ما الذي أصابنا؟ |
الأحد, 12 يوليو 2015 12:41 |
جولة بسيطة بين المواقع أو الصحف الإلكترونية الموريتانية، كفيلة بتعرية المستوى اللغوي الهابط الذي باتت تقبع فيه الصحافة الموريتانية، للأسف الشديد؛ فلا تكاد تقرأ سطراً واحداً دون أن تستوقفك أخطاء لغوية ونحوية وإملائية فادحة، مع غض الطرف عن هزال المضمون والمعنى، وترهل الأسلوب!! ما الذي حدث فجأة لبلاد أنجبت ذات يوم رجالاً عظماء في علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة، وانتزعت بجدارة من بين كل الأقطار العربية لقب "بلاد المليون شاعرا"؟ من المسؤول عن هذا التدني المخيف لمستوى اللغة لدى الصحافة والإعلاميين الموريتانيين، المفترض أن يكونوا حماة لسلامة هذه اللغة، وحفظ جودتها ورقيها وسموها، وإشاعة قواعدها ومعانيها الراقية بين الناس؟ ألا يعلم هؤلاء، أن خطأ بسيطاً في صدر خبر صحفي، يمكنه مع التكرار، أن يجعل عامة الناس تعتقد أنه ليس خطأ، ليصبح مع الوقت جزءً من "قاموس" فاسد، كفيل بتحويلنا من بلد عربي إلى أعجمي! سيقولون لكم إن المهم هو المضمون وليس اللغة، والحقيقة أن هذه حجة واهية يلجأ إليها الضعيف دائماً، كلما شعر بالعجز والوهن، فهل ينتظر ممن لا يصلح لغة الكتابة أن يأتي بمضمون ينفع الناس؟ انظروا إلى العالم من حولكم، هل تجدون بين صحف كل الدنيا مقالات مليئة بالأخطاء اللغوية، أحرى أن تنحدر إلى المستوى الذي تسيء فيه للغة الأمة التي تنتمي إليها، مثلما هو حاصل عندنا؟ كفانا تبريراً ومجاملة للجهلاء، وعلينا أن نكنس من الواجهة كل من لا يستطيع أن يبين خطاباً عربياً سليماً، على الأقل نكنسه من دائرة المتابعة والاهتمام، وإلا فإننا جميعاً سوف ننحدر إلى الهاوية من الناحية المعرفية والثقافية.. #لغة_الضاد_تعاني ----------------- من صفحة الأستاذ محمد ولد اندح على الفيس بوك |