أزمة متفاقمة بين “الميادين” والسلطات السورية |
الخميس, 10 أبريل 2014 00:58 |
عملت “راي اليوم” من مصادر مطلعة في بيروت ان قناة الميادين اتخذت قرارا صامتا بتقليص تغطيتها الاخبارية في سورية بعد قرار السلطات السورية وقف البث المباشر للقناة من مناطق المعارك الا باذن رسمي استجابة لشكوى القنوات المحلية التي لم تتمكن من منافسة قناة “الميادين” في سرعة ودقة وصدقية الخبر وعجزها عن مجاراة القناة، حسب المصدر. واتخذت قناة “الميادين” سلسلة اجراءات قالت انها اولية تتمثل بوقف برنامج حديث دمشق الذي يبث اسبوعيا وسحب مراسلة الميادين الرئيسه ديما ناصيف من دمشق الى مقر القناة في بيروت ووقف نشاط كل المراسلين الميدانيين المنتشرين في مناطق النزاع. وقالت المصادر لـ”راي اليوم” ان الجهات المعنية في سورية اوضحت لـ”الميادين” ان القرار لا يستهدفها ولكنه قرار تنظيمي بحت ويمكن للميادين ممارسة عملها واستئناف بثها المباشر وفق الاجراءات الجديدة، ولكن وحسب المصدر، رفض رئيس مجلس ادارة قناة “الميادين” غسان بن جدو اعادة نشاط القناة، ونقلت مصادر اعلامية مقربة من بن جدو ان الاخير يرفض تدجين القناة والمساس بحريتها واستقلال تغطيتها. وتشعر قناة “الميادين”، حسب المصادر، ان هناك جهة داخل سوريا تعمل منذ انشاء القناة على عرقلة عملها لاسباب لا علاقة لها بالمصلحة السورية العليا، والقرار الاخير بوقف عملها ليس الا واحدا من سلسلة مضايقات تعرضت لها القناة من هذه الجهة. وقالت المصادر ان قناة “الميادين” لن تعاود عملها المعتاد الا بعد رفع هذه الجهة يدها عن القناة. وكان القرار قد شمل قناة “المنار” التابعة لحزب الله الذي يقاتل في سوريا وقد ادى ذلك الى انزعاج لدى جمهور الحزب ومؤيدي المقاومة في لبنان نظرا للاهتمام التي توليه المنار للخبر السوري والدعم الكبير الذي تقدمه عبر برامجها ونشراتها للنظام في سوريا، وقد استضافة القناة قبل يومين وزير الاعلام السوري عمران الزعبي للتخفيف من وقع القرار على جمهورها، وقال الزعبي اننا نحترم قناة “المنار” لانها قناة مقاومة وكذلك نحترم قناة “الميادين” لانها قناة قومية، ولكن المسألة هي تنظيمية بحته ووجه انتقادا لاذعا لكتاب المقالات التي تناولت الموضوع معتبرا انهم يصطادون بالمياه العكره. وعلمت “راي اليوم” ان اتصالات تجري على مستويات سياسية واعلامية عليا لمعالجة ما جرى واعادة تنظيم العلاقة بين السلطات السورية ووسائل الاعلام التي تعمل على تغطية الاحداث. وكان احد المسؤولين في التلفزيون الرسمي السوري قد فاخر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي بما سماها بالانجازات الاخيرة للاعلام السوري بعد وقف القنوات المنافسة. وهو ما اثار موجة من التعليقات الساخرة والمنتقدة للاعلام المحلي السوري على المنافسة في الملعب منفردا. وكتب احد المعلقين على كلام المسؤول ..(في الحروب تبحث الدول عن اعلام تشتريه بمالها في مغارب الارض ومشارقها كيف اذا كانت هذا الاعلام يحارب بجانبك وبستوى ادراكي ووسيلة ايصال متطورة عن وسيلتك باضعاف مضاعفة). ويعزى الى قناة “الميادين” تعديل الرأي العام العربي والداخل السوري في نظرته الى مسار الاحداث في سوريا حيث قادت القناة حملة (الواقع كما هو) وسبحت عكس تيار الامبراطوريات الاعلامية الممولة خليجيا اخذة على عاتقها نقل الاحداث في سوريا دون تحيز او تحامل او استفزاز لاي طرف، ورافضة بشكل واضح التدخل الخارجي في سوريا مهما كانت ذرائعة، وتعتبر قناة “الميادين” حسب احصائيات اجرتها القناة الاولى من حيث حجم المشاهدة في سوريا. |