ألاك لفت انتباهي انشغال إحدى الطالبات في أمر جانبي عن الدرس ، ولأني لا أتحمل من ينافسني على عقول التلاميذ داخل الفصل زجرتها بعنف وأمرتها أن تدفع إلي "شيطانها " الذي شغلها عن الدرس ... ترددت وبعد إلحاح ناولتني أربع صفحات من الحجم المتوسط ملئت كتابة أخذتها وتابعت الدرس ...وبعد انتهائه نظرت في الورقات فقتلني العجب فأردت أن أشرككم معي في المأساة ؟ الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها تقريبا والتي قفلت من بيت أهلها في البرد القارس لتتزود بالعلم لم تكن منشغلة بحل معادلات رياضية ، ولا في التفكر في آيات منزلة ، ولا في حكمة شعرية ، وإنما في تفاهات تتحدث عن "لون ، وخلق ، ومال ، وكيفية تفكير فارس أحلام مفترض ...وتجاوز تفكيرها وتخطيطها إلى أهله فتنبأت بكرههم وإعجابهم بها ..." لك الله ياموريتانيا ... بالتأكيد لن يصدق أي من آباء التلاميذ حينما ينظر إلى الصفحات الأربع "الصور" أن ابنته يمكن أن تنشغل في قاعة الدرس بما انشغلت به ..وربما لا يصدق أنها بعد عشرين سنة يمكنها التفكير فيه لكن الواقع يؤكد ذلك ... وامعتصماه ...لقد فعلت فينا العولمة فعلتها ونافست المصحف الشريف والسيرة النبوية على قلوب أبنائنا فمن يتداركهم قبل فوات الأوان ؟ من يملؤ عقولهم بحب التخطيط لتنمية بلدهم بدل الاستغراق في البحث عن حبيب سيخنه في أول فرصة ؟؟ باختصار علينا أن ندرك أن فلذات أكبادنا بحاجة إلى تفكير عاجل في طريقة إنقاذهم من الوحل ؟ -------------- من صفحة الأستاذ عبد المجيد ولد ابراهيم |